النشرة الإعلامية ليوم الخميس 17- 2-2022

رئاسة

سيادة الرئيس يستقبل مبعوثي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

استقبل سيادة الرئيس محمود عباس، مساء يوم الأربعاء، مبعوثي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السفير إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة، والسفير سدات أونال وكيل وزارة الخارجية.

ورحب سيادته، بالوفد الضيف، محملًا الوفد تحياته للرئيس أردوغان، مؤكدًا العلاقات المتينة بين البلدين الصديقين، وأهمية تعزيزها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الفلسطيني والتركي.

وثمن سيادة الرئيس، مواقف تركيا السياسية تجاه القضية الفلسطينية وشعبها في المحافل الدولية كافة، والتي تعبر عن وقوف تركيا حكومة وشعبًا إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال.

وأطلع سيادته الوفد، على آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والجهود التي تقوم بها القيادة الفلسطينية لمواجهة ممارسات الاحتلال ومستوطنيه العنصرية والقمعية وخاصة في مدينة القدس، مشددًا على رفض الأعمال الاستيطانية وإرهاب المستوطنين والرفض القاطع للاعتداءات على الأقصى، وطرد الفلسطينيين من أحياء القدس وهدم البيوت وغير ذلك من الأعمال الأحادية التي تدمر جهود صنع السلام.

وأكد سيادة الرئيس أهمية قرارات المجلس المركزي التي اتخذت مؤخرًا لحماية الحقوق الوطنية الفلسطينية، مشددًا على أننا لن نسمح باستمرار الاحتلال وتكريسه للأبد.

بدورهما، نقل المبعوثان تحيات الرئيس اردوغان للرئيس عباس، وتمنياته الطيبة، مؤكدين الموقف التركي الثابت تجاه دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وشددا على حرص الرئيس أردوغان والقيادة التركية على تعزيز العلاقات الثنائية المميزة مع فلسطين، وتوطيدها بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين الفلسطيني والتركي.

وحضر اللقاء، نائب رئيس الوزراء، وزير الإعلام نبيل أبو ردينة، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي.

فلسطينيات

وفد يمثل سيادة الرئيس يقدم واجب العزاء لعائلة الأسير المحرر خليل شناعة في نحف

قدم وفد يمثّل سيادة الرئيس محمود عباس، واجب العزاء لعائلة الأسير المحرر المرحوم خليل علي قيس شناعة من قرية نحف بمنطقة الشاغور في الجليل، والذي اعتقل في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي بسبب انتمائه للثورة الفلسطينية من عام 1971 إلى عام 1983.

وسلم الوفد برقية تعزية من سيادة الرئيس لعائلة المرحوم، أعرب فيها عن تعازيه القلبية ومواساته الأخوية برحيل الأسير المحرر الحاج خليل علي قيس إلى رحمة الله وعفوه، بعد أن أمضى حياته مناضلاً ومدافعًا عن وطنه وحقوق شعبه المشروعة، سائلاً المولى عز وجل أن ينعم على الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم عائلته ومحبيه جميل الصبر وحسن العزاء.

بدورها، شكرت عائلة الفقيد سيادة الرئيس والوفد على هذه اللفتة الكريمة.

وضم الوفد السفير نبيل معروف، والسفير محمد عودة، واللواء متقاعد طارق الوحيدي، واللواء متقاعد محمد أبو لبه، ورئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم منير الجاغوب، وحاتم حسون.

منظمة التحرير

اللجنة الوطنية تعلن رزمة مشاريع تربوية وثقافية وعلمية لثلاث مؤسسات مقدسية

أعلنت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم الخميس، عن رزمة من البرامج والمشاريع التربوية والثقافية والعلمية المقدمة لثلاث مؤسسات في مدينة القدس.

وهذه المشاريع، التي أعلن عنها خلال حفل التوقيع بمقر منظمة التحرير بمدينة البيرة، ستكون لصالح جمعية الدراسات العربية من خلال مشروع بنك المعلومات، ولجمعية برج اللقلق بمشروع عقبات القدس، والثالث لمنتدى العلماء الصغار بمشروع نادي التفكير.

