واشنطن تُهرول إلى اتفاق أضعف مع إيران

رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن “الولايات المتحدة تقدّم تنازلات استباقية، وتُسارع للوصول إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، التي ستُطالب بالمزيد من التنازلات”.

واعتبرت الصحيفة، في مقال افتتاحي، أنه من المخيف حدوث كل هذه التطورات، في وقت لا تزال فيه إيران مستمرة في نشر الإرهاب بالمنطقة، عبر الحوثيين مثلاً، ومنع المفتشين الدوليين من ممارسة عملهم”.

تلاعب واضح
وتؤكد المؤشرات الدبلوماسية رغبة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الوصول لاتفاق نووي معدّل مع إيران، أما الأنباء السيئة التي ظهرت أخيراً فتتمثل في تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، حتى قبل التوصّل إلى اتفاق جديد.
ويوم الجمعة، ألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن العقوبات المتعلقة بالأنشطة النووية الإيرانية المدنية التي أعادت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب فرضها عام 2020. وبالتالي، فإن الشركات الأجنبية التي تعمل في مثل هذه المشروعات سيتم استثناؤها من العقوبات الاقتصادية.
واعتبرت الصحيفة أن وصف وزير الخارجية الإيراني الخطوة الأمريكية الأخيرة بأنها “جيدة لكنها ليست كافية”، يؤكد أن التنازلات الاستباقية تستدعي المزيد من المطالب الإيرانية.
كما وصفت الصحيفة تصريحات نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، التي قال فيها “إننا لم ولن نقدم أي إعفاء من العقوبات لإيران، حتى تعد الأخيرة بالالتزام الكامل بالاتفاق النووي”، بأنها “تلاعب واضح بالألفاظ، حيث كانت الخطوة التي قامت بها واشنطن يوم الجمعة بمثابة أحدث تنازل يتم تقديمه إلى إيران في هذا الصدد”.

اتفاق 2015 ضعيف في الأساس
وأوضحت: “كان الاتفاق النووي الموقع عام 2015 ضعيفاً بما يكفي، مع إلغاء القيود النووية بصورة تدريجية بحلول عام 2031، ولم يتطرق الاتفاق لبرنامج إيران الصاروخي ولا نشاطها الإقليمي الخبيث. المعرفة النووية التي اكتسبتها إيران من انتهاك الصفقة لا يمكن تجاهلها”.
وأشارت إلى أن “إدارة بايدن تتوقّع أن الاتفاق النووي الجديد سيجعل إيران قادرة على الحصول على ما يكفي من الوقود النووي، لصنع قنبلة في أقلّ بكثير من عام، وهو إطار زمني أقصر من الإطار الذي دعم اتفاق 2015”.
وقالت الصحيفة إنه “أمر فظيع أن يحدث كل هذا مع استمرار إيران في نشر الرعب في المنطقة، في إشارة إلى الحوثيين، وعرقلة عمل المفتشين النوويين الدوليين.
وسألت الصحيفة: “إذا لم تسمح إيران للأطراف الخارجية بالتحقّق الكامل من نشاطها النووي، فما فائدة الصفقة التي تدّعي تقييد النشاط النووي؟”.

“ما الذي نحاول انقاذه؟”
ونقلت عن السناتور الديمقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، قوله: “كنت أنظر بتفاؤل حذر لإدارة بايدن وجهودها في الملف الإيراني، وانتظرت حتى نهاية العام الماضي كي أرى النتائج”.
وأضاف: “ومع ذلك، لا مؤشرات على الإطلاق لأي بنود أقوى أو أكثر استدامة في الاتفاق المقترح، ويبدو أن إدارة بايدن تخلّت عن وعودها بالوصول إلى اتفاق أقوى من السابق… علينا أن نسأل بجدية ما الذي نُحاول انقاذه بالضبط؟”.
وختمت الصحيفة: “من الواضح للغاية أن إيران تعلّمت من دروس التفاوض مع الديمقراطيين في السابق، ومن الواضح أيضاً أن مفاوضي بايدن لم يتعلّموا هذه الدروس”.

موقع 24 الإلكتروني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version