ما أحوجنا لثورة تربوية واجتماعية

بالمختصر … وربما المفيد

ما أحوجنا لثورة تربوية واجتماعية

بقلم : ابراهيم دعيبس

من لا قوة له لا دور له، والقوة ليست عسكرية فقط ولكنها اقتصاد وارادة ومبادىء وايمان قوي بالحق والدفاع عنه، بالاضافة طبعاً الى الاعداد والموقع الجغرافي. وأكبر مثال على هذا ان اليهود رغم قلة أعدادهم وعدم وجود موقع جغرافي سابق لهم، يسيطرون على كثير من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ويتحكمون في كثير من المؤسسات الدولية، ونحن الفلسطينيين ندفع الثمن غالياً وقد سلبوا أرضنا ويحاولون القضاء على مستقبلنا، وهم يتوسعون يومياً بالضفة والقدس بصورة خاصة ويخططون لمنشآت واسعة فوق القدس القديمة وبناء مستوطنات كبيرة في داخلها ومحيطها.

نحن العرب أعدادنا بالملايين وثرواتنا الاقتصادية بلا حدود وموقعنا الجغرافي يعتبر نقطة استراتيجية هائلة، وبلادنا هي منطلق الاديان كلها من القدس وبيت لحم والخليل وغيرها وصولاً الى السعودية بكل ما فيها من أماكن مقدسة لا مثيل لها والعراق الذي يشكل انطلاقة دينية وتاريخية رهيبة.

قبل أيام اختتمت أعمال مؤتمر بيت المقدس الدولي العاشر وذلك بمناسبة مرور مائة عام على عقد المؤتمر الشرعي في المدينة المقدسة برئاسة الحاج أمين الحسيني الذي قاد في زمانه مرحلة نضال وكفاح تاريخية.

مائة عام مرت، وعشرات المؤتمرات انعقدت، والنتيجة ما نحن فيه اليوم من غطرسة للاحتلال وتشرذم للدول العربية وتكرار الخطابات والبيانات في مؤتمر بعد مؤتمر بدون أية نتائج ميدانية.

ويحتار كل محلل أو مفكر في البحث عن أسباب لهذه الحال وكيفية الخروج من هذه الدوامة المدمرة. انا اعتقد ان العقلية القبلية والفردية المسيطرة هي سبب هذا البلاء الذي نمر فيه، ولذلك نرى ان من يحكم لا يتخلى عن الحكم إلا بالانقلاب أو الموت، واذا خالفه أحد أو مجموعة يعمل كل ما أمكنه للخلاص منه.

حين أفكر في سيطرة عدة ملايين من اليهود على بلادنا ويفرضون نفوذاً قوياً بالمنطقة، أُصاب بلا شك بالاحباط والألم والمعاناة ولا أجد تفسيراً أو مبرراً لما يحدث واستمرار الوضع أكثر من مائة عام ومنذ انعقد المؤتمر برئاسة الحاج الحسيني.

التغيير يبدأ في رأيي من التعليم والمدارس والمقررات التربوية، ومن القوانين الصارمة والعمل على تنفيذها بكل قوة وبلا تردد أو تأخير أو مجاملة، ومن التعليم يبدأ التغيير العائلي أيضاً داخل المنازل والبيوت وأماكن السكن المختلفة. وما أحوجنا الى ثورة اجتماعية وفكرية والخروج من عباءة العقلية التي عفى عليها الزمن.

أخيراً لا بد من التأكيد على اننا تعبنا من الكتابات السياسية التي لا تجدي ولا أحد يستمع اليها، وعلينا، كما أعتقد، الاهتمام بالمجتمع ومشاكله والاجيال القادمة ومستقبلها.

اسرائيل … والانتخابات

تستعد اسرائيل لإجراء انتخابات رابعة خلال عامين، وتشير التقديرات الى ان النتائج قد لا تكون حاسمة ما يعني احتمال انتخابات خامسة.

والسبب واضح وبسيط، وهي ان كل حزب وكل زعيم حزب يسعى للسيطرة أو حتى الانفراد بالسلطة وعدم التنازل عنها، ومن يتابع المشاورات الحزبية وتبادل الانتقادات والتهم، يدرك حجم المأزق السياسي الذي تواجهه اسرائيل، ولكن ما يجعل هذه الخلافات محدودة هو القانون والاحتكام للقوانين عند كل مأزق أو أزمة وعدم قدرة أي أحد على الانفراد شخصياً بالحكم بدون قوة القانون.

ونتانياهو تحديداً يواجه احتمال تقديمه للمحاكمة بتهم مختلفة وقد يدخل السجن كما حدث مع أولمرت سابقاً، ولهذا فهو يقاتل بضراوة لكي يظل رئيساً للوزراء وبعيداً عن المحكمة، وان كنت اتمنى ان يفشل في ذلك وأراه وراء القضبان.

وبمناسبة الانتخابات هذه فإن الفلسطينيين في الداخل يواجهون أزمات سياسية وخلافات مؤسفة كنا نتمنى الا تحدث … ولكن الواقع واضح وقد يؤدي ذلك الى تراجع العدد الاجمالي لأعضاء الكنيست من الاخوة الفلسطينيين.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version