المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

رمضان في غزة… اتهامات لتجار حماس باحتكار الدواجن

مر اليوم الأول من شهر رمضان المبارك “ثقيلا” على أبناء قطاع غزة، فالأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاسية، والغلاء في أسعار المواد الغذائية فاقم الأعباء المادية لآلاف الأسر التي تعتاش على أقل من دولارين في اليوم الواحد.

الغلاء وغياب الرقابة على أسعار المواد الغذائية، كان الشغل الشاغل للمواطنين في قطاع غزة، الأمر الذي دفع العديد منهم لتنظيم حملات مقاطعة لبعض المنتجات الأساسية في هذا الشهر بسبب الارتفاع الجنوني لأسعارها الذي يفوق طاقة المواطن الفلسطيني في غزة.

المواطن عبد السلام سليم “55 عاما” من سكان مخيم المغازي وسط قطاع غزة، قرر قسرا عدم اتباع التقاليد السنوية لليوم الأول في شهر رمضان الكريم، قائلا لمراسل “الحياة الجديدة”: “كعادتها عائلتي تشتري الدجاج لإقامة مأدبة إفطار للعائلة والأبناء المتزوجين، ولكن أفقدنا الغلاء وارتفاع الأسعار هذه المراسم التي اعتدنا عليها”.

ويوضح سليم أن أسعار الدجاج التي زادت عن 17 شيقلا، وهو ما يفوق طاقة أي مواطن في قطاع غزة وحتى لو كان موظفا، قائلا: “بالكاد رواتبنا التي نتلقاها تكفي لشراء الحاجيات الأساسية، ودفع الرسوم الدراسية للأبناء في الجامعات، ولك أن تتخيل عائلة مكونة من 20 فردا من الأبناء والأحفاد كم من المال تحتاج لوجبة إفطار واحدة من الدجاج”.

وتمنى سليم وجود جهات رقابية فعلية على الأسواق في قطاع غزة، مشيرا إلى أن التجار والباعة هم من يقررون بأنفسهم الأسعار دون وجود أي رادع قانوني أو إجراءات بحقهم، منوها إلى أن الكثير من السلع المتعلقة برمضان ارتفعت أثمانها بشكل جنوني كالتمور والزيوت والقهوة وغيرها”.

ويميل سليم إلى تبني خيار المقاطعة، مشيرا إلى أنه قام بذلك في اليوم الأول ورفض شراء الدجاج بهذه الأسعار الجنونية، مؤكدا أن التزام فئات كبيرة بهذا الأمر سيؤدي إلى زيادة المعروض وبالتالي انخفاض أسعار السلع والمواد الغذائية.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملات لمقاطعة بعض المواد الغذائية في قطاع غزة بسبب ارتفاع اسعارها، الإعلامي محمد فؤاد اللالا قال مع بداية صباح اليوم الثاني من شهر رمضان: “قاطعوا الدجاج” مضيفا: ارتفعت الأسعار بشكل أكبر هذا اليوم لتصبح ١٧ شيقلا للكيلو”، مردفا بالقول: “من أين جاءوا بهذا الافتراء؟؟ سأقاطع الدجاج”.

الكاتب تيسير عبد الله أشار للأسعار المرتفع للحوم في قطاع غزة قائلا: “اللهم كن معينا للمواطنين في قطاع غزة بهذا الشهر الكريم، فالجميع يذبح في هذا المواطن” ورد عليه الناشط سمير حمد بالاستهزاء من قرار مسؤولي حماس بتثبيت أسعار الدجاج عند ١٤ شيقلا مضيفا: “حديث سلطة الأمر الواقع بغزة عن تثبيت سعر الدجاج هو مهزلة فوق المهزلة الجارية حاليا والمتمثلة بالارتفاع الكبير بجميع أسعار المواد الغذائية”.

الناشط أبو يامن العبادلة نوه إلى أن كل ما يحدث في قطاع غزة طبيعي كونه نتيