المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الإنقسام والإنشقاق شر مطلق

بقلم: سعدات بهجت عمر

الشر في الساحة الفلسطينية عنصر فرقة وانقسام، وانشقاق أكثر منه عنصر وحدة ووئام تحركه عصبية فردية ضيقة ذو مواصفات لا أخلاقية تعلي من شأن النوازع الخاصة، والأحقاد الممنهجة، وتُكَبِّر من شأن الذات الفردية ، وتُقدِّمها على الذات العامة لهزيمة الذات العامة، ولانهيار التوازن بين الذات الخاصة والذات العامة. إذ يظل نصر الوحدة ممكناً ومتحققاً دائماً ما ظل التوازن قائماً. فإذا أختلَّ هذا التوازن بفعل عوامل الشَّر الكامنة داخل الفرد والجماعة كان ذلك وبالاً على الشعب والأرض.
الشَّرُ مفهوم محدد يا سادة الانقلاب والإنقسام والانشقاق. إن هذا المشهد يعني كل ما يؤدي إلى التناقض مع الحياة بالوحدة الوطنية على مسرح النضال الوطني والعمل ضدهما وهنا أهمّ سمات الشخصية الشِّرِّيرة وأكثر ملامحها خطورة ألا وهي النفاق الذي يُشخِّص الضعف الإنساني، ويستغلَّهُ استغلالاً مُدمِّراً على المستوى الفردي والجماعي على جد سواء.
إن الشَّر قد ينتصر مرحلياً يا سادة الانقلاب والإنقسام والانشقاق ، ولكن هذا الإنتصار لا ولن يدوم طويلاً. فما تلبث الحيلة أن تنكشف وهذا ما حصل في حملة بدنا نعيش عندما خرجت جماهير شعبنا الفلسطيني في تطالب بأبسط حقوق الحياة! وعندئذ لا بد أن يلقى الشِّرير جزاءه أينما كان، وفي أيَّ موقع لأن إنتصار الحق إنتصار الخير مُقرَّر من الله منذ الأزل، ويعني هذا في جوهره هزيمة كل النقائص والعيوب والألاعيب التي يُعاني منها الإنسان، ويحاول أن ينتصر عليها، وأن يتخلص منها فنياً بارتهانه للعدو وعملائه كما لائحة المستقبل إذا لم يكن في استطاعته أن ينتصر عليها في الحياة الواقعية، وهو ما يستحدث دائماً هذا التوازن النفسي بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون.
أيُحِبُّ أحد من شعبنا الفلسطيني أن يرتحل إسم فلسطين وينتقل إلى عواطف العصابات الصهيونية الذي يُمثلهم نتنياهو وكل اليمين واليمين المتطرف وغيرهم من يسار ووسط، من جديد ليهزَّ ضمائرهم. فالخطر يُهددنا نحن شعب فلسطين من كل حدب صوب. الدمار والموت والدم والجوع والعطش والخوف والإلغاء يلفنا لحظة باتت فيها الحياة محض صدفة بِإيقاظ النار. نار الفتنة “صرخات الألم والعذاب والموت البطيء” لتتحول إلى صرخات غير إنسانية غير فلسطينية غير عربية.

Exit mobile version