اتفاقات بلا مصالحة

بقلم: حافظ البرغوثي

قبل أن تبحث الفصائل في غزة عن مبادرة جديدة للمصالحة يجب ان تبحث عن سبب تعطل تنفيذ اتفاق 2017 الذي كان أداة تنفيذية للاتفاقات السابقة التي لم يحصل لها شرف التنفيذ !
فالمبادرة او الرؤية كما سميت تقلب الأولويات التي وردت في اتفاق القاهرة وتريد البدء من منطلقات تحتاج الى حوار ونقاش وسفسطة ثم حسب التساهيل رغم وجود جدول زمني الا انها مفتوحة للقيل والقال وما يخطر على كل بال . فالمحصلة ستكون صفرا لأنها مبادرة اوحت بها حركة حماس التي تبحث عن تسلية للمماطلة بالوقت ليس الا ، لأنها من عطل تنفيذ اتفاق القاهرة لعام 17 وكانت الخاتمة تفجير موكب رئيس الوزراء. الأصل ان نواصل تنفيذ اتفاق القاهرة لأنه محصلة اتفاقات سابقة بما فيها 2005 وصلح الحديبية وصلح الرملة واتفاق الهدنة لعام 49 والصلحات العشائرية في الخليل وغزة الجارية الآن الخ.
فالمهم ليس الاتفاقات العديدة بل سبل تنفيذها وقد فشلت كلها ولا ضرورة للمحاولة مجددا لأنها مضيعة للوقت وليس لدينا ترف الوقت لنتحاور على مدى سنتين او اكثر لأن سيف الاحتلال على اعناقنا جميعا . فحركة حماس التي تسلحت باتفاق تحالف مكتوب مع ايران وصولات العمادي عطر الله دولاره والتزمت بتدمير المدن الاسرائيلية ان مست عمامة من عمائم طهران وجدت ان كل ذلك لن يحميها من حزب الجنرالات الثلاثة وكلهم شاركوا في حروب ضد غزة وافصحوا عن نيتهم اجتياح غزة واغتيال قادة حماس .اما نتنياهو الذي داعب حماس لأسباب انتخابية ولم يشن حربا عليها بسبب معارضة جيشه في اللحظة الاخيرة سيعود لينتقم وفي الوقت نفسه لا تختلف سياسة نتنياهو عن غانتس بشأن الضفة . فالحل هو المسارعة الى تنفيذ اتفاق القاهرة لأن الحكومة الاحتلالية مهما كان لونها ستقهرنا جميعا ان لم نتفق ونعتمد على شعبنا لا على غيرنا . والله من وراء القصد.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version