الأسرى ودعاية نتنياهو

بقلم: هلا سلامة

حملة الاعتقالات الواسعة التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني تأخذ منحى خطيرا وتسجل تصاعدا منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل وبدء معركة الانتخابات بين الأحزاب الاسرائيلية.
لا يوفر رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي وسيلة للفوز في الانتخابات المقبلة حتى وصل الأمر ان تكون المعتقلات التي تحتجز ما يقارب الـ 7000 أسير فلسطيني جزءا من دعايته الانتخابية..
تحذيرات فلسطينيية من استشهاد أسرى وانفجار داخل السجون بفعل اقتحامات وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال وصلت في الآونة الأخيرة حد استخدام الغاز والكلاب البوليسية.
تلك المعتقلات تشكل ركيزة من ركائز الاحتلال لا يمكن فصلها عن الجرائم الاخرى كالحصار وهدم البيوت والاستيطان واستباحة المقدسات والممتلكات، وتشكل بالنسبة للاحتلال أهم المنافذ للتخلص من مواجهة الفلسطينيين في شتى حقوقهم، وأقل ما يقال فيها انها مجزرة جماعية يومية تغيب عنها الرقابة والمحاسبة الدولية.
طريق المعتقلات أو سكة الأحرار تتنهك فيها كل حقوق الانسان المدرجة في مواثيق واتفاقيات دولية لم تكن كافية لكي تحمي الفلسطينيين من الاعتداءات الوحشية التي يمارسها الاحتلال. تسحق العدالة من المنزل أو الشارع الى الجيبات والحواجز العسكرية وبعدها مراكز التحقيق والزنازين المظلمة التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة حيث يقضي الأسير حياته خلف قضبانها ينتظر يقظة هذا العالم.
توقيفات ادارية مفتوحة.. اعتقال واعادة اعتقال.. التهمة قد تكون حجرا والعقاب مؤبدا وقد يكون اعداما.
هنا في سجون الاحتلال تغتال الأمومة وحلم الأبوة يتحقق بتهريب نطفة .. سلاسل الحديد قد تكون أثقل من وزن الأسير وساحات الطفولة تضيق وحدود زنزانة تكفي ليكبر أمل العيش بحرية.
هنا الفلسطينيون المعتقلون لا يمتلكون خزانات بترول ولا قنابل نووية كي تعقد المؤتمرات ويلتئم العالم من أجل حل قضيتهم وليسوا ارهابيين كي تبعث لجان تحقيق وتشكل محاكم دولية.. كرسي نتنياهو تمر من هنا .. كرامات في هذا العالم تولد وكرامات تموت هنا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version