المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

اشتية يطلق عددا من المشاريع ضمن الخطة الحكومية لتنمية وتطوير الأغوار بقيمة 2.8 مليون دولار

افتتح محطة معالجة مياه صرف صحي تياسير والغابة الأوروبية بتكلفة 22 مليون يورو

وضع حجر الأساس لمحطة معالجة كردلة بتكلفة 600 ألف دولار

افتتح رئيس الوزراء محمد اشتية، اليوم الأربعاء، بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية، محطة معالجة مياه صرف صحي تياسير والغابة الأوروبية، ووضع حجر الأساس لمحطة معالجة كردلة، وأطلق عددا من مشاريع المياه والصرف الصحي ضمن الخطة الحكومية لتنمية وتطوير الأغوار.

جاء ذلك بحضور محافظ طوباس والأغوار الشمالية يونس العاص، ورئيس سلطة المياه مازن غنيم، وممثل الاتحاد الأوروبي سفن كون بورغسدورف، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، وممثلي الهيئات المحلية وفعاليات المحافظة.

وقال رئيس الوزراء: “طوباس والأغوار مركب رئيسي في خطة التنمية الوطنية وخطة التنمية بالعناقيد، وقد وضعنا اليوم حجر الأساس لمشروع محطة معالجة كردلة بقيمة 600 ألف دولار، وافتتحنا محطة معالجة صرف صحي تياسير بقيمة 22 مليون يورو، وأعلنا عن مشاريع بقيمة 2.8 مليون دولار”.

وأردف: “خطة التنمية الفلسطينية على مدار السنة ونصف الماضية تم صياغة 41 وثيقة فلسطينية تعالج كل وثيقة قطاعاً من القطاعات الاقتصادية. كل قطاع بنينا له استراتيجية ومنظور من ثم وضعناه في خطة التنمية الوطنية الفلسطينية، لنعلم اين نحن ذاهبون”.

وأضاف رئيس الوزراء: “قمنا بوضع أراضي الدولة والأوقاف لخدمة الشباب، وفي كل اسبوع يقر مجلس الوزراء قائمة من الأسماء المستفيدة، نستثمر الارض لان قيمة الأرض بماذا نبني عليها وكيف نستثمرها، ومستمرون في التعاطي مع الشاب من خريجي الجامعات”.

وتابع رئيس الوزراء: “الإسرائيلي يعلم علم اليقين أن الأغوار سلة خضار فلسطين ويريد أن يحولها إلى سلة خضار إسرائيل، ولكن المزارع الفلسطيني في عام 72 عمل نقلة نوعية في الزراعة، عندما تم إدخال الري بالتنقيط، فإنتاجية الدونم الواحد زادت 800%، لذلك قام الذين كانوا يعملون في المستوطنات بالعودة للعمل في الأرض، وهذا هو الصمود والمقاومة والانفكاك عن الاحتلال بتوسيع القاعدة الإنتاجية لاقتصادنا الوطني”.

وقال اشتية: “قيمة مشروع المحطة بأنه يأتي من جهة صديقة للشعب الفلسطيني، ممثلة بالاتحاد الأوروبي، فهو شريك لنا في التنمية وتحقيق السلام وأكبر ممول للسلطة الوطنية الفلسطينية. وعندما كان العالم يبتزنا بالمال، قال الاتحاد الأوروبي لا شروط لنا في أي تمويل. وعندما كانت الإدارة الأمريكية السابقة تحاول مقايضة المال بالسياسة، الرئيس محمود عباس قال القدس ليست للبيع، ولذلك الاتحاد الأوروبي مشكور بأنه لا يقايض المال بالسياسة، ويريد أن يرى مؤسسة فلسطينية فاعلة وقادرة، ويريد أن يرى معنا أن هذا الاحتلال يندحر، ونحن شركاء مع أوروبا من أجل أن نحقق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

