كرة الانتخابات في ملعب المجتمع الدولي

بقلم: باسم برهوم

رسالة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية جاءت واضحة، هناك إصرار فلسطيني على إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها، ولكن يحب أن تشمل كافة الاراضي الفلسطينية، الضفة والقدس وقطاع غزة. هذا ليس شرطا فلسطينيا، بل هو الامر الطبيعي أن يتم، لأنه ينسجم مع القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، ورسالة اللجنة التنفيذية وتصريح الرئيس محمود عباس الذي يؤكد هذا الاصرار، موجه ايضا للأطراف المحلية والاقليمية التي تواصل التشكيك في نوايا القيادة الفلسطينية، بإجراء الانتخابات والالتزام بالمواعيد المقررة.
والهدف من اجتماع التنفيذية وما صدر عنه، هو أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، فهو من المفترض أن يكون حريصًا على تنفيذ القانون الدولي، كما أنه يعلن ليل نهار أنه حريص على حل الدولتين، فالانتخابات الفلسطينية تأتي في سياق تكريس هذا الحل على الارض، فلا حل دولتين بدون القدس. فالانتخابات في موعدها ولكن لا تنازل ولا بأي شكل عن أجرائها في القدس باعتباره ارضا فلسطينية محتلة، وهو تأكيد فلسطيني متجدد بأن اعلان ترامب المشؤوم بخصوص المدينة هو أمر مرفوض ولن يمر.
توقيت إعلان القيادة الفلسطينية أمر مهم، خصوصا بعد ردة الفعل الضعيفة نسبيا من قبل المجتمع الدولي على اعتقال سلطة الاحتلال الاسرائيلي مرشحين من قائمة فتح، وقائمة اليسار الموحد قبل ايام. إن من حق المرشحين التحرك ضمن قاعدتهم الانتخابية، والتفاعل معها، وهذا جزء مهم من العملية الديمقراطية، فإذا كان المجتمع الدولي حريصا على الديمقراطية عليه أن يكون حازما تجاه اعتقال اسرائيل للمرشحين.
إن التراخي أمام محاولات دولة الاحتلال منع اجراء الانتخابات في القدس، رسالة سلبية، وتشجع اسرائيل على انتهاك أهم مبدأ في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهو ان تقرر الشعوب مصيرها بنفسها. بهذا الواقع، فإن القيادة الفلسطينية تخوض معركة وطنية مصيرية، تعمل من خلالها أن يؤكد العالم التزامه بمعادلة إجراء الانتخابات في موعدها وفي القدس اولا.
اسرائيل تحاول تكريس اعلان ترامب باعتبار القدس عاصمة لها، بالمقابل يجب أن يفشل الشعب الفلسطيني هذه المحاولات، والانتخابات هي إحدى ساحات هذه المعركة، ومن هنا أهمية وحدتنا حول هذا الهدف، وعدم أعطاء اي رسالة تظهر ان هناك أي انقسام بهذا الشأن. الشعار واضح الذي يوحدنا ” الانتخابات في موعدها وفي القدس اولا “.
من المهم أن تكون رسالتنا واحدة موحدة للمجتمع الدولي، أنها رسالة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، فالكرة هي اليوم في ملعب العالم، إذا كان هذا العالم حريصا على إجراء الانتخابات الفلسطينية، وإذا كان كذلك عليه أن يقوم بالعمل المطلوب بأن تشمل الانتخابات كل المناطق الفلسطينية، وأن يراقب هذه الانتخابات في القدس كما في غزة ونابلس والخليل ورفح وبيت لحم وجنين، لتكون محطة مهمة لإنجاز الاستقلال لدولة فلسطين.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version