وقال رئيس اللجنة الوطنية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة التربية والتعليم، علي زيدان أبو زهري، إن الدائرة تهتم في برامجها بالنواحي الثقافية والعلمية والتربوية، وفي القدس تركز بشكل كبير على تعزيز الهوية والرواية الفلسطينية، حيث أن هذه المشاريع المعلن عنها تأتي في هذا الاتجاه.

وأردف: “جمعية الدراسات العربية لديها قاعدة بيانات عن كل شيء في القدس، وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية الخرائط والدراسات التي تقوم بها، وأهمية بيت الشرق الذي أغلق بقرار من الاحتلال، لكن أفراده يعملون من أماكن مختلفة بظروف صعبة، من أجل توفير المعلومات عن مباني القدس وشوارعها، وعن كل ما له علاقة بها، كما أن جمعية برج اللقلق لها دور في التنشئة للأطفال، وتعزيز الرواية الفلسطينية لديهم، وعن أهمية معرفتهم لحقوقهم وإرثهم الحضاري في القدس خاصة، إضافة إلى أن منتدى العلماء الصغار يركز على التفكير الإبداعي للأطفال، والقيام بتجارب علمية صغيرة ترسخ المفهوم العلمي لديهم”.

وشدد أبو زهري، على ضرورة تكثيف المشروعات الموجهة نحو القدس خاصة في ظل الرئاسة الفلسطينية للمجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم.

من ناحيته قال رئيس دائرة القدس وعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، عدنان الحسيني: “في الوقت الذي يقوم الاحتلال بإذابة المؤسسات في القدس، نحن ندعم ونرعى هذه المؤسسات من أجل أن تستمر في أداءها المميز الذي يتم بصعوبة كبيرة جداً”.

وأضاف: “المعركة الثقافية في القدس صعبة، ويجب ألا يتم إهمالها، وهذه القضية ليست بالبسيطة، كما هو التعليم، ويريد الاحتلال من هذه المعركة مسح كل ما هو فلسطيني، فالمواجهة كبيرة جداً، وبحاجة إلى جهود الجميع، حيث يصرف الاحتلال مليارات الدولارات من أجل تغيير ملامح القدس، لكن القدس ستبقى بحضوركم وعملكم”.

وعبر الحسيني عن فخره بتولي دواس، منصب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، مشيراً إلى أن هذا المنصب سيمنح القدس مشاريع كثيرة هي بأمس الحاجة لها في ظل الهجمة الإسرائيلية التي تمارس بحقها.

بدوره قال أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم دواس دواس، إن هذه المشاريع تأتي في إطار توجيهات القيادة الفلسطينية بإيلاء القدس ومؤسساتها التربوية والثقافية الأولوية في البرامج والمشروعات الثقافية التي يتم العمل عليها من خلال اللجنة بالتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة “اليونسكو” و”الإيسيسكو” و”الألكسو”.

وأوضح، أن المشروع المقدم لجمعية الدراسات العربية، يأتي من أجل توفير تقنيات للخرائط والتجهيزات اللازمة لتوفير بنك للمعلومات في القدس، ولبنك المعلومات الوطني، في إطار حرص هذه الجمعية على توفير كل المعلومات حول الأرض الفلسطينية، والتربة، والمباني والمساكن والمرافق، حتى تكون هذه المعلومات متوفرة لدى صانع القرار.

وتابع دواس: “أما بالنسبة للمشروع المقدم لجمعية برج اللقلق، فإنه يأتي من أجل تعزيز الهوية الفلسطينية والارتباط الحضاري والثقافي للشباب القدسي، أما المشروع الثالث المقدم لمنتدى العلماء الصغار، فإنه يعمل على تعزيز مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتحويل الشرائح الطلابية إلى منتجين في التكنولوجيا والمعرفة، وربط التعليم بالتكنولوجيا”.

عربي ودولي

عضو كونغرس يعلن سحب تأييده لمشروع قانون أميركي يشجع التطبيع مع إسرائيل

أعلن عضو الكونغرس الأميركي عن مدينة نيويورك جامال بومان عن سحب توقيعه على مشروع قرار أميركي سيصوت عليه الكونغرس لتشجيع تطبيع الدول العربية مع اسرائيل.

واعتبر بومان أن القانون سيقود الى تشجيع العنف في الشرق الأوسط لتجاهله حقوق الفلسطينيين.

