المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

المونيتور الأمريكية: الفلسطينيون يشيدون بتصريحات بوتين بشأن صفقة القرن

نشرت صحيفة مونيتور الأمريكية صباح اليوم الخميس تقريرا تحت عنوان “الموقف الفلسطيني بشأن تصريحات بوتين حول صفقة القرن”، نقلت فيه تصريحات السفير الفلسطيني عبد الحفيظ نوفل، التي أدلى بها حصرا لها المونتور، قال فيها إن “تصريحات بوتين الأخيرة بشأن صفقة القرن تؤكد على أن سبب العنف في المنطقة هو عدم حل القضية الفلسطينية. موسكو تصر على ضرورة منح الفلسطينيين حقوقهم برغم علاقاتها الجيدة مع إسرائيل”. بينما قال الناطق باسم حماس حازم قاسم للصحيفة “المصالحة الوطنية ضرورية فلسطينية ملحة، وحماس تكافح من أجل تحقيقها، ونحن نتعاون مع روسيا في هذا الشأن. تصريحات بوتين الأخيرة تفضح تصور واشنطن المنعزل حول القضية الفلسطينية”. أما القيادي في حماس باسم نعيم فقال لـ المونيتور: روسيا لاعب رئيس في المنطقة، وعندما يشكك رئيسها بصفقة القرن، فهذا يعني أنها لن تنجح مطلقا. نأمل أن تتقدم روسيا بمبادرة لحل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي وفقا للقرارات الدولية.

وفيما يلي نص التقرير كما نشرته الصحيفة على موقعها بنسخته العربية:

في سابقة لعلّها الأولى من نوعها، أعلن الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، في 13 تشرين الأوّل/أكتوبر، مواقف سلبيّة من صفقة القرن الأميركيّة لحلّ الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، قائلاً: “يجب أن نفهم ماهيتها أوّلاً، إذ أنّ تفاصيلها لا تزال مبهمة، والولايات المتّحدة لم تقدّمها بعد إلى الرأي العام: العالميّ والأميركيّ الداخليّ والشرق أوسطيّ والفلسطينيّ”.

أضاف فلاديمير بوتين في حديث لقناة “العربيّة” السعوديّة: “إنّ سياسة موسكو تنطلق من تنفيذ حلّ الدولتين، واقترحت إجراء مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، لكنّها للأسف لم تحصل، فحلّ النزاع الإسرائيليّ – الفلسطينيّ مفتاح لحلّ الكثير من مشاكل المنطقة”.

وعلى صعيد المصالحة الفلسطينيّة، قال بوتين: “أجرينا جلسات ولقاءات عدّة بين مختلف المجموعات الفلسطينيّة، ونعتبر أنّ العامل المهمّ هو إعادة الوحدة الفلسطينيّة، لأنّ التحدّث من مواقف مختلفة يضعف الموقف الفلسطينيّ العام”.

جاءت تصريحات بوتين قبل ساعات من زيارته للمنطقة العربيّة، حيث زار السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة في 14 و15 تشرين الأوّل/أكتوبر، للبحث في العلاقات الثنائيّة، الأمر الذي منح تصريحاته عن الملف الفلسطينيّ – الإسرائيليّ أهميّة خاصّة، كون السعوديّة تسعى إلى تسويق الصفقة بفعل العلاقة الوثيقة للرئيس الأميركيّ دونالد ترامب وفريقه التفاوضيّ بوليّ عهد السعوديّة محمّد بن سلمان.

وقال السفير الفلسطينيّ في موسكو عبد الحفيظ نوفل لـ”المونيتور”: “إنّ تصريحات بوتين تجاه الصفقة هي تأكيد على الموقف الروسيّ الذي يعتبر أنّ سبب العنف في المنطقة هو عدم حلّ القضيّة الفلسطينيّة. ورغم أنّ روسيا علاقاتها قويّة بإسرائيل، نظراً لوجود 1.5 مليون مواطن ينحدرون من دول الاتحاد السوفيتي فيها، لكنّها تؤكّد منح الفلسطينيّين حقوقهم. وعلى صعيد المصالحة، إنّ جهود روسيا مستمرّة لتحقيقها. ورغم أنّ علاقتها مع كلّ الفصائل الفلسطينيّة حسنة، لكنّها تتعامل مع السلطة الفلسطينيّة على أنها الجهة الشرعية التي تمثل الفلسطينيين”.

وبالتزامن مع تصريحات بوتين عن الصفقة، نقلت صحيفة “القدس” الفلسطينيّة، في 14 تشرين الأوّل/أكتوبر، عن مصدر أميركيّ مطّلع استبعاده أن تكشف واشنطن عن الصفقة في الأشهر المقبلة، بسبب التطوّرات الأميركيّة والشرق أوسطيّة، بما يتعارض مع رغبة دونالد ترامب في إطلاق خطّته التي عمل عليها لأكثر من عامين.

