المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الخليل..نذر شؤم بتفشي كورونا

البكري: الاستهتار بالبروتوكول الصحي فاقم الحالة الوبائية ولا توجهات حاليا للعودة إلى الإغلاق الشامل

بدأ فيروس “كورونا” بالتسلل مجدداً إلى محافظة الخليل، بعد الإعلان عن ارتفاع متزايد في حالات الإصابة بين صفوف المواطنين في مناطق متفرقة بالمحافظة، خلال الأيام الأخيرة الفائتة، منها تسجيل حالتي إصابة داخل مستشفى الخليل الحكومي “عالية”، ما حدا بالجهات المسؤولة فيه إلى إغلاق قسم الباطني، حيث ظهرت الإصابتان، وأقسام أخرى لاستكمال إجراءات الطب الوقائي، ومحاصرة الفيروس من التفشي.

عودة للفايروس

هذا الظهور المباغت والارتفاع المفاجئ في أعداد المصابين بالفيروس ينذر بعودة مشؤومة للفيروس إلى الخليل التي صنفت في مرحلة ظهور الفيروس بمنطقة موبوءة؛ مّا أعاد التساؤل من جديد عن الأسباب التي أدت إليه، وعن الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحيلولة دون تفشي الفيروس من جديد، في ظل الحديث عن حالة من الاستهانة أو الاستهتار انتابت المواطنين إزاء الالتزام بمعايير الوقاية من الإصابة بالفيروس.

استهتار بالبروتوكول الصحي

محافظ الخليل جيرين البكري، قالها بصراحة لـ”الحياة الجديدة”: إنّ ما حصل (عودة الإصابة بالفيروس) كان متوقعاً؛ تبعاً لمنهجية التعاطي مع فيروس كورونا أثناء عيد الفطر الفائت وبعده.

وتابع: هناك بعض الأصوات التي بدأت تقول إن الفيروس مسرحية وقصة مفتعلة وغير جدية؛ ّما أدى الى بروز حالة من البلبلة وخلط الأمور، هذا الأمر قاد إلى الاستهتار بالبروتوكولات الصحية المقرّة والتي تم نشرها وتعميمها.

ويأتي هذا؛ متساوقاً مع حالة عدم السيطرة على دخول وخروج عمال الخط الأخضر. حيث أوضح المحافظ البكري أن هناك ثلاثة معابر وأكثر من 150 نقطة تهريب للعمال، ونحو 50 ألف عامل يتنقلون بين المناطق المختلفة، في الخليل.

هذا يقود محافظ الخليل للتأكيد على أن الحالات المعلن عن إصابتها في المحافظة، خلال الأيام الفائتة، حصلت من جراء عدوى من خارج المحافظة، وتناقلها عبر مخالطين؛ بمعنى أن بؤرة الفيروس من الخارج.

دق لناقوس الخطر

د. عفيف العطاونة، مدير صحة جنوب الخليل، دقّ ناقوس الحذر من جديد، من انتشار فيروس كورونا مجدداً، بعد هذا الارتفاع المتتالي لأعداد المصابين به، وجعله يدعو لمزيد من الحذر وضرورة الالتزام باجراءات السلامة والصحة، والتقييد بالمعايير الوقائية، من خلال إتباع اجراءات البروتوكولات الصحية؛ بارتداء الكمامات والحرص على النظافة الشخصية، والحد من التجمعات على أي وجه كانت.

د. العطاونة، أوضح أن معظم الإصابات ناجمة عن مخالطين، ومازالت الطواقم الطبية والوقائية ترصد المخالطين بكل دوائره للتمكن من السيطرة والانتهاء من آخر مخالط.

السخرية ستقود إلى كارثة

ويؤكد د. العطاونة أن فيروس كورونا حقيقة واقعة ولا يمكن إنكارها، وعلى المجتمع المحلي أن يدرك خطورة هذا الفيروس في حال أثيرت حوله التهكمات والسخرية، وأن الثمن سيكون باهظاً لا سمح الله فيما لم يتم الالتزام بالمعايير الصحية والسلامة الوقائية.

ويفتح هذا المجال أمام النظر بخشية من مؤشرات خطيرة للإصابة بالفيروس، وتماديه. حيث يوضح د. عفيف العطاونة، في هذا السياق، أن المؤشرات تأتي ضمن جمع البيانات الوبائية للحالات التي تُسجل، وطبيعتها، وطبيعة إصابتها ومخالطيها، مع النظر عموماً إلى الحالة الوبائية على مستوى المنطقة والعالم بأسره، والتي تؤشر بوضوح وتنذر بموجة جديدة من فيروس كورونا، وهذا يدعونا كي نكثف جهودنا لاستكمال ما تم انجازه في الثلاثة شهور المنصرمة، للوقوف أمام الموجة المرتقبة، والسيطرة على الوضع القائم.

