فتح بين النظرية والتطبيق هاني الحسن

كما وصلنا من حركة فتح

نقدم للاخوات والأخوة من الادبيات الحركية دراسة هامة للراحل الشهيد هاني الحسن تحت عنوان فتح بين النظرية والتطبيق
وفيما يلي نصا جزء يسير من المادة المرفقة لكم على شكل كتاب PDF

مقتطف:

1- نظرية العمل الفتحوية.

من يعرف أين يقف وماذا يريد يعرف في النهاية حتما الى أين سيتجه. هذه الصفات الثلاث كانت متوفرة لدى (فتح) في مرحلة ولادتها وحتى نهاية عام 1968 عام معركة الكرامة.

ما هي أبعاد الاجواء السياسية والفكرية التي ولدت فيها (فتح)؟ . عام 1952 أطل عبد الناصر[1] من خلال الثورة المصرية على الوطن العربي وكانت الساحة يوميا تعج بالأحزاب ذات الطابع القومي وخاصة في المشرق. ولما كانت الامة العربية مثخنة بالجراح، مطأطئة الرأس أمام الهزيمة العسكرية التي لحقت بها[2] فإن القضية الفلسطينية اصبحت محور حديث كل من يريد الاستيلاء على قلوب الجماهير العربية وعقولها. وكان عهد التحرير واسترداد فلسطين يكاد يكون الكلمات الاولى التي يبدأ بها البلاغ العسكري لأي انقلاب او تغيير سياسي يحدث في المنطقة العربية.

بين عامي 1955 و 1958 حققت القوى الوطنية العربية في مصر أروع الانتصارات حيث تم طرد الاستعمار البريطاني من مصر وصمدت مصر وسوريا في وجه “حلف بغداد” و”مبدأ ايزنهاور”.[3] وكذلك سقط حلف بغداد بانفجار ثورة 14 تموز وانهيار الحكم الملكي الاقطاعي في العراق، وانهارت بشكل عام السيطرة الاستعمارية التقليدية، وتوجت هذه الانتصارات بقيام وحدة بين سوريا ومصر في أوائل عام 1958. كل تلك الانجازات وعلى رأسها معركة السويس عام 1956 ألهبت حماس الجماهير العربية وبدأت ترتفع بالنضال العربي الى أرفع مستوى، بحيث عادت الى الحركة الوطنية ديناميكية التحرك والثقة بالنفس وبقدرة الشعب على صنع أهدافه.

ان المؤرخين لن يجدوا مفرا عندما يؤرخون لفترة الخمسينيات من تاريخ المنطقة من أن يقدروا بأن طريق “ديان” الى غزة والقويصمة وسيناء عام 1956 كان طريق عبد الناصر الى كسر الارتباط التاريخي بالغرب، وطريق الفلسطينيين الى اكتشاف دورهم الخاص ومن ثم التمرد فالثورة.

وقد اكتشف الفلسطينيون دورهم الخاص اثناء الاحتلال الاسرائيلي الاول لقطاع غزة 1956، وانهم يستطيعون أن يقاتلوا حتى في أسوأ ظروف الاحتلال. وان الانسان اذا ما أراد يستطيع النضال حتى ولو كان على حافة الموت، وان سيطرة العدو على الارض لا تعني الهزيمة النهائية. فالهزيمة هي سقوط الإرادة.

باختصار لقد ألهمت حرب السويس من خلال التمرس في مواجهة الاحتلال طليعة من الفلسطينيين بما يمكن فعله وما يمكن تجنبه، كيف يمكن الانتقال من الانتقام السلبي الى المقاومة الايجابية، من الملاحظة الى التخطيط. يضاف الى ذلك أن الثورة الجزائرية التي أعادت الى المواطن العربي احساس النصر الغريب عليه منذ زمن طويل، ساهمت مساهمة فعالة في إغناء قناعات نواة الطليعة الثورية بالقدرة على الولادة والبدء.

وكلما حققت الثورة الجزائرية انجازا باتجاه النصر كانت الظروف الموضوعية لولادة عمل ثوري مسلح ضد “اسرائيل” تزداد توفرا ويرافق ذلك تنامٍ في وضوح الرؤيا عند كوادر الطليعة ويرفع من معنوياتها. وبزوال الاحتلال الاسرائيلي عام 1956 فوجئ الطليعيون والواعون من ابناء الشعب الفلسطيني بأن الانظمة العربية لم تتعلم الدروس المستفادة من المعركة. وان الدول العربية خرجت “مضبوعة” مذعورة من الاستعمار و”اسرائيل” وان استراتيجيتها مبنية على ان هنالك ما يسمى بمعركة الاسترداد وهناك ما يسمى بمعركة الوضع الراهن.

[1] الرئيس المصري الشهير برفع راية القومية العربية والوحدة العربية الذي امم قناة السويس وطرد الانجليز، مواليد 1918 وشارك في حرب فلسطين، وهو ثاني رؤساء مصر بعد اللواء محمد نجيب. تولى السلطة من سنة 1956 إلى وفاته بتاريخ 28/8/1970. وهو أحد (بل أبرز بالحقيقة) قادة ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتها الجديدة.

المقصود حرب فلسطين أو النكبة عام 1948[2]

[3] هو مبدأ الرئيس ايزنهاور منذ عام 1957 الذي يقرر مساعدة اقتصادية او عسكرية لاي دولة ب”الشرق الاوسط” تطلب مساعدتها. وبالطبع فإن “اسرائيل” هي العنوان الاول والدائم، وكذلك الدول في مواجهة الشيوعية حينها.

والمادة الكاملة في الموقع التالي

https://www.scribd.com/document/428376782/%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D9%87%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version