سقوط “الصيد الثمين”!

بقلم: شريف عارف

الإنتصار الذي حققته الدولة المصرية قبل ساعات، بسقوط “محمود عزت ” القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الارهابية لايجب أن يمر مرور الكرام. فالإنتصار هو للدولة المصرية وللشعب المصري، قبل أن يكون للأمن، لأنه في مضمونه إنتصار لأرواح الشهداء و الضحايا الأبرياء، الذين راحلوا في عمليات الغدر الخسيسة التي تم التخطيط لها على مدى الأعوام السبعة الماضية.
الصيد ” ثمين” فعلاً لأنه ليس صقراً عادياً من صقور الجماعة، لكنه ” المفصل” في كثير من العمليات المشبوهة التي خطط لها التنظيم على مدى سنوات طويلة، وخاصة التي أعقبت ثورة 30 يونيو المجيدة، إضافة لإدارته لحركة أموال التنظيم عالمياً، ومتابعته للأعمال القذرة التي تقوم بها لجان صناعة وبث الشائعات ضد الدولة المصرية.
عملية رصده وسقوطه لها دلالات خطيرة، في مقدمتها أن التنظيم الدولي روج عبر منصاته الإعلامية المشبوهة في الدوحة وأنقرة أن “عزت” هو خارج البلاد ، وأنه يقوم بأعمال المرشد العام للجماعة الآثمة من إحدى العواصم الأجنبية، بعد القبض على المرشد الحالي محمد بديع في عام 2013.
الدلالة الثانية أن العملية تكشف أكاذيب الجماعة المشبوهة في الترويج لمبدأ ” المصالحة” ، وهو المبدأ غير المطروح أساساً من قبل الدولة المصرية، وأن الذج بهذا ” المصطلح ” هدفه بالدرجة الأولى هو إعطاء التنظيم ” قبلة الحياة” في طرح نفسه من جديد على ساحة النقاش!
الجماعة تدرك تماماً أنها أصبحت في عزلة، وأن الأركان الداعمة لوجودها بدأت في الترنح، وعليها أن تبحث عن جديد يخرجها من هذه الدائرة المفرغة، التي وضعت نفسها فيها ، بفكرها الإرهابي ومنهجها الإقصائي، والتناقض الذي تعاني منه على الدوام.
” محمود عزت ” هو “قطبي” الهوى والفكر. تفتح عقله على أفكار سيد قطب، وإنضم وهو طالب إلى تنظيم ” 1965″حتى اعتقل في العام نفسه، وقضى عشر سنوات في السجن، بعد أن ثبت أنه أحد أذرعه الهامة في التخطيط لأهم عملية التي لو حدثت – لاقدر الله – لكانت أهم حادث إرهابي تشهده مصر في تاريخها الحديث .. وهي محاولة تفجير ” القناطر الخيرية”!
كيف يُفكر محمود عزت؟
..والاجابة ببساطة أنه ” تلميذ نجيب ” لأستاذة سيد قطب!
الثابت فكرياً وتاريخياً، أن كل الفتاوى الاخوانية في التكفير والانتقام من المجتمع تستند إلى أفكار”سيد قطب”. ربما بعضاً من هذه الأفكار ما ذكره اللواء فؤاد علام في مؤلفه الأشهر ” الإخوان ..وأنا”، فقد تناول ” السيناريو القطبي” في التدمير خاصة أثناء محاكمة قادة ” تنظيم 65″.
بدأت المؤامرة – كما يقول علام – في عام 1961 في مستشفى ليمان طره عندما كان ” قطب ” يقضي عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة لمدة 15 عاماً في قضية “1954” نظراً لظروفه الصحية، حيث كان مصاباً بمرض صدري وتم نقله من الليمان إلى المستشفى.
في المستشفى بدأ ” قطب” يكتب رسائله حول فكر التكفير، كل رسالة كانت عبارة عن 20 صفحة يقوم بتدريسها لكل الموجودين معه، وبدأت تنتقل تدريجياً الى المرافقين معه!
في عام 1965، تم الافراج عن “سيد قطب” ، وأول فكره راودته هي إحياء ” السيناريو القديم ” والتخطيط لمؤامرة قلب نظام الحكم التي كانت قد إكتملت أركانها في مخطط شامل.
توجه “قطب” إلى مصيف رأس البر لقضاء إجازة الصيف بعد سنوات السجن.
وفي إحدى العشش الصغيرة المطلة على البحر تلاقى مع بعض أعضاء الجماعة الذين جاءوا للتشاور معه حول حملة الإعتقالات التي شنها الأمن ضد أعضاء التنظيم الخاص ..
في هذا اليوم على وجه التحديد أصدر قطب فتواه بنسف القناطر الخيرية، وهو ما رأى أنه سيحدث شللاً للدولة المصرية عندما تغرق محافظات الدلتا بالكامل، وأن هذه الأرض هي “أرض كُفر” يجب تطهيرها من الكفرة! .. وأن تنفيذ هذا “السيناريو” سوف يدفع الحكومة الى الإنشغال بهذه الكارثة المجتمعية الكبيرة وتخف من ضغطها على كوادر الاخوان!
هذا جزء من كل ..بعض من فكر الإرهابيون الأوائل الذين تربوا على افكار أستاذهم ” سيد قطب” !
مصر العظيمة الطيبة لن يكفرها مجموعة من الظلاميين ..
مصر ستظل قوية تسقط كل صقور ” الجماعة” أو غيرها ..مهماً كان الصيد ثميناً !
sherifaref2020@gmail.com

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version