المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

انسانية طليب تنتصر على عنصرية ترامب ونتنياهو

بقلم: موفق مطر

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على وسائل التواصل ( تويتر) في الخامس عشر من هذا الشهر: “إنّ رشيدة طليب، وزميلتها إلهان عمر تكرهان إسرائيل وكل اليهود، وليس بالإمكان قول شيء أو القيام بشيء لتغيير رأييهما” فأثبت ترامب بهذا الكلام العلني صحة وصواب تصنيفه ضمن قائمة اعتى العنصريين في العالم، فالحاكم العنصري دكتاتور، يعتبر مواطني الدولة اعداء مالم يخضعوا ويصيروا اتباعا.
ترامب العنصري حرض نتنياهو رئيس حكومة الدولة المتمردة على الشرعية الدولية وقوانينها ومواثيقها ذات الصلة بحقوق الانسان لمنع مواطنتين اميريكيتين من الوصول الى فلسطين، واشهر عدائيته عندما قال: “إن إسرائيل ستظهر ضعفا شديدا حال سماحها بدخول أميركيتين مسلمتين ومؤيدتين للفلسطينيين، تعتزمان زيارة الأراضي الفلسطينية”.
نعتقد ان كلام ترامب لا يحتاج لشرح او تفسير، فهذا الوضوح الشديد في كلامه ميزة ايجابية تجعلنا نتعرف على سياسته وصور استكباره بكل وضوح ودقة.
طلب ترامب من نتنياهو منع طليب من زيارة بلدها الأصلي فلسطين برهان آخر يضاف الى سجل الانحطاط السياسي الذي يجسده هذان الحاكمان، فالأول رئيس أقوى دولة في العالم يفترض ان تكون النموذج رقم واحد في الانسجام مابين المبادئ والقوانين والسلوك السياسي، فيما يجسد الآخر (نتنياهو) وهو رئيس حكومة تل ابيب المعنى المادي لقوة انجاب القوانين العنصرية، وقوة ارهاب الدولة الناقصة والمتمردة! ولأنهما كذلك لم يتورع ترامب عن الاتصال بنتنياهو رئيس حكومة دولة القوانين العنصرية السباقة في العالم ليطالبه (باعدام) الحق القانوني والانساني المكفول في القوانين والمواثيق الدولية ليس لمواطنتين اميركيتين، في الوصول الى أي مكان في العالم وحسب بل لأي انسان يريد العودة الى موطنه الأصلي او زيارة عائلته فيه.
يبالغ الرئيس الأميركي ترامب في اظهار حرصه على الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنين في اية دولة في العالم إلا في الولايات المتحدة ، حيث يفرز ترامب المواطنين الى درجات حسب الجنس والعرق والدين واللون، حتى لو كان بموقع نائب عضو في الكونغرس الأميركي، وهذا مافعله صراحة عندما طلب علانية وجهرا وبدون حياء او التمتع بالحد الأدنى من الكياسة السياسية من نتنياهو منع المواطنة الأميركية الفلسطينية الأصل النائب رشيدة طليب، والمواطنة ألأميركية الهان عمر الصومالية الأصل من الوصول الى فلسطين، علما ان المواطنتين مولودتان في الولايات المتحدة الأميركية وانتخبتا الى مجلس النواب الأميركي.. علما انه كان قد وجه كلامه قبل ذلك لأربعة نواب في الكونغرس عبر تغريدة على تويتر كشفت مدى توغل العنصرية في عقل وتفكير ومفاهيم ترامب اذ قال: “إن عضوات الكونغرس اللائي ينتقدن الولايات المتحدة يجدر بهن العودة إلى الأماكن المنهارة والموبوءة بالجريمة التي قدمن منها والمساعدة في إصلاح أمورها، ثم الرجوع إلينا وإخبارنا كيف سارت الأمور. مستهدفا إلهان عمر نائب مينيسوتا، وألكساندريا أوكاسيوكورتيز نائب كوينز في نيويورك، ورشيدة طليب نائب ميشيغان، وأيانا بريسلي نائب ماساتشوستس، علما أنهن لسن من ذوات البشرة البيضاء!!
ماكان لترامب ونتنياهو الا أن يقفا بقوة في وجه طليب، ومنعها من الحصول على تصريح لزيارة عائلتها في فلسطين، فطليب تؤيد حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة، وتدعم حركة المقاطعة الدولية للاحتلال والاستيطان الاسرائيلي (بي.دي.اس) وتؤيد مقاطعة المستوطنات وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، ولتأييدها للحل السياسي القائم على اساس دولتين، كما ظهر جليا في حملتها الانتخابية.
يستطيع اي عاقل في العالم تخيل الانسانية المزيفة التي يظهرها بنيامين نتياهو، فهذا الذي طرحها بالضربة القاضية ، يستخدم مصطلح الانسانية وكأنه يستخدم معجون اسنان لتبييض انيابه من آثار دماء الفلسطينيين الأنسانية التي بات مسؤولا عن سفكها، فيخرج بكل وقاحة ليعلن السماح للمواطنة الأميركية النائب طليب ” بزيارة إسرائيل لدواع إنسانية” رغم علمه ان طليب طلبت تصريحا من حكومته باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال لزيارة جدتها المقيمة في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة… لكن طليب رفضت الخضوع ووصفت شروط سلطة الاحتلال بالجائرة وقالت:” إن زيارة جدتي في ظل هذه الشروط الجائرة تتعارض وكل ما أؤمن به، أي محاربة العنصرية والجور والظلم” فانتصرت الفلسطينية الأصل رشيدة طليب لانسانيتها، لأنها كأي حر في هذا العالم تعتقد بان العنصري الظالم هو النقيض للانسانية، فأنى له بالانسانية ليمنحها لواحد في هذا العالم وهو فاقدها اصلا.

Exit mobile version