المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

إفشال خطة الضم واسقاط صفقة القرن..!

بقلم: د. عبدالرحيم جاموس

مساء امس 22/06/الجاري كانت مدينة القمر ، مدينة اريحا ، عاصمة الأغوار الفلسطينية، واقدم مدينة بناها الإنسان على سطح الارض، على موعد مع مهرجان جماهيري شعبي واسع وكبير بحضور رسمي وتمثيل دولي رفيع ، لتعلن رفضها جملة وتفصيلا لخطط الضم الصهيونية وفرض السيادة الإسرائيلية على الاراضي الفلسطينية المحتلة في الأغوار وغيرها بما يحول دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 67 م وعاصمتها القدس الشرقية ، هذة الخطة التي يتوعد نتن ياهو البدء بتنفيذها في01/07 القادم ، تنفيذا لما تضمنته صفقة القرن الامريكية و فق الخرائط التي اعدتها اللجان الأمريكية الإسرائيلية المكلفة بهذا الشأن والتي قد تساوي مساحتها مع مساحة المستوطنات المنوي ضمها ما يزيد على ثلث مساحة الضفة الغربية ليصل الى نسبة 40%من مساحتها ، سواء تم التطبيق والتنفيذ في الموعد المعلن او بعده ، دفعة واحدة او على مراحل ، فإن هذا الأمر مرفوض رفضا قاطعا فلسطينيا وعربيا ودوليا ، هذة كانت رسلة مهرجان مدينة أريحا و بشكل لا يقبل النقاش فيه ، لما فيه من تدمير كامل لأسس عملية السلام والقضاء على فكرة الإستقلال الوطني للشعب الفلسطيني وبما يتعارض مع كافة القرارات الدولية وقواعد القانون الدولي ، و تؤدي الى ابقاء الشعب الفلسطيني يرزح تحت السيطرة الفعلية للإحتلال الإسرائيلي للأبد .
مهرجان اريحا جاء ليؤكد على صحة و صلابة الموقف الفلسطيني المدعوم عربيا ودوليا في رفض خطط الضم وافشالها واسقاط صفقة القرن الامريكية التي اجهضت واجهزت على مبادىء عملية السلام ، لتقذف المنطقة الى الى المجهول ، لقد اكد المتحدثون العرب والدوليون وفي مقدمتهم ممثل الأمين العام للامم المتحدة وروسيا والسفير الاردني بإسم السفراء العرب رفضهم الكامل لخطط الضم وكافة الإجراءات الأحادية الجانب التي اقدم او سيقدم الإحتلال على تنفيذها لما فيها من تجاوز للشرعية الدولية وقراراتها وتهديد للأمن والسلم في المنطقة و اكدوا على تمسكهم بمبادىء عملية السلام وكافة القرارات الدولية و ضرورة الإلتزام بقواعد القانون الدولي و العمل على انهاء الإحتلال و تنفيذ حل الدولتين ، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني وتمكينه من اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام1967 م ، مهرجان اريحا عبر عن موقف فلسطيني وعربي ودولي واضح وثابت في رفض خطط الضم للأغوار الفلسطينية ولصفقة القرن الأمريكية ، التي تسعى إدارة أميريكا ترامب من خلالها الى فك العزلة الدولية عن الكيان الصهيوني ودمجه في المنطقة العربية وتصفية القضية الفلسطينية ، واعتبار الحل الاقتصادي والإزدهار والبعد الانساني لأزمة قطاع غزة هو اساس الحل ، واغلاق الأفق السياسي للحل ، الشيء الذي يؤدي الى ادامة الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والبحث عن حلول جزئية للقضية الفلسطينية خارج سياق الشرعية الدولية وبعيدا عنها بما يدمير مبدأ حل الدولتين ….!
إن الرفض الفلسطيني و تصعيد المقاومة الشعبية السلمية التي اطلق شرارتها لقاء ومهرجان اريحا لخطط الضم و استمرار دعم الصمود الفلسطيني و ثبات الدعم العربي المادي والسياسي و استمرار التأييد الدولي المتصاعد للحقوق الوطنية الفلسطينية التي تقضي بانهاء الاحتلال ، كل ذلك يهدف ويسعى الى إفشال هذة الخطط وإسقاط هذة الصفقة التصفوية .
