تطبيع المغرب مع الاحتلال لن يكون الأخير

بقلم: د. رمزي النجار

تعد المغرب الدولة الرابعة بعد الإمارات والبحرين والسودان التي اعلنت التطبيع واقامة العلاقات مع الاحتلال بعد أن اعلنت الادارة الامريكية الحالية الاعتراف بمغربية الصحراء، ولم تعد خطوة المغرب مفاجئة بل متوقعه في ظل هذه الظروف المصحوبة بالمصالح العليا للدول على حساب القضايا القومية والوطنية العربية، والضغوطات الأمريكية المتتالية على الدول العربية لإعلان اقامة العلاقات مع دولة الاحتلال مقابل الحصول على المزايا التي يوزعها الرئيس ترامب، قبل انتهاء ولايته الشهر المقبل.
ولم يعد يستبعد أن تسارع بعض الدول العربية اعلان اقامة علاقة مباشرة مع الاحتلال ضمن مصطلح حالة الجوار التي يروج لها الامريكان مقابل أن يعم السلام المنطقة برمتها، والترويج أن دولة الاحتلال جزء لا يتجزأ من منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي يجب على جميع الدول الاعتراف بها كحالة جوار وحماية الديانات في المنطقة.
ليس بالصدفة أن يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتباهى بالقول أن اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية بواسطة أمريكيا أنهت العزلة الجغرافية لإسرائيل بتوفير رحلات جوية أقصر وأرخص ثمنا، وأن السفر فوق الأجواء السعودية والبحرينية والإماراتية العربية سيوفر على المسافرين المتجهين إلى الهند ووجهات آسيوية أخرى ساعات ومالا كثيرا بالطبع، وأننا سوف نغير خريطة الشرق الأوسط، فقول نتنياهو وراءه اشارات متعدده تحمل في جوانبها ايجابيات لصالح دولة الاحتلال، وكأنه يقول للعرب نحن من نرسم معالم المنطقة وحمايتكم من حمايتنا.
في غضون ذلك تتحدث إسرائيل عن إضافة دولة أو دولتين إلى دائرة التطبيع قبل أن يدخل بايدن البيت الأبيض في 21 يناير المقبل دون الإفصاح عن هوية تلك الدولتين، بينما نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وزير التعاون الإقليمي ، أوفير أكونيس ، صباح اليوم قوله: “من المحتمل أن يكون هناك إعلان آخر للتطبيع قريبًا . قبل 20 كانون الثاني (يناير) سيعلن الاميركيون عن دولة او دولتين بتطبيع العلاقات مع اسرائيل “.
ووفقا لموقع صحيفة (يديعوت أحرنوت) قدرت مصادر دبلوماسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودول أفريقية قد تنضمان إلى قطار تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ربما تكون قريبا جدا قبل نهاية يناير القادم.
وقال مسؤولون سياسيون إسرائيليون إن الدول المقبلة بالدور والتي ستعلن عن التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل هي، سلطنة عمان ولربما أيضا السعودية، كما يتم إجراء مباحثات مع دول إسلامية بآسيا وأفريقيا لإقامة علاقات متبادلة، بحسب المزاعم الإسرائيلية.
باعتقادنا أن مسلسل التطبيع مستمر وتطبيع المغرب مع الاحتلال لن يكون الأخير، ويسعى ترامب قبل نهاية ولايته أن يضيف دولة أو دولتين إلى مسار التطبيع، لأن ذلك يخدم بالدرجة الأولي مصالح ترامب خاصة أنه أعلن عن نيته الترشح للرئاسة في العام 2024 بعد هزيمته الثقيلة أمام بايدن، وثانيا الاستمرار في تعزيز بناء تحالف عسكري قوي في المنطقة لمواجهة الخطر الايراني بقيادة دولة الاحتلال للتصدر المشهد العسكري تحت مصطلح(السلام مقابل الحماية)، ويبقى السؤال ما بعد تنصيب بايدن الرئيس الامريكي الجديد ما مصير تلك الاتفاقيات ومسلسل التطبيع وهل نرى أنفسنا أمام سياسة أمريكية مغايره في المنطقة، هذا ما ستكشفه لنا الأشهر القادمة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version