وأكد في رسالة أرسلها الى الكونغرس الأميركي أمس، انه سيصوت ضد القانون، مشيرًا الى انه زار مؤخرًا فلسطين واسرائيل، والتقى الناس مباشرة بمن فيهم مسؤولون حكوميون فلسطينيون وإسرائيليون رفيعو المستوى.

وقال “بينما شاركت في البداية في رعاية قانون تطبيع العلاقات مع إسرائيل، واعتبرته فرصة لإحراز تقدم نحو العدالة وتضميد الجراح في الشرق الأوسط، إضافة إلى مسار لحل الدولتين، فإن تجربتي من خلال زيارتي الميدانية استنتجت أنها ليست الخطوة الصحيحة لتحقيق هذه الأهداف”. موضحاً أن الصفقات التي يدعمها هذا القانون ويسعى إلى متابعتها، تضمنت صفقات تتعارض مع حقوق الإنسان وسلامة الأشخاص العاديين في المنطقة.

واعتبر بومان أن هذا القانون سيؤدي في النهاية إلى تصعيد العنف في الشرق الأوسط ويجعل المجتمعات الضعيفة بالفعل أقل أمانًا، وقال لومان “وإذا وصل إلى قاعة مجلس النواب للتصويت، فسوف أصوت بـ “لا”.

إسرائيليات

عشرات المستوطنين يقتحمون “الأقصى”

اقتحم مستوطنون، اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: “إن عشرات المستوطنين وطلاب المعاهد التوراتية اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته، خاصة في المنطقة الشرقية منه”.

ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على مدار الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع في الأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيًّا.

أخبار فلسطين في لبنان

وقفةٌ تضامنيةٌ في البداوي دعماً لصمود أهلنا في فلسطين

نظمت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في منطقة الشمال، وقفةً تضامنيةً دعماً لصمود أهلنا في فلسطين المحتلة، واستنكاراً لإجراءات الإحتلال الصهيوني العنصرية والقمعية بحق أهلنا في القدس والسيلة الحارثية وحي الشيخ جراح وجنين ونابلس يوم الأربعاء 2022/2/16 في مخيم البداوي.

تقدم الحاضرين أمين سر فصائل “م.ت.ف” وحركة “فتح” في الشمال مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال العقيد بسام الأشقر، وأمين حركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال شعبان، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية، والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، واتحادات المرأة، وأهلنا في مخيمات الشمال ومدينة طرابلس والجوار.

الكلمة الأولى كانت لأمين سر الفصائل الفلسطينية أبو لواء موعد، حيا فيها شعبنا الصامد المرابط في بيت المقدس وفي حي الشيخ جراح ولكتائب شهداء الأقصى ولكافة الأجنحة المقاتلة في المقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى أن مخططات الإبادة التي تستهدف هدم البيوت وتهجير أهلنا وتدنيس مقدساتنا ما هي إلا محاولة من العدو للنيل من عزيمة شعبنا وإرادته، ولكننا نقول لهذا الكيان أنه واهم هو ومن يراهن على كسر إرادة شعبنا.

كلمة أمين حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان جاء فيها: “نقف هنا في هذا المخيم من أجل أن نتضامن مع فلسطين التاريخية وفي الضفة وغزة وكل المخيمات لنقول بأننا كلمةٌ واحدة في وجه الكيان الغاصب”. وتوجه بالتحية لشهداء الأقصى في نابلس وكل شهداء فلسطين.
وتابع: “هذا العالم لا يحترم الضعفاء ..إنها غابة تحكمها أمريكا وفيها ذئب صهيوني ينقض على كل شيء وهناك الكثير من الثعالب العربية التي تبحث عن التطبيع من أجل أن تميت حقوقنا الفلسطينية والعربية تحت شعار القومية”.
ودعا الجميع للتموضع خلف عنوان واحد وهو فلسطين، مشيراً إلى أن الدم الفلسطيني هو من حفظ بيروت وبغداد ودمشق، والله لو خضع الشعب الفلسطيني لكانت إسرائيل اليوم في لبنان، لذلك التحية لدمائكم وتضحياتكم.

