الحوار مع الإسرائيليين ليس عيبا

بقلم: حافظ البرغوثي

أثار لقاء لجنة التواصل مع الإسرائيليين قبل أيام موجة نقد كبيرة بين مؤيد وبين منتقد، والغلبة على مواقع التواصل الاجتماعي كانت للمعارضين.
ولعل مثل هذا النقد وجه للرئيس أبومازن قبل عقود لأنه كان السباق إلى الدعوة للحوار مع الإسرائيليين الذين يؤيدون موقفنا وفتح الخطوط معهم في السبعينات والثمانينات، وكانت لذلك ردود فعل متضاربة كما هي الآن.
إلا أنني استغرب الضجة الآن بعد ان شهدنا لقاءات كثيرة بين الجانبين خلال العقود الماضية دون ان تثير حفيظة احد وكانت تجري في مقر منظمة التحرير او المقاطعة او في تل ابيب والقدس والخارج.
وقد دعيت الى اللقاءات الاخيرة لكنني لم اذهب لأن التوقيت غير ملائم فقط. وحقيقة أن الأخ محمد المدني بذل جهودا كبيرة في سياق مهمته هذه ولا داعي لتعدادها واثره في الحياة السياسية الاسرائيلية لكن التخوين ليس من طباعنا ولا ضرورة لأن يقدم كل منا كشفا بنشاطه ويكشف عن اسلوب عمله.
وأزعم انني تجرأت في سنة 1984 والتقيت الراحل اوري افنيري واجريت معه مقابلة في شقته في تل ابيب ونشرتها في القبس الكويتية وحدثني عن مغامرته في الوصول الى بيروت ولقاء ابو عمار تحت الحصار سنة 1982 وحملني رسالة الى ابو عمار سلمتها له في الكويت.
فالمقابلة كانت جيدة سياسيا وتدعم خط السلام العادل وعدت والتقيته في غزة مع المحامي الراحل فايز ابو رحمة في يناير 1988 مع بداية الانتفاضة حيث جاء متضامنا مع غزة.
فاللقاء مع من يقاسمك الموقف تجاه التسوية ليس تطبيعا كما هو الآن لقاءات مع من لا يؤيدون صفقة القرن فهل نرفضهم !.
المشكلة ان اليمين الاسرائيلي يعارض اي حوار مع الفلسطينيين الا اذا استسلمنا له، وعملت حكومات اليمين على بث الحقد والكراهية بشحنات اكبر بين الشعبين لمنع أية حوارات مستقبلية.
ففي بداية عهد شارون مع انطلاق الانتقاضة الثانية اجرى التلفزيون الاسرائيلي مقابلة معي عند حاجز البريد في الرام وكان اسم البرنامج خمسة الا خمسة وقلت فيه ان سياسة شارون هي منع التفاهم بين الشعبين فهو يوعز بإرتكاب مذبحة هنا وهناك وينتظر ردا فلسطينيا موازيا لإقحام الشعبين في مذابح متبادلة وزيادة الكراهية المتبادلة وهو ما حدث بالفعل.
فدعاة القتل والحرب والاستيطان لا يريدون رؤية متضامن يهودي معنا ويحظرون على اليسار والمتضامنين دخول الضفة ولا يريدون حوارا معنا بالمطلق الا من موقع المنتصر الذي يملي شروط الاستسلام علينا كما هي في صفقة الأقحب الأصهب الأشهب ترامب وحليفه الأجرب الأحدب الأفسد نتنياهو.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version