المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الباحث ناهـض زقـوت في لقاء حول “البطولة في التاريخ الفلسطيني” مع اذاعة القدس

البطولة تعني التلاحم مع نبض الشارع، والتجرد من كل المصالح الشخصية، بل التنازل عن المنصب من أجل رفعة الشعب والدفاع عن حقوقه. هذا ما قاله الكاتب والباحث في لقاء اليوم 18/6/2020 مع اذاعة صوت القدس في برنامج “أوراق اذاعية” من تقديم الاعلامية كاميليا نعيم. كان اللقاء بعنوان “البطولة في التاريخ الفلسطيني” بمناسبة مرور تسعين عاما على استشهاد أبطال ثورة البراق: فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم.
تحدث الكاتب ناهض زقوت قائلا: بأن كل شهداء الشعب الفلسطيني منذ بداية النضال الوطني هم الابطال الحقيقيون للشعب الفلسطيني، فهؤلاء ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن والقضية، ولم يبحثوا عن مجد شخصي أو منصب زائل. وأضاف في ثورة 1920 قاد المظاهرات كاظم موسى الحسيني وكان آنذاك رئيسا لبلدية القدس، لم يمنعه المنصب من الخروج للتنديد بالاحتلال البريطاني ووعد بلفور، ودفع الثمن بعزله عن رئاسة البلدية. وفي ثورة ال36 وضع بذورها قائد فر هاربا من الحكم الفرنسي في سوريا، ليواصل النضال على أرض فلسطين ولم يركن للدعة والترفيه، ولم يبحث عن مجد شخصي، بل خاض عز الدين القسام النضال إلى أن استشهد، وواصل زميله في النضال فرحان السعدي الذي لا نعرف له منصبا غير الدفاع عن وطنه، وقد اعدمه الاحتلال البريطاني وكان عمره سبعين عاما قضاها في الدفاع عن الارض الفلسطينية، هؤلاء هم الابطال الذين لم يعرفهم الاعلام إلا عند استشهادهم.
واكد الباحث ناهض زقوت أن التاريخ الفلسطيني يحفل بالعشرات بل المئات من الابطال الذين لم يبخلوا بدمائهم دفاعا عن وطنهم، أمثال عبد القادر الحسيني، وعبد الرحيم محمود، وعبد الرحيم الحاج محمد، وأمين الحسيني، وأضاف إن البطولة هي صناعة شعبية، حينما يقتنع الشعب بأن هذا الشخص هو المدافع عن حقوقه يجعل منه بطلا تاريخيا.
وفي مسألة التفرق بين القائد البطل والقائد المسؤول، أشار الباحث زقوت إلى أن ثمة فرق كبير، فالمسؤول الحزبي ليس قائدا إلا على جماعته، أما لدى الشعب فهو ليس بقائد لأنه يبحث عن مصالحة الشخصية ومصالح حزبه أولا، كما أن الشعارات الاعلامية لا تصنع بطلا، فالقائد البطل الحقيقي هو الذي يخرج أمام الجماهير كلها لا يفرق بين هذا وذاك، ويقودهم دفاعا عن الارض والوطن وحقوقهم، لذا يفتقر الشعب الفلسطيني الأن إلى البطولة الحقيقية أو القائد الحقيقي الذي تلتف حوله الجماهير، فقد كان الشهيد ياسر عرفات آخر الأبطال الحقيقيين الذي جمع الكل الفلسطيني حوله، وخاض بهم النضال الوطني والسياسي والكفاحي، كانوا يختلفون معه ولكنهم لم يختلفوا على قيادته وبطولته للشعب الفلسطيني.
اما الشهداء الذين نحيي ذكرهم اليوم، الذين ارتقوا على أعواد مشانق الاحتلال البريطاني، كانوا في طليعة الجماهير في ثورة البراق، فهم من بين العشرين شخصا الذين حكموا بالإعدام، لم ينفذ في ال17، إنما نفذ فيهم فقط، لأن الاحتلال البريطاني شعر بدورهم وبخطورتهم في تحريض الجماهير على الثورة، وقد خلدتهم الجماهير كأبطال حقيقيين لهم.
وفي ختام اللقاء قال ناهض زقوت: البطل الحقيقي والقائد الحقيقي هو من تخلده الجماهير في ذاكرتها وسجلاتها، وتحيي ذكراه، وأكد لكي تكون بطلا عليك أن تلتحم بالجماهير وتلامس نبضها، لا أن تتعامل معها كبوق اعلامي وبشعارات اعلامية.

Exit mobile version