ثم كانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، حيا فيها اللاجئين الطامحين الموعودين بالعودة الحتمية إلى يافا وحيفا واللد والرملة، كما حيا أهلنا الصامدين المرابطين في ساحات المسجد الأقصى وفي حي الشيخ جراح، وسلوان والعيسوية، وأولئك الرجال والنساء والأطفال الذين يقفون شوكة في حلق الإحتلال الصهيوني، ويدافعون عن شرف هذه الأمة وسط تعتيم دوليّ.
وتابع: “إن العالم أجمع لا يأبه لما يحصل من تمييز عنصري، وإقتلاع لأبناء شعب فلسطين من أرض الآباء والأجداد، فكيف لأمٍ فلسطينية أو لأبٍ فلسطيني يقتلع من بيتٍ تربى فيه الوالد والجدّ، وسيربى فيه الحفيد، لسان حالهم يقول نموت ها هنا، رافعي الرأس، ولن نخرج أبداً من بيوتنا”.
وحيّا أبطال حركة “فتح” الذين أعدموا بدم بارد، لأنهم الأشد إيلامًا وقهرًا لبني صهيون. وعبر عن استيائه ممن يستقبلون الصهاينة في عواصمهم، مشيرًا إلى استقبال غينيتس، في العمق العربي البحرين.

وتابع: “لقد تلاشت كل بيانات الشجب والاستنكار ليحل محلها بيانات الترحيب بالصهاينة في عواصمنا والترهيب لنا بضرورة إسقاط البنادق، فنحن لا نتكلم بالبيانات ولا بالكلمات، وإنما نتكلم من فوهات البنادق، هناك في جبل النار في نابلس، وفي الخليل، وفي جنين غراد، جنين أبو جندل، التي أعادت الكرامة للأمة على غرار معركة الكرامة”.
وأضاف: “ما زلنا نصنع كرامة الأمة على أرض فلسطين، نكتب التاريخ المجيد، بدماء شبابنا، وأطفالنا والنساء، فبوركتم يا نساء فلسطين، يا من ما زلتم تحملون البنادق والجعب وتلبسونها لأولادكم، التحية للأم الفلسطينية، وللوالد الفلسطيني، ولأبطال فلسطين”.
كما توجه بالتحية لطيف فلسطين المقاتل، حيث تتجسد الوحدة الوطنية بأرقى صورها، بعيدًا عن الشرذمة.
وأكد أبو حرب ضرورة حفظ أمن مخيماتنا، مشيرًا إلى أن أمن مخيماتنا من أمن لبنان الشقيق، داعيًا للوحدة وتعزيز العمل المشترك.
وختم بتوجيه التحية إلى أهلنا الصامدين في أراضينا المحتلة عام ٤٨، الذين يهبون هبة رجل واحد نصرة للقدس والمسجد الأقصى، ولأهلنا في الضفة الغربية، وفي قدسنا المجيد، في غزة هاشم، وفي كل شبر من أرض فلسطين، ولأهلنا في الشتات، ولأسرانا البواسل الذين يرفعون شمس الحرية من داخل زنازينهم.

آراء

مبادرة .. أمهات من أجل السلم الأهلي/ بقلم: موفق مطر

ماذا لو تبنت عضوات في المجلس الوطني الفلسطيني فكرة إطلاق مبادرة لتعزيز السلم الأهلي، عبر الدعوة والعمل مباشرة على الأرض لإيقاف اقتتال العائلات في أي مكان في الوطن، مبادرة موجهة نحو الأمهات والزوجات والأخوات باعتبارهن الضحايا، فالأم ينشطر كبدها عندما يقتل ابنها، وكذلك الزوجة التي تفقد رب العائلة، ومثلهما البنت التي تتجرع لوعة فقدان شقيقها أو أبيها.. أما الرجال فمهما بلغ تأثرهم العاطفي، فإن التفكير في سبل الانتقام والثأر، وإظهار صور الرجولة– حسب المفاهيم الاجتماعية– فإنها طاغية، يصعب عليهم التفكير بتغليب فكرة الانتصار لمبادئ وقيم السلم المجتمعي، والامتثال للحكمة وعدالة القانون، ونعتقد أن واحدًا في مجتمعنا لا يستطيع نكران تأصل عادات وتقاليد الجاهلية، ووجودها بنسب ما في مجتمعنا، رغم مظاهر وادعاءات الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، رغم محاولات البعض تسويق أنفسهم كشخصيات منسجمة مع المفاهيم والسلوكيات الاجتماعية الحضارية.