عينات عشوائية

وعن جملة الإجراءات المتخذة في ظل الحديث عن عودة مرتقبة لموجة جديدة لتفشي الفيروس، أكد محافظ الخليل جبرين البكري، أن المحافظة وبالتعاون مع مديريات الصحة، والطب الوقائي، أصرت خلال الفترة السابقة، وفي فترات الركود، على أخذ عينات عشوائية ومن المناطق المختلفة، في ظل التدابير المتبعة للإبقاء على حالة اليقظة في إطار المسح الميداني للوباء، لافتا إلى أنه خلال ثلاثة أيام أخيرة تم أخذ أكثر من ألف عينة للكشف عن المصابين وطمأنة المواطنين.

إلاّ أنّ المحافظ البكري، يشدد على أن الذي حصل (ارتفاع حالات الإصابة)، يشكل مدعاة للتوقف عنده، خاصة مع ظهور إصابتين لحالات مرضى داخل مستشفى الخليل، ما يعني أن الخطر بات أكبر؛ نظراً لضعف المناعة عند هذين المريضين. وما زالت الطواقم في المناطق المختلفة تعمل على سحب العينات للمخالطين في مناطق وأحياء المدينة وخارجها، والمرافق على مستوى المحافظة.

إغلاق قسم الباطني في مستشفى الخليل

على إثر ذلك، أعلن مدير مستشفى الخليل الحكومي، د. طارق البربراوي، عن إغلاق قسم الباطني، حيث الإصابتين، وفرض حجر على المقيمن فيه لحصر الحالات داخله، وإغلاق جزء من قسم غسيل الكلى، وتوقف مؤقت للعيادات الخارجية؛ لحين استكمال إجراءات الطب الوقائي، مع منع كامل لدخول المرافقين والزائرين الى المستشفى، وتوقف مؤقت للعمليات المبرمجة، وإغلاق مؤقت لقسم الطوارئ على أن تُجرى الفحوصات الأولية داخل خيم تم وضعها أمام القسم، وإخضاعها للفحص قبل الدخول الى المستشفى. فيما ستتواصل إجراءات الفحص لكل المرضى والمرافقين والعاملين الذين دخلوا قسم الباطني.

ويبين د. البربراوي أن الحالتين المصابتين بالفيروس اكتشفتا ضمن الفحوصات العشوائية التي تجرى للمرضى، والذين يتم التعامل معهم منذ اللحظات الأولى لدخولهم المستشفى وأخذ العينات وحجرهم لحين ظهور نتائجهم، مع الأخذ بعين الحرص والانتباه للحالة الوبائية العامة للمخالطين، أو من أن يكونوت أقارب عمال داخل الخط الأخضر.

ولكن أمام هذه المعطيات للحالة العامة لبدء تفشي الفيروس، والتي تعمل الطواقم الوقائية، على محاصرته، هل هناك توجه لفرض الإغلاق مجدداً على محافظة الخليل، وفرض حالة من التزام البيوت والحجر المنزلي؟

الإغلاق الشامل ليس واردا حاليا..ولكن!

محافظ الخليل البكري، يؤكد أن الإغلاق الشامل لغاية اللحظة ليس وارداً، وأنه لا يوجد توجهات للإغلاق. وأضاف: لا نأمل أن نصل إلى هذا الإجراء، لكن هذا يعتمد على حجم الإصابات التي تبرز، وخطورتها، موضحاً أن الإغلاق والاجراءات تجري مؤقتاً على أحياء داخل المدن لحين استكمال اجراءات الطب الوقائي، وحسب الواقع، مترافقاً مع إغلاق المرافق من صالات أفراح ومنع التجمعات وإقامة المناسبات، وفرض اجراءات التباعد والوقاية.

ومازال المحافظ البكري، ود. العطاونة، يعولان على ثقافة ووعي المواطنين بضرورة الالتزام بمعايير الوقاية، خاصة مع الارتفاع المتزايد في أعداد المصابين، لاسيما أننا تخطينا مرحلة التوعية وبات الجميع يعي بوضوح ما هو مطلوب منه في ظل هذا التفشي، وهو أمر إلزامي وليس تمنياً، على ما يشدد المحافظ، وأنه سيتم اتخاذ السبل القانونية للمخالفين والمستهترين بالإجراءات المعلن عنها، من البروتوكولات الصحية، على المواطنين وجميع القطاعات، حرصاً على صحة المواطنين وحياتهم.

الحياة الجديدة- وسام الشويكي

Exit mobile version