المأزق الإسرائيلي أكثر خطورة علامات على الطريق

بقلم: يحيى رباح

بعد قرابة أسبوع على إجراء الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في الثالث والعشرين من هذا الشهر، لم يستطع المعسكران الرئيسان في إسرائيل، سواء المعسكر الذي يقوده: نتنياهو أو المعسكر الذي يقف ضده الحصول على الرقم 61 مقعدًا في الكنيست الرابع والعشرين، والباب مفتوح الآن أمام انتخابات خامسة، وهذا يعني أن المأزق الوجودي في إسرائيل هو مأزق أكثر خطورة، مأزق وجودي يدل على تلك الاندفاعات المجنونة التي ذهب إليها نتنياهو في الشهور الأخيرة، عداء متهور ومكشوف ضد الشعب الفلسطيني قابلته القيادة الفلسطينية بمزيد من التمسك بالثوابت والحقوق وخطوات تطهير عميقة للبيت الفلسطيني من كل عوامل التشويش، وإظهار ثقة بأن دعايات التطبيع ذات الضجيج العالي بدأت تتكشف عن خيبات أمل كثيرة، وتقدم كبير نحو تصليب الوضع الداخلي وإعلان القرار النهائي بالصمود.
نتنياهو من جانبه، اعتبر المأزق الإسرائيلي غير ذي قيمة، فما دام هو موجودا فإن إسرائيل بخير، وهذه واحدة من الأكاذيب ليس إلا، فقد فضح نتنياهو نفسه أكثر، فهو فتح كل الأبواب أمام الاستيطان، وشجع الإرهاب الإسرائيلي إلى حدود قصوى، جعل من المجموعات الإرهابية المعروفة “تدفيع الثمن، و”فتية التلال”، وشواذ المستوطنين، والحاخامات الإرهابين هم درعه الحامي، ولم يذكر لشعبه ما الذي يستطيعه الفلسطينيون إذا غيروا الدفة.
بل إن تعامله مع أميركا ظل كما هو في زمن دونالد ترامب الذي كان هو الآخر يصدق أكاذيبه وأوهامه أكثر مما يصدق الحقائق.
فهو كل يوم يسرق الأرض الفلسطينية ويقطع رقاب الأشجار ويهدم البيوت، ويطرد الفلسطينيين، ثم يقول إنه لن يقوم بضم أراضٍ في الضفة إلا بموافقة جو بايدن.
لكن الرقم 61 ظل مستعصيًا على حزب الليكود وعن كل معسكره، بل إنه أصبح المتهم الرسمي الذي منعته المحكمة العليا من أي عمل بخصوص النيابة أو المحاكم في الوقت الذي تستمر ضده المظاهرات في الأسبوع الأربعين.
دعوا نتنياهو يغرق في الأخطاء الفادحة والحسابات الخاطئة، دعوه يذهب بالليكود إلى الخسارة، دعوه ينكشف أمام أكاذيبه، الحقيقة الفلسطينية راسخة، لا يوجد شريك إسرائيلي في وجود نتنياهو، وآخر انكشافاته الحمقاء أنه يقول “سيمنع قيام دولة فلسطينية بسيادة كاملة”، المأزق ينكشف عن عمق هذا المنطق المقلوب لنتنياهو.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version