نعتقد أن اقتتال العائلات والتعصب الجهوي وصفة سحرية لنخر جذع شجرة العائلة الوطنية للشعب الفلسطيني، واهتراء جذورها ومواتها إلى الأبد، وفي صورة أخرى الوسيلة الأسرع لإحراق النسيج الاجتماعي، وصفة ليست قاتلة وحسب بل مبيدة، لا مجال فيها للخطأ، فهذه أشد فتكًا في جسم الشعب من كل الأسلحة النارية المعروفة لدى منظومة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية التي تغذيها وتؤجج نيرانها كلما انطفأت، فتدمير ركائز السلم الأهلي لدى الشعب الفلسطيني يسهل على المنظومة كسر إرادة الشعب الفلسطيني، بعد تحويل قدرات شبابه ورجاله وأسلحتهم إلى ميادين صراع داخلية تدمي قلوب مجتمعاتنا، لكنها في الوقت نفسه تدر دموع فرح في عيون ساسة سلطة الاحتلال الإسرائيلي وقادتها الأمنيين إثر كل اشتباك أو اقتتال يرون فيه مئات البنادق في أيدي شباب ورجال فلسطينيين يوجهونها نحو صدور أشقائهم في العائلة الوطنية.

قد يقول قائل إن المرأة (الأم والزوجة والأخت والبنت) في مجتمعاتنا ضعيفة لا تملك قدرة التأثير على قرار الرجال الذين يميلون لترجيح كفة العنف بكل أشكاله على حساب كفة العاطفة العاقلة، أو ما نسميها العقل العطوف الرحيم، وقد يكون هذا التقدير صحيحًا نسبيًا، لكن لا يجوز التسليم بهذا الواقع، خاصة وأن اعتزازنا وفخرنا بمكانة المرأة الفلسطينية ودورها العظيم في التنشئة نستطيع أخذهما حجة على الرجال، ناهيك عن قدرة المرأة (الأم والزوج والأخت والبنت) في كبح جماح عجلة (الانفعال الرجولي الذكوري) التي ما كانت نتائجها إلا كارثية بغض النظر عن رقم الأرواح التي أزهقت والدماء التي سفكت وأريقت، وحجم الخسائر المادية التي تكلف في كثير منها جني عقود من العمل بكد وتعب، فتصير في حمأة الاقتتال والشجارات العائلية المسلحة رمادًا.

نعتقد أن الأخوات المناضلات في إطار المجلس الوطني اللواتي يتميزن بتفكير منسجم مع مبادئ حركة التحرر الوطني الفلسطيني، وبحرصهن على السلم الأهلي، ولا يفرقن بين فلسطيني وآخر، ولا ينظرن إلى انتمائه السياسي أو الديني أو إلى شريحته الاجتماعية، أعتقد أنهن الأقدر على إطلاق هذه المبادرة، والعمل على تشكيل خلية عمل تنزل إلى الأرض، فتجمع ما بين أمهات ضحايا الاقتتال العائلي، فتهدأ النفوس وتساعد الأمهات أو الزوجات على تحويل الآلام إلى آمال بغد أفضل من أجل الأطفال الأبناء، الذين سيستحيل عليهم الانسجام مع ظروف وواقع الحياة في ظل واقع خوف ورعب داخلي، يضاف إلى خوف ورعب أصلي ينتجه إرهاب وجرائم الاحتلال يوميا وبكثافة.

لابد من تجريب تأثير قلوب وعواطف الأمهات والزوجات والبنات على الآباء والأزواج والأشقاء، فقد تكون النتيجة أكثر من المتوقعة ولكن شرط المساندة اللامحدودة من الرجال العقلاء الذين يزخر مجتمعنا بهم ونفخر بمساهماتهم في إحلال السلم الأهلي مكان الاقتتال العائلي، وإحلال الحوار والاحتكام للقضاء ولسلطة القانون التي تقر إرادتها وأحكامها باسم الشعب بدل الاحتكام للسلاح وسلطة العائلات والعشائر إن أردنا بناء دولة تليق بتضحيات الشعب الفلسطيني.

المصدر: الحياة الجديدة

[box type=”shadow” align=”aligncenter” class=”” width=””]تنشر بالتعاون مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” – إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية[/box]

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version