حديث القدس: التأييد الدولي لشعبنا ينقصه التنفيذ

التأييد الدولي الكاسح لحق تقرير المصير لشعبنا الذي جرى أمس الأول، في اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة هو دليل واضح على تأييد غالبية الدول في العالم لشعبنا وضرورة حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فأن تصوت 158 دولة لصالح القرار، وتعارضه 6 فقط من بينها دولة الاحتلال وامتناع عشر دول، هو صفعة واضحة لدولة الاحتلال والولايات المتحدة الاميركية التي يربطها بدولة الاحتلال تحالف استراتيجي، هدفه الإبقاء على المنطقة العربية مجزأة ومقسمة، بل العمل على تقسيم المقسم.
ورغم ان هذا التصويت هو صفعة جديدة من عديد الصفعات، الا أن دولة الاحتلال تواصل تحديها للمنظمة الدولية وللعالم أجمع من خلال مواصلتها للاحتلال وارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا يوميا من عمليات قتل أطفال وشبان وكبار السن وطبعا النساء، الى جانب الانتهاكات اليومية بحق المسجد الأقصى وغيره من المقدسات الإسلامية والمسيحية دون حياء أو خجل، بل بكل عنجهية.
وسبب عنجهية الاحتلال وضربه بعرض الحائط القرارات الأممية، هو عدم اتخاد الأمم المتحدة، والعالم قاطبة لأية عقوبات ضده، والاكتفاء فقط بإصدار بيانات الشجب والاستنكار التي أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع، بل ان الاحتلال يتعامل معها وكأنها غير موجودة أصلا، وان هذه البيانات لن تغير من طبيعة احتلاله الذي يعمل بكل الوسائل غير المشروعة والمحرمة دوليا من أجل تأبيد هذا الاحتلال لأنه يستفيد منه، فهو بالنسبة له احتلال مربح يستغل ثروات البلاد لصالحه، ويعمل على ضم الاراضي وبناء المزيد من المستوطنات وتوسعة القائم منها ليحول دون إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي الذي ينادي بحل الدولتين.
إن المطلوب من الأمم المتحدة ومعها المجتمع الدولي، تنفيذ قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي تعد بالمئات، ولكنها حتى الآن بدون تنفيذ، الأمر الذي يعطي الاحتلال الوقت لتنفيذ مخططاته في الضم والتوسع وزيادة عدد قطعان المستوطنين في الأرض المحتلة، ليصل ان لم يكن قد وصل الى مليون مستوطن، يرتكبون يوميا جرائم بحق شعبنا وأرضه.
صحيح ان القرارات الدولية لصالح شعبنا هي من الناحية التاريخية هامة، إلا ان الأهم من ذلك هو العمل على تنفيذ هذه القرارات التي من شأنها ان تضع حدا للاحتلال الغاشم، الذي لن يتوقف عن احتلاله ومصادرة حقوق شعبنا الوطنية، ما دامت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتعاملان معه على انه فوق هذه القرارات.
كما ان على الجانب الفلسطيني التحرك الفاعل على جميع المستويات الداخلية والخارجية من أجل العمل على لجم الاحتلال، والبدء فورا في توحيد الصف الوطني وإنهاء مهزلة الانقسام المدمر الذي تستفيد منه بالدرجة الأولى دولة الاحتلال.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version