وقال مدير مركز القدس للإعلام ووزير التخطيط الأسبق في رام الله غسّان الخطيب لـ”المونيتور”: “إنّ تأييدنا لتصريحات بوتين لا يعني أنّ مصلحتنا هي بالانتقال من الوساطة الأميركيّة الحصريّة لمفاوضات السلام إلى الروسيّة الحصريّة، لن ندير ظهرنا للأميركيّين لصالح الروس، واشنطن قوّة عظمى يصعب تجاوزها، نريد وساطة دوليّة أمميّة. موقف بوتين من الصفقة يشجّعنا على استمرار رفضها، ويخفّف من تحمّس السعوديّة لها. المصالحة فشلت روسيا في تحقيقها، رغم دعوتها الفصائل، لكن من دون جدوى”.

ودأبت موسكو على توجيه دعوات إلى قادة الفصائل الفلسطينيّة لزيارتها، ولم تضع فيتو على أيّ فصيلة، الأمر الذي جعلها تمتلك شبكة علاقات واسعة داخل الساحة الفلسطينيّة، بعكس واشنطن التي تجد نفسها في موقف معاد لكلّ القوى الفلسطينيّة، فاستضافت موسكو في شباط/فبراير جولة حواريّة فلسطينيّة لإنجاز المصالحة، من دون أن تنجح، لكنّها بقيت في أجواء التطوّرات الفلسطينيّة بصورة تفصيليّة.

وشكّل عام 2018 موسماً مزدحماً لزيارات فلسطينيّة عديدة لروسيا، فزارها وفد من منظّمة التحرير في تشرين الثاني/نوفمبر، سبقه وفد من حركة “الجهاد الإسلاميّ” في آب/أغسطس، وقبله “الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين” في تمّوز/يوليو. وفي تمّوز/يوليو أيضاً، زارها رئيس جهاز المخابرات الفلسطينيّة اللواء ماجد فرج. وفي الشهر ذاته، التقى الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس بوتين بموسكو، وزارها وفد من “حماس” في حزيران/يونيو.
وقال المتحدّث باسم “حماس” حازم قاسم لـ”المونيتور”: “إنّ المصالحة الوطنيّة ضرورة للحالة الفلسطينيّة، وحماس تسعى بكلّ قوة إلى تحقيقها، وقد تعاونت مع روسيا لإنجاحها. ننظر إلى تصريحات بوتين على أنّها تزيد من عزلة واشنطن في نظرتها للقضيّة الفلسطينيّة، لأنّها تعادي حقوقنا الوطنيّة وتتنكّر لها. ولذلك، فإنّ روسيا مدعوّة إلى الوقوف بجانب الحقّ الفلسطينيّ”.

يراقب الفلسطينيّون بارتياح العقبات التي تحول دون إعلان الصفقة، كعدم تشكّل حكومة إسرائيليّة بعد دورتين انتخابيّتين في نيسان/إبريل وأيلول/سبتمبر، وتورّط السعوديّة في حرب اليمن وهجمات إيران ضدّها في أيلول/سبتمبر، ومشاكل ترامب عقب مساعي الديموقراطيّين في الكونغرس لعزله، وسحب القوّات الأميركيّة من سوريا، والأزمة الأميركيّة مع إيران. وقبل ذلك وبعده، بدء التحضيرات لموسم الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة 2020، فكلّ هذه الأسباب مجتمعة تعني أنّ ترامب سيكون مشغولاً على مدار الساعة، وليس لديه وقت يهدره على السلام الفلسطينيّ – الإسرائيليّ.

وقال رئيس مجلس العلاقات الدوليّة في غزّة باسم نعيم لـ”المونيتور”: “إنّ روسيا دولة عظمى، وحين يشكّك رئيسها بالصفقة، فهذا يعني عدم نجاحها، ونتمنّى أن تتقدّم روسيا بمبادرة لحلّ الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، وفق القرارات الدوليّة. حديث بوتين عن المصالحة يحمل وجهين: إيجابيّ لأنّها تستحوذ اهتمام دولة عظمى استضافت جولات عدّة لإنجازها، وسلبيّ لأنّه يحمّل الفلسطينيّين مسؤوليّة فشل تحقّقها، لأنّ حلّ الصراع مع إسرائيل يجب أن يسبقه تحقيق المصالحة أوّلاً”.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة “الأمّة” بغزّة حسام الدجني لـ”المونيتور”: “إنّ تصريحات بوتين تعبير واضح عن رغبته في ملء الفراغ الذي تركته واشنطن في الشرق الأوسط، عبر توظيف القضيّة الفلسطينيّة لزيادة النفوذ الروسيّ في المنطقة، وهو أمر يلبّي تطلّعات السلطة الفلسطينيّة وحماس معاً. الفلسطينيّون مدعوّون إلى الاستفادة من الاستقطاب بين واشنطن وموسكو، بدفع الأخيرة إلى الانحياز للقضيّة الفلسطينيّة، رغم أنّ الروس متوازنون في مواقفهم، فلديهم مصالح استراتيجيّة مع إسرائيل”.

شكلت تصريحات بوتين حول صفقة القرن واحدة من المرّات القليلة التي اتّفق فيها الفلسطينيّون على موضوع محدّد، حيث اعتبروا هذه التصريحات مقدّمة لكسر الاحتكار الأميركيّ لرعاية عمليّة السلام، وتخفيف الضغوط السعوديّة عليهم لقبول الصفقة، ودفعهم إلى إنجاز المصالحة.

مونيتور الأمريكية
ترجمة مركز الإعلام

Exit mobile version