73 عاماً من الظلم..والعالم يدين ويستنكر

أ.د. محمد مصالحة*

يصادف يوم ٢٩ تشرين الثاني يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني..وفي هذا اليوم نستذكر حجم الظلم والإجحاف الذي لحق بشعب فلسطين على مدى ٧٣ عاما..والعالم بحكوماته ومنظماته الدولية يناقش ويدين ويشجب ويستنكر ممارسات وسياسات سلطات الاحتلال في الأرض المحتلة، إلا دولة واحدة هي الولايات المتحدة التي استخدمت حق النقض “الفيتو” مئات المرات لإجهاض أي قرار يتخذه مجلس الأمن لصالح الحقوق الفلسطينية.
ولعل قضية القدس هي أخطر ما حدث من تحولات في سياسة واشنطن تجاه المدينة المقدسة في عهد إدارة ترامب الذي قرر منفردا ومخالفا قرار الأمم المتحده رقم ٤٧٨ عام ١٩٩٠ بعدم المساس بوضع المدينة من قبل السلطة المحتلة، بإعلانه القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل في ١٤ أيار لمناسبة “ذكرى تأسيس إسرائيل” على الوطن الفلسطيني، وهو ما شكل خروجا على قواعد القانون الدولى وقرارات المنظمات الدولية وهو أيضا ما يضعف من صورة ومكانة هذه الشرائع والمؤسسات الدولية التي استقرت في مسيرتها على منع الدول من حق الفتح والغزو واغتصاب أراضي الغير أو إجراء أي تغيير في أوضاعها القائمة عند الاحتلال.
وقد قرر ترامب في ٦ كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٧ كذلك نقل سفارة بلاده إلى القدس خارجا بذلك على مواقف الرؤساء كلنتون وبوش وأوباما الذين نأوا بأنفسهم عن اتخاذ هكذا قرار حفاظا على مصالح الأمن القومي الأميركى، وما ينتظر اليوم أن تقوم إدارة بايدن باستكمال ما اتخذته من قرارات إيجابية بخصوص القضية الفلسطينية ومنها إعاده تقديم الدعم السنوي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” بعد وقفه من قبل ترامب وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس رغم معارضة سلطة الاحتلال، وإعادة تمثيل منظمة التحرير في أميركا، وفي مثل هذا اليوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني وجوب قيام دول العالم ومنظمات المجتمع المدني والإعلام العالمي نصرة قضايا الشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والتذكير بقضية اللاجئين بالعودة والتعويض، ووقف الاستيطان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية ووقف سياسة القمع والحصار التي تمارسها قوات الاحتلال، وإطلاق سراح الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

* كاتب أردني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version