بين خسارتين

يتفقد المواطن منير نصاصرة من قرية الجفتلك شمال مدينة أريحا، ما خلفته جرافات الاحتلال من دمار، عقب استهدافها صباح اليوم الاثنين، شبكة الري في مزارع العنب، واقتلاع الأنابيب من جذورها بحجة أنها مياه مسروقة.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت قرية الجفتلك واقتلعت شبكة مياه الري في مزرعة عنب، وأخرى للنخيل، إضافة إلى الاستيلاء على المضخات التي تستخدم في ري المزروعات.

نصاصرة الذي يعمل في زراعة العنب منذ 26 عاما، يقف اليوم بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن يترك محصول العنب دون مياه ويخسر الموسم كله، أو أن يسارع إلى شراء شبكة مياه جديدة وبأسرع وقت، وبتكاليف جديدة من أجل الاستمرار في ري المزرعات وجني الثمار كالمعتاد.

ويؤكد نصاصرة استمراره بالعمل رغم الدمار الذي خلفه الاحتلال، واقتلاعه شبكة الري كاملة، من أجل تقليل الخسائر قدر الإمكان.

ويقول “محصول العنب بحاجة إلى مياه على مدار الساعة، خاصة في هذه الفترة التي يصل فيها المحصول إلى ذروة نضوجه”.

العنب العطشان اليوم يقدر حجمه بـ60 طنا، يؤكد نصاصرة.

ويضيف “ان قوات الاحتلال اقتحمت المزرعة دون سابق انذار وشرعت بعمليات التدمير، منذ ساعات الفجر الأولى، بعد إعلان المنطقة عسكرية مغلقة ومنعي من الوصول إليها”.

ويشير إلى أن الاحتلال استولى على مضخات المياه، إضافة إلى أنابيب مياه تقدر قيمتها بـ50 ألف شيقل.

ويربط نصاصرة ما يجري على أرض الواقع وتصاعد انتهاكات الاحتلال، بخطة الضم المزمع تنفيذها، بهدف تضييق الخناق على المزارعين وترحليهم من المنطقة.

ويقول “لن أترك أرضي التي تعبت عليها حتى وصلت إلى هذا الحد، رغم كل المضايقات”.

وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت نيتها تنفيذ خطة ضم منطقة الأغوار الفلسطينية تحت السيادة الإسرائيلية، بداية من شهر تموز/ يوليو المقبل، وفق اتفاق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وزعيم تحالف “كاحول لافان” بني غانتس.

المزرعة التي استهدفها الاحتلال تقدر مساحتها بـ27 دونما، مزروعة بأجود أنواع العنب، كما يصفها نصاصرة.

ويضيف ان مزارع العنب التي يمكلها تطرح نحو 150 طنا سنويا، وتشغل أكثر من عائلة فلسطينية.

وتشتهر المنطقة أيضا بمزارع النخيل الفلسطيني، الذي ينافس في الأسواق العالمية، والتي كانت لها حصة من انتهاكات الاحتلال، عقب استهدافها واقتلاع شبكة الري فيها.

المواطن نصر زبيدات صاحب مزرعة النخيل، التي اقتحمها الاحتلال، فجر اليوم، واستولى على مضخات مياه منها، إضافة لإتلاف شبكة الري فيها، يقول إن “الاحتلال يعول على خطة ضم الأغوار المرفوضة تماما من قبل المواطنين”.

ويضيف “هم يريدون منا تسليم الأراضي، بعد تضييق الخناق علينا، من خلال قطع المياه وبالتالي إلحاق الخسائر في المحاصيل”.

ويتابع زبيدات “حجتهم أن هناك اعتداء على المياه، وأن هذه البرك مخالفة للبناء”.

ورغم ما خلفته جرافات الاحتلال من دمار، إلا أن جني محصول العنب لم يتوقف في المزرعة الأخرى التي يملكها المواطن نصاصرة، والعمل الذي يقوم به نحو 50 عاملا وعاملة من أجل الايفاء باحتياجات السوق.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تعرض مواطنون آخرون في القرية لانتهاكات بحقهم.

المواطن أنور أبو جودة استولى الاحتلال على جرافتين تعودان له، وعلى جرار زراعي وخزان مياه لمواطن من عائلة ارتيمات.

أما طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) فاضطروا إلى سلوك طرق وعرة للوصول إلى المدرسة التي حاصرتها قوات الاحتلال لتقديم الامتحان.

كما نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا على مفرق مستوطنة الحمرا في قرية فروش بيت دجن، ومنعت مركبات المواطنين من التوجه إلى محافظة أريحا.

وقال رئيس بلدية الجفتلك أحمد غانم إن الاحتلال وزع 25 استدعاءً لمواطنين للتحقيق في مستوطنة “شعار بنيامين”.

واعتبر غانم في حديث مع “وفا” أن انتهاكات الاحتلال تأتي في سياق تنفيذ مخطط ضم الأغوار، حيث أخطرت بوضع اليد على جزء من أراضي الجفتلك.

وشدد محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل وأمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني، خلال تفقدهما الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات والسطو على الممتلكات الخاصة وترويع السكان للإضرار التي خلفها جيش الاحتلال وممارساته الهمجية في القرية، على أن هذه الإجراءات لا تعكس سوى الوجه القبيح لدولة الاحتلال التي تستهدف كل ما هو فلسطيني، وتعمل على كسر إرادة الصمود والتحدي لشعبنا الفلسطيني، وتحاول عبر ممارساتها خلق وقائع على الأرض تساعد في إطالة عمر الاحتلال لأراضي الدولة الفلسطينية وتنفيذ مشروع الضم.

بسام أبو الرب ونديم علاوي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version