المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ملاحظات مواطن فلسطيني

بتاريخ ١٧/٣/٢٠٢١ الساعة السادسة بتوقيت دولة فلسطين ومساء يوم الاربعاء ، بثت قناة العربية الفضائية مقابلة متلفزة لمحمد دحلان ( رئيس ما يسمى بالتيار الديمقراطي الاصلاحي ) ، تم الترويج المسبق لهذه المقابلة والتمويل لها على أعلى المستويات ، كان يراد لها ان تكون القنبلة المدوية للعام ٢٠٢١ كما تكهن ميشيل حايك ، لكنني وكمواطن فلسطيني واسير سابق من عمر دحلان ومنتمي لاسرة مناضلة وطنية استشهد عميدها وجرح وطورد وابعد واعتقل خيرة ابنائها ، فوجئت بمستوى الهبوط والدونية والتناقض بالأقوال وتسويق الكلام ، تذكرت الحكمة العظيمة ” لسانك حصانك إن صنته صانك ” و المقولة الشهيرة ” من فمك أدينك ” ، فجأة قررت وهي المرة الاولى في سلوك كتاباتي التي اتطرق بها لتفنيد مقابلات لأشخاص ، حاولت دائما أن لا أربط قضيتي الوطنية بشخص ما لقناعتي أن الشخوص زائلة والوطن هو الباقي ، كلام الساسة ميت والمبدأ هو الحي .
لم يكن محمد دحلان موفقا في مقابلته ؛ إذ أنه عاد وكما إعتاد ليكشف القناع أكثر فأكثر عن وجهه المجمل المنمق وبطريقة بدت بعد كل سنوات التبعية التي عاشها وترعرع في نعيمها طريقة للسماسرة المأجورين ، الذين سرعان ما تنتهي مهامهم بنهايات لا يحمد عقباها .
أظهرت المقابلة سيناريو واضح واسكتش متلفز مفضوح متفق عليه بنوعية الاسئلة وطريقة الاجابة عليها برسائل واضحة لا يمكن أن تمر عبثا على المشاهد .
فقد أظهر دحلان نفسه بمقابلته المسرحية ، أنه ” مارتن لوثر ” الفلسطيني ، رجل الاصلاح النقي الطاهر ، الذي بعث للنجدة والخلاص ، المنقذ لشعبه وسيف العدل البتار الذي سيقطع دابر الفاسدين ويحرر القدس ويرفع الظلم والقهر والمعاناة عن شعب غزة الأبي .
هاجم بإفتراء مضحك الرئيس ابو مازن وتعمد التغافل عن سنوات عمله كوزير داخلية ومستشار أمن أمن قومي لدى سيادته ، لم يتطرق على الاطلاق لتلك المناصب والوظائف التي تقلدها منذ نشوء السلطة الوطنية ،التي تنكر لكل فضائلها عليه ، صور كثيرة ومقابلات صحفية بالمئات ووثائق روست بتواقيعه وبروتوكلات أمنية وسياسية صاغها بشخصه ومشاريع نفوذ واقتصاد ومال وجاه وتجارة معلومات ولقاءات سرية وعلنية ومؤامرات إقليمية وتحركات تآمرية قذرة ، كلها موثقة وبعضها متداول وبعضها مؤرشف ” سري للغاية ” ، عشرات القضايا والادانات ضد دحلان وبعض أذنابه ، يتغافلها عتال الصفقات المشبوهة ليظهر مخذولا في مقابلة تكاد تكون المسمار الأخير في نعشه .
عضو اللجنة المركزية الذي يدعي بأنه عندما فاز في عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر السادس ، بأنه شاهد كيف أن دولة الامارات العربية ضخت الملايين للرئيس ابو مازن لانجاح المؤتمر ، نسي وتناسى أنه لولا ايوب فلسطين ” ابو مازن ” وحكمته وسعة صدره وإحتوائه الكبير لكان من بين أول المحكومين بالاعدام بسبب فساده وعلاقاته الخيانية ؟؟!!!
يقول دحلان في مقابلته ان هدف تياره الاصلاحي تغيير النظام السياسي وانهاء رئاسة محمود عباس ، ألم تقلها يا دحلان جهرا وعلانية من قبل ؛ بأن عهد وحكم ياسر عرفات قد إنتهى ؟؟!!! هل نسيت تلك المسيرات التي أخرجتها بإشارة من مشغليك لتطالب برحيل ابو عمار ؛ قاتل أبيه لا يرث يا “محمد” !!!!
تهجم دحلان في مقابلته كثيرا على قيادة الشعب الفلسطيني والتي كان ، وللأسف جزءا منها ، إن من يخرج من حضن شعبه ويخون قيادته لن يجد له مكانا تحت الشمس ، هذه حقيقة مر بها كل من خان وتآمر ونهب وتجنح ، فتح لا تنكسر ولا تخضع للإبتزاز والتبعية والاستقواء ، حقائق ومباديء يبدو أنك لم تتربى عليها وسيكون مصيرك كمن سبقوك في فسادهم وغيهم وتبعيتهم .
تمادى دحلان بهجومه وتخوينه للقيادة الفلسطينية ولمح أكثر من مرة بالمستقبل القادم للتغيير والانقاذ والخلاص من النظام السياسي ، بالكاد يفهم المشاهد عمق الكلام بأنه مؤامرة معدة للانقضاض على الشرعية الوطنية واستبدالها بالاعور الدجال ” دحلان ” عبر تنسيق اماراتي – اسرائيلي _ ملايين تضخ لدعم دحلان ومليارات مقابلة لارضاء حكومة نتنياهو كي تسهل عودته لغزة وتشق له درب الوصول الى النفوذ ، الم ينسى ما قاله الخالد الياسر : لا يوجد بيننا وفينا كارازاي يا دحلان !!!! هل تريد منا أن نذكرك نحن أسر الشهداء والمهجرين والجرحى والمعاقين والمبتورين الارجل والمنكوبين بسببك ، هل تريد أن نذكرك بهروبك وتسليمك لغزة وخيانتك لها ؟؟!!
” قناصة مش قناصة” والبقية عند ابا فادي ” قائد الفتوحات العظيمة ” ومفجر ثورة المظلومين المتاجر بدماء المنكوبين والمقهورين ” …أتذكر كلماتك النارية وسط حشود الجماهير ووعودك لفخامة الرئيس ” ابو مازن ” بأنك ” رح ترقصهم خمسة بلدي” ، تريد منا أن نذكرك ببقية حلقات مسلسك التآمري الخياني وهروبك المعيب ؟؟!!! أم أنك تريد منا أن نعرض على الملأ حقائق استهتارك ومتاجرتك بارواح ودماء الابرياء في غزة ؟؟!! ثراؤك الفاحش ومشاريعك الممتدة من رمل شاطيء غزة الى الجبل الاسود ، مؤامراتك الدنيئة وتحالفاتك السرية مع القتلة الانقلابيين ؟؟!! أم لقاءاتك المخفية مع قادة الامن الاسرائيليين ؟؟!!!
” محمد دحلان ” لا تحاول أن تستجلب الشباب ولا أن تستعطف النساء ولا أن تشكك بوطنية الآخرين ففضائحك لا تعد ولا تحصى ، سيرتك ومسيرتك مخزية مشينة ، الاعيبك مكشوفة مفضوحة ، لا مكان لك لدينا ولا عودة لك الى صفوفنا ، إذهب الى حيث سبقك زملاؤك الخونة والمتآمرين والمنشقين ، هناك إلى مزابل التاريخ .

Exit mobile version