ترامب لليهود: إذا لم تنتخبوني فأنتم خونة

بقلم: باسم برهوم

تصريحات الرئيس الأميركي ترامب تعكس في الغالب غطرسة وانانية وتعكس رغبة شديدة في الابتزاز. فهذا الرئيس يمثل اسوأ فئات الرأسمالية التي لا تقيم وزنا لاي قيم انسانية.
قبل ايام قدم ترامب النموذج الاوضح لمنطق الغطرسة والابتزاز عندما خاطب يهود أميركا قائلا إذا لم تصوتوا لي في الانتخابات وتصوتون للمرشح الديمقراطي فأنتم خونة. هذا التصريح لو صدر من أي رئيس او مسؤول دولي اخر لاتهمته العصابة الصهيونية بانه لاسامي ولكن ترامب الذي اعطى لها ولإسرائيل ما لم يعطه أحد، واجهت هذه العصابة التصريح الذي يعرب عن عدم ثقة باليهود بالصمت!!؟
ترامب اراد ان يقول لليهود لقد جاء يوم الحساب، مشيرا انه قدم لهم القدس وأنهى من وجهة نظره قضية اللاجئين واعطاهم الجولان، بالإضافة الى فك الارتباط بالاتفاق النووي الايراني ومحاصرة إيران اقتصاديا. الغريب انه رغم كل ما قدمه فانه متشكك من تصويت غالبية اليهود له فالتصريح يكشف انه شخصياً، وبرغم علاقته الوثيقة بهم لا يثق بهم.
اود التذكير هنا الى استياء قسم كبير من يهود أميركا من هذا الحلف غير المقدس بين نتنياهو وترامب بين اليمين المتطرف في اسرائيل وما يقابله في أميركا من يمين متطرف في الحزب الجمهوري، فهذا التحالف يشكل خطرا على اسرائيل بالرغم مما جنته من مكاسب من ترامب. هذا الاستياء بات واضحاً حتى في اوساط اللوبي الاسرائيلي الايبك عندما تحفظ على قرار نتنياهو وترامب بعدم ادخال عضوتي الكونغرس رشيدة طليب والهان عمر من دخول إسرائيل. مثل هذه التصرفات والممارسات تفقد اسرائيل العلاقات المتوازنة التي تقيمها مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو الامر الذي حذر منه تقرير مركز الشعب اليهودي الاخير، فالتقرير دعا نتنياهو بالا يذهب بعيدا في تحالفه مع الحزب الجمهوري ومع جناحه المتطرف الذي يمثله ترامب، فمثلاً هذا التحالف سيفقد إسرائيل تأييد الحزب الديمقراطي.
تصريحات ترامب حول يهود أميركا الابتزازية تتنافى مع مبادئ الديمقراطية، فهي نوع من ممارسة الضغط والتهديد، الا ان ترامب يعتقد ان ما يحق له لا يحق لغيره. وبغض النظر فقد شهد تاريخ العلاقات الاسرائيلية الأميركية تدخلات متبادلة في الانتخابات، وهو امر يحدث طوال الوقت، بالمناسبة فهذا الامر غير مستغرب فالولايات المتحدة الأميركية تتصرف كما وكأن اسرائيل ولاية من ولايتها وقاعدة متقدمة لها في الشرق الاوسط، فهذه العلاقة العضوية تلخص طبيعة المشروع الصهيوني وطبيعة اسرائيل بانها مشروع استعماري هدفه السيطرة على المنطقة ومنع الامة العربية من النهوض وهذا هو الأساس بالنسبة لنا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version