واختتم اشتية: “نناقش الموازنة العامة، وبسبب “كورونا” وما يترتب على ذلك، ستعاني الموازنة عجزاً بحوالي مليار دولار. فكلما أغلقنا اسبوعاً، انخفض جمعنا للضرائب من 20 الى 30%، فالضرائب المحلية تقريبا 350 الى 400 مليون شيقل شهريا، وهذا الشهر انخفضت الى 190 مليون شيقل، والمقاصة من إسرائيل إذا لم يكن هناك نشاط اقتصادي ويوجد اغلاقات تنخفض أيضا. لكن نحن ملتزمون بالرواتب، وسنبقى اوفياء لكم وللشهداء والأسرى، رغم أن إسرائيل رفعت الخصومات علينا من 41 مليون شيقل الى 52 مليون شيقل الشهر الماضي خصومات رواتب الشهداء والأسرى “.

وفي ختام جولته، قام رئيس الوزراء بزيارة الى مقر محافظة طوباس، التقى خلالها بالمحافظ ومدراء المؤسسة الأمنية فيها، واطلع منهم على أوضاع المحافظة بشكل عام، والوضع الوبائي فيها، وتطبيق الإجراءات الحكومية لمواجهة انتشار فايروس كورونا والوقاية منه.

بدوره، أمل العاصي أن يستكمل المشروع في المرحلة الثانية ليستفيد منه باقي المواطنين في المحافظة، مؤكدا أن هذا المشروع سيؤثر بشكل إيجابي على المحافظة.

وتابع: “افتتاح المشروع يؤسس للمرحلة الخضراء، والتي تتمثل بزيادة مساحة المناطق المزروعة بالمحافظة، ما يعني توفير فرص عمل لكثير من المواطنين”.

من جهته، قال غوسدورف: “يساهم هذا المشروع في تهيئة بيئة نظيفة من خلال معالجة مياه الصرف الصحي والتكيف مع تغير المناخ من خلال إضافة مورد مائي إضافي للري باستخدام مياه الصرف المعالجة، ومن خلال السماح بإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة في الزراعة، فإنه سيرفع من الجدوى الاقتصادية للأراضي الزراعية ويحسن الازدهار الاقتصادي مع الحفاظ على موارد المياه الجوفية المحدودة في فلسطين، والمشروع الحالي الذي يموله الاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية سيكمل احتياجات المشروع من الطاقة من خلال استخدام الطاقة النظيفة والقابلة لإعادة الاستخدام.

وتابع: “إن الحصول على مياه آمنة ونظيفة وبأسعار معقولة هو حق أساسي من حقوق الإنسان. ويواجه الفلسطينيون الذين يعيشون في طوباس العديد من التحديات، ولا سيما في الحصول على المياه للاستخدام الشخصي والمنزلي. ويمثل هذا المشروع معلما هاما نحو زيادة حصول الفلسطينيين على المياه في المحافظة، وإلى جانب تأثيرها الإيجابي على الصحة والبيئة، ستساعد المياه المعالجة على تنمية الأراضي الزراعية. وهذا سيزيد من دخل المزارعين ويساهم بشكل مباشر في التنمية الاقتصادية في المحافظة”.

وأضاف ممثل الاتحاد الأوروبي أن “حماية المياه والبيئة أمر أساسي نحو التنمية المستدامة وضمان مستقبل أفضل لجميع الفلسطينيين على خلفية تغير المناخ”.

بدوره، قال رئيس سلطة المياه مازن غنيم: إن مشروع الصرف الصحي يجسد مفهوم التنمية ورفع مستوى القطاع الزراعي، من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة لري أراضي زراعية بمساحة ألف دونم، وتم تجهيز محطات الضخ والخطوط الناقلة والخزانات للمباشرة بالاستفادة من المياه المعالجة منذ اليوم الأول لتشغيل المشروع.

