المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

خفافيش المستوطنين.. قطع للطرق ومنع للحركة

عصابات المستوطنين تحول المكان إلى طريق أشباح تمنع الحركة فيه، كل شيء يظهر على نحو مستهدف، وما إن تدق عقارب الساعة السابعة مساء حتى تنتشر عصابات المستوطنين على مفارق الطرق امتدادا من نابلس حتى رام الله، لتعلن ليلا جديدا من الاعتداءات بحق المواطنين، في جولة هجمات جديدة تصاعدت وتيرتها منذ نحو الشهر، وتتواصل بشكل يومي مع إرخاء الظلام خيوطه.

المواطن محمود رزق الذي يعود يوميا في وقت متأخر من مكان عمله في نابلس إلى سكنه في رام الله، يعيش كل ليلة حالة من الذعر، واصفا المشهد بالمرعب، مضيفا “الاعتداءات كانت تحدث بين الحين والآخر، لكن منذ 25 يوما تقريبا، باتت يومية باستثناء أيام السبت”، منوها إلى أن المستوطنين لا يترددون في إلقاء الحجارة، والهجوم على مركبات المواطنين، وهو ما خلق حالة من القلق الدائم أثرت بشكل واضح على حركة المواطنين في ساعات المساء، وباتت الطرقات تشهد حظر تجول بفعل هذه الاعتداءات وتزايد خوف المواطنين من أن يكونوا ضحية الاعتداء التالي.

وأشار رزق، إلى أن مركبته تعرضت للرشق بالحجارة أكثر من مرة، وكان ينجو بأعجوبة من حادث طرق مفاجئ بفعل الرشق بالحجارة.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس لـ”الحياة الجديدة”: إن ما يحدث في الآونة الأخيرة ملفت بشكل كبير”، مشيرا إلى أن سلسلة الاعتداءات الليلية وفرض حظر التجول من قبل قطعان المستوطنين على الطرق بين نابلس ورام الله باتت تحدث بشكل يومي ومنظم وضمن مجموعات مختلفة من عصابات المستوطنين تنتشر في أكثر من مكان.

وبين دغلس أن الاعتداءات أدت لتقليص حركة المواطنين على الطرقات لما تشكله هذه الهجمات من خطورة على حياة المواطنين، وبالتالي باتت حركة المواطنين محدودة للغاية في ساعات المساء، خاصة أن هذه الاعتداءات تسببت بإصابات للمواطنين. وفي السابق أدى الرشق بالحجارة لارتقاء شهداء.

ونوه دغلس إلى أنه منذ نحو شهر لم يفارق المستوطنون الطرقات الرئيسية ويعملون بشكل ممنهج على تعقيد حياة المواطنين، ويغلقون الطرقات بتواجد قوات الاحتلال التي تتكفل بتوفير الحماية للمستوطنين وتترك لهم العنان لفعل ما يشاؤون من قطع للطرقات، والاعتداء على المواطنين وتنظيم المسيرات في الشوارع بعد السابعة مساء من كل يوم.

وأشار دغلس إلى وقوع عشرات الإصابات خلال سلسلة الاعتداءات الأخيرة كانت معظمها نتيجة رشق سيارات المواطنين بالحجارة.

الزميل الصحفي رومل السويطي الذي يقطن في بلدة حوارة يرصد يوميا مشهد الاعتداءات، مشيرا إلى أن ما يحدث هو مخططات مدروسة لمنع حركة المواطنين على الطرقات، لافتا النظر إلى توقيت هجمات المستوطنين وتنسيقها بشكل عال على مفارق الطرق، وبالتالي بات كل مواطن يتجنب المرور إلا للضرورة القصوى ما بعد السابعة مساء.

وأشار السويطي إلى أن أهالي بلدة حوارة لا يستطيعون التنقل داخل البلدة في ساعات المساء حتى في حالات الضرورة، ونوه إلى أن المستوطنين يستغلون جائحة كورونا وقرارات الإغلاق بعد السابعة مساء في المحافظات لتنفيذ اعتداءاتهم على المواطنين، كون الحركة تكون محدودة ولا يوجد تواجد كبير للمواطنين على الطرقات.

الحياة الجديدة – بشار دراغمة

Exit mobile version