هذا يقتضي..
اولا : تصليب الوحدة الوطنية الفلسطينية والاسراع بأنهاء ملف الانقلاب والانقسام ومايترتب عليه من تسليم كامل للسلطة من قبل سلطة الإنقلاب في غزة الى الحكومة الفلسطينية وتمكينها من ممارسة صلاحياتها كاملة والإشراف على اجراء الإنتخابات الشاملة لدولة فلسطين تحت الإحتلال و العمل على اغلاق كافة الثغرات التي بات استمرار الإنقلاب يوفرها لمناورات امريكا والكيان الصهيوني في تنفيذ صفقة القرن من خلال تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية الى قضية انسانية في قطاع غزة وقضية ازدهار ونمو اقتصادي كاذب وخادع .
ثاتيا: تقتضي الارادة الوطنية الفلسطينية و تحتم على شعبنا في الوطن وفي الشتات الالتفاف حول ممثله الشرعي والوحيد م. ت .ف .وعلى راسها الرئيس محمود عباس الذي يقود هذة المواجهة الديبلوماسية في الساحة الدولية بثبات وصلابة واقتدار ويتحدى فيها الصلف الصهيوامريكي..
ثالثا: إن احتدام هذة المواجهة السياسية والديبلوماسية الفلسطينية مع الادارة الامريكية والكيان الصهيوني ما هي الا مؤشر هام على عمق ازمة الكيان الصهيوني الذي بات في حالة انكسار حقيقية ويعتمد اعتمادا كليا على الإنحياز الأمريكي لمواقفه للخروج من هذة الأزمة العميقة و تنفيذ خططه التوسعية ، اذ بدون الدعم المطلق الذي يوفره الرئيس ترامب وفريقه لهذة الخطة لا يستطيع نتن ياهو ان يقدم على تنفيذها ويخشى من نتيجة الإنتخابات الامريكية القادمة في نوفمبر ان تكون في غير صالحها .
رابعا : ان الرهان الأمريكي الصهيوني على افقاد القضية الفلسطينية لحاضنتها العربية والدولية من خلال الضغوط التي تمارس على الدول العربية ومختلف الدول الأخرى تقتضي مواجهتها بالصلابة والثبات والتمسك بالشرعية الدولية وبقواعد القانون الدولي ومبادىء عملية السلام
وأن جميع دول العالم باتت تدرك معنى الأمن والسلام في فلسطين والمنطقة واهميته والذي لايتأتى الا من خلال احقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس..
خامسا: إن ثبات الموقف الفلسطيني وتصاعد المقاومة الشعبية السلمية في كل المناطق الفلسطينية والتعبير عن مساندته ودعمه من كافة القوى الشعبية والرسمية العربية والدولية وإيجاد جبهة عربية دوليه رسمية وشعبية داعمة و مساندة للموقف الفلسطيني ومعارضة لخطط الضم ولصفقة القرن …. سيعطي نتيجة واحدة هي إفشال خطة الضم للأراضي الفلسطينية واسقاط صفقة القرن …المنافية لقواعد القانون والسلوك الدوليين…
على الادارة الامريكية الترامبية أن تدرك ساعتها حجم الرفض والمعارضة لهذة الصفقة و أن تعود الى رشدها وتلتزم قواعد القانون الدولي والإرادة الدولية وتحترم وتلتزم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بشأن الصراع العربي الاسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية… وأن تقدر و تتراجع عن خطط الضم وعن صفقتها التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة وتقذفها الى أتون المواجهة والعنف والمجهول .
د/عبدالرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني
23/06/2020م

Pcommety@hotmail.com

Exit mobile version