وأضاف، إن هذه المشاريع الحيوية ببعديها الخدماتي والتنموي هي التوجه الحقيقي نحو المستقبل المائي الآمن، وهو ما قادنا في سلطة المياه للعمل على تنفيذ العديد من مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وأنظمة إعادة استخدام المياه المعالجة، ومختلف البرامج المرافقة من دراسات وتدريب وبناء القدرات اللازمة لضمان رفع كفاءة إدارتها واستخدامها. مثل محطات البيرة ونابلس الغربية أريحا وجنين، وطوباس، وسلفيت ونابلس الشرقية ومحطة شمال غزة، وخان يونس ودير البلح، إضافة إلى المحطات الجاري العمل على تنفيذها وتلك قيد الدراسة والتخطيط، وإنشاء وتشغيل هذه المحطات وأنظمة إعادة الاستخدام التابعة لها نكون نجحنا في إيجاد مصدر مائي غير تقليدي وهام للاستخدام الزراعي.

وأشار غنيم إلى أن افتتاح المشروع يأتي في إطار يوم المياه العالمي والذي يحمل شعار: “تثمين المياه”، ويهدف إلى رفع الوعي والوصول إلى الإدراك الحقيقي لأهمية المياه، خاصة في ظل التهديدات الكبيرة من شح الموارد المائية، والتزايد السكاني وازدياد متطلبات التنمية وتهديدات التغير المناخي، وبالتالي المشاركة الفاعلة في تطويرها والحفاظ عليها.

من جهته، قال عبد الرازق: إنه رغم كل الظروف التي يمر بها شعبنا الفلسطيني بسبب الاحتلال والجائحة “كورونا” إلا أن الحكومة وبدعم سخي من الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي تفتتح هذا المشروع الضخم الذي يخدم الجهة الشمالية من طوباس وعقابا وتياسير.

وأضاف أنه تم بناء خزانين سعة 1000 كوب لكل منهما من أجل استيعاب المياه بعد معالجتها، لاستخدامها لاحقا في ري الأشجار، ونطلق دعوة للعالم بضرورة الانتصار للشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المائية.

واحتفالا بالشراكة الأوروبية الفلسطينية والقيم المشتركة، أعلن رئيس الوزراء وممثل الاتحاد الأوروبي إنشاء الغابة الأوروبية، بالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطة المياه، وتم حتى الآن زرع 1,300 شجرة حرجية، وستساعد الغابة على زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بالمياه والبيئة، ولا سيما بشأن إعادة استخدام مياه الصرف الصحي. وتغطي هذه الغابة مساحة 21 ألف متر2، وسيتم ريها بالمياه المعالجة من المحطة.

يشار إلى أن افتتاح مشروع محطة تياسير يحقق نقلة نوعية في مستوى خدمات المياه والصرف الصحي، من خلال جملة من المشاريع الاستراتيجية في السنوات السابقة وبحجم استثمار فاق 52 مليون دولار بين مشاريع مكتملة وقيد التنفيذ، والعمل جار على تنفيذ مشروع رابطة المياه والطاقة لمنطقة شمال الضفة الغربية والذي يهدف إلى تحسين حياة السكان في المنطقة من خلال تطوير وتحسين نوعية خدمات المياه والصرف الصحي، وبناء قدرات مزودي الخدمات واستخدام الطاقة النظيفة.

يذكر أن المشروع الذي تبلغ تكاليفه 22 مليون يورو يتكون من محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وشبكة لجمع مياه الصرف الصحي، وخطة ري لإعادة استخدام المياه المعالجة. لدى المحطة القدرة على معالجة 4,300 متر مكعب يومياً، منها 1,000 متر مكعب فقط يتم معالجتها الآن، وتغطي شبكة جمع مياه الصرف الصحي 53 كيلومترا. كما تضمن المشروع تركيب بنية تحتية للري مع محطة ضخ، وخزانين من الصلب سعتها 1000 متر مكعب، و4.3 كم من أنابيب التوزيع.

Exit mobile version