ميلاد في أقبية الاحتلال

الحاجة نهلة أبو رموز (64 عاما) من مدينة الخليل، تحتفل بعيد ميلاد نجلها السادس عشر الأسير عماد ابو رموز المحكوم (25 عاما) بدموعها وتلهفها للقائه، وبشريط من الذكريات.

الاسير عماد عبد الخالق ابو رموز (46 عاما) من مدينة الخليل، اعتقلته قوات الاحتلال عام 2004، بعد رحلة مطاردة استمرت ثلاث سنوات.. واعتادت عائلته بالاحتفال بعيد ميلاده بعد السنة الأولى لاعتقاله.

وقالت الحاجة ابو رموز، التي أنهكها المرض خلال زياراتها لنجلها، وانتظارها الافراج عنه بعد أن أمضى زهرة شبابه متنقلا في معتقلات النقب، وجلبوع، وهداريم، وريمون، وعوفر آخر محطة اعتقالية له، منتظرة الفرج القريب.

وبصمت ممزوج بالصبر، ومثقلا بالهموم، تتابع حديثها “أخذو قطعة مني، وانتزعوا الفرح من بيتنا الذي اعتدنا فيه على ضحكات وصرخات عماد، لكن تعودنا على الاسر وطغيان الاحتلال، فوالدي وزوجي وأبنائي، وكل افراد عائلتي كان لهم نصيب من ظلم الاحتلال وجبروته”.

لعيد ميلاد الاسير عماد طقوس خاصة بوالدته، أحضرت بعض مقتنياته وصوره، والهدايا التذكارية المختلفة التي طرزها أو نحتها لها نجلها ليدخل جزءا من السعادة لقلبها، لتتبادل الحديث معه بمكالمة هاتفية تستعيد خلالها بعض الذكريات التي لم تخلوا من الاحزان والهموم، وكان آخرها يوم اعتقاله عندما حضر للبيت طالبا وجبة من الغداء التي لم يعد لتناولها حتى الآن.

وتحرص الحاجة نهلة بكل المناسبات الخاصة بالأسرى، والوقفات التضامنية على حمل صورة نجلها الذي تتفاخر به، مشيرة الى ان الوطن غالي، وبحاجة للتضحيات والصمود والصبر.

والده أبو رائد يحاول جاهدا ان يكون قويا امام عائلته، لم يعد يسيطر على دموع الشوق، وألم الفراق، يقول “ابني كان حاملا روحه على كفه، ان لم يكون اسيرا لكان شهيدا”، مستذكرا آخر زيارة له في بدابة العام الجاري.

ويضيف أن نجله عماد محبوب بين الاسرى وله حضور واحترام من كافة الفصائل الوطنية والاسلامية، ويكرس وقته بالعمل مع الأسرى لتذليل العقبات والمشاكل.

ويشير والده إلى ان نجله استكمل دراسته بالعلوم السياسية بعد التحاقه بجامعة القدس المفتوحة، ويعتبر موجها عاما ومحاضرا، ومرشدا في السجون الاسرائيلية لرفع معنويات الاسرى لا سيما الجدد منهم.

وبات منزل العائلة مقصدا للأسرى المحررين الذين يحرصوا على زيارة الحاجة نهله وزوجها تكريما لهم، وعرفانا لابنهم الذي لم يتوانى عن مساعدة أي أسير.

اشقائه وشقيقاته الذين تزوجوا وانجبوا قرابة 16 طفلا، يتساءلون كثيرا عن عماد، ويميلون للاستماع إلى قصصه وحكاياته خلال رحلته النضالية ومطارته من قبل الاحتلال وأسره، لم يطفئوا شموع عيد الميلاد آملين بقدوم فجر جديد ليطفئ عماد نور شموعه بأنفاس الحرية.

رفيق الأسير عماد؛ المحرر محمد رصيد القاضي الذي أمضى اكثر من 12 عاما في سجون الاحتلال، يصف رفيقه بـ”العنيد”، وذلك لعزيمته واصراه بالدفاع عن القضايا الوطنية، وحرصه على الوحدة الوطنية، وانهاء الانقسام، مشيرا الى ان عماد يتمتع بروح نضالية عالية، ويعتبر رمزا قياديا في السجون، متمسكا بحقوق الاسرى، والمرشد لهم، وحاضرا مع كافة الاسرى ليخفف من معاناتهم ويقدم لهم المساعدة والدعم النفسي والمادي لتعزيز صمودهم.

ويقول القاضي: إن عماد أبو رموز؛ رمز للعطاء والانسانية، ومستهدف من مصلحة السجون الاسرائيلية التي نقلته تعسفيا بين سجونها عدة مرات، وتعرض للعزل الانفرادي بسبب سياسته التي تهدف الى رفع معنويات الاسرى، وتعزيز صمودهم في ظل سياسة مصلحة السجون الاسرائيلية التي تعمل على ايجاد حالة من الفوضى، والبعد عن القضايا الوطنية، وتغييب الحركة الاسيرة ودورها في تعزيز الوحدة في السجون”.

وفا- صلاح الطميزي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version