المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

عينون .. خطوة أولى في تضميد الجرح

مع ساعات الصباح، توجهت طواقم وزارة الزراعة مع فعاليات محافظة طوباس وناشطين إلى منطقة عينون شرق مدينة طوباس لإعادة زراعتها، بعد أن شهدت أمس جريمة نفذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الطبيعة، حيث قطعت 10 آلاف شجرة حرجية ممتدة على مساحة 200 دونم.

بينما كان المشاركون يحاولون لملمة جراح المنطقة التي تعد من أجمل المناطق الطبيعية في محافظة طوباس، كان أحد الرعاة يتجول على مقربة منها مندهشا بما آل إليه حالها، والتي كانت قبل يوم واحد فقط تزخر بأشجار الصنوبر والأشجار الحرجية.

كعادته في الكثير من الفعاليات الوطنية، كان الناشط خيري حنون حاضرا وهو يرتدي دمايته ويمسك بيده العلم الفلسطيني، حيث ما إن وصل المنطقة حتى شرع بحفر الأرض بمعوله ليغرس فيها أشتالا جديدة.

يقول حنون وهو منهمك بزراعة الغراس: “جئنا هنا لنقول للاحتلال أن كل إجراءاته من هدم وتجريف للأراضي وقطع للأشجار لن تكسرنا ولن تدفعنا للرحيل عن أراضينا، فنحن شعب صامد في أرضه، وكل ما يخربه الاحتلال سنعمره بأيدينا”.

ويضيف: “نحن أبناء هذه الأرض، وواجب كل فرد فينا الدفاع عنها، فمن يمتلك الأرض يدافع عنها حتى آخر رمق، ونحن شعب لا يمكن اقتلاعه من أرضه مهما حاول الاحتلال”.

في محيط النشطاء المنهمكين بالزراعة كانت أغصان الأشجار المتكسرة متناثرة في كل مكان وتغطي مساحات واسعة، في مشهد يدلل على وحشية الاحتلال في الأرض الفلسطينية.

أمام هذا المشهد القاسي لم يأبه الناشطون بزخات المطر الغزيرة التي سقطت فوق رؤوسهم، وواصلوا الزراعة بشكل دؤوب.

تذرعت سلطات الاحتلال عند تنفيذ جريمتها بحق المنطقة، بأن هذه الأشجار تقع ضمن منطقة تدريبات عسكرية.

وتشير تقديرات مديرية الزراعة في طوباس إلى أن عدد الأشجار التي اقتلعت بلغ 10 آلاف شجرة مزروعة على مساحة 200 دونم، علما أن مساحات الأراضي الحرجية والرعوية بمحافظة طوباس والأغوار تبلغ 165 ألف دونم، منها 7 آلاف مزروعة بالأشجار.

يوضح مدير زراعة طوباس جعفر صلاحات “أن إعادة زراعة الأشجار تحمل رسالة للاحتلال للتأكيد أن هذه الأرض فلسطينية، وأننا متمسكون بها، وكلما قطعوا شجرة سنزرع عشرة عوضا عنها”، مؤكدا أن عدد الأشجار التي تمت زراعتها اليوم بلغت 500 شجرة، وسيتم خلال الأيام المقبلة استكمال زراعة المنطقة بأكملها”.

وأكد صلاحات أن الاحتلال يهدف من خلال قطع الأشجار واستهداف الأراضي الرعوية، إلى تقويض صمود المواطن في أرضه، ودفعه للرحيل عن هذه المنطقة التي تواجه مطامع استيطانية كبيرة.

ووفقا لمسؤول ملف الاغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات، فإن عملية قطع الأشجار تمت بعد قرار اتخذته محكمة الاحتلال قبل أسبوع.

وتأتي إجراءات الاحتلال بقطع الأشجار الحرجية في منطقة عينون تزامنا مع حملة شرسة ينفذها في مختلف مناطق الأغوار الشمالية، من خلال إخطار أعداد كبيرة من المنشآت بالهدم ووقف البناء.

يشير مركز أبحاث الأراضي في تقريره حول الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية في الأرض والسكن خلال عام 2019، إلى أن سلطات الاحتلال ومستوطنيه يستخدمون أبشع الوسائل للقضاء على كل ما هو مزروع على الأرض، ومن هذه الوسائل: القطع، والحرق، والتسميم بمواد كيماوية، والتجريف، والإغراق بالمياه العادمة”.

ويوضح التقرير أن عدد الأشجار التي اعتدى عليها الاحتلال في فلسطين خلال عام 2019 بلغ 21954 شجرة مختلفة، منها 9660 شجرة زيتون.

وينوه المركز إلى أن جيش الاحتلال والمستوطنين يتبادلون الاعتداءات على الأشجار، حيث تم رصد 188 اعتداء، من بينها 51 نفذه الجيش، و137 نفذه مستوطنون.

وفي محافظة طوباس، وثق المركز 1552 شجرة تم الاعتداء عليها، منها 872 شجرة اقتلعت كليا، 310 شجرات تضررت نتيجة تجريف الأراضي، و370 شجرة أخطرت بالاقتلاع.

وفا- إسراء غوراني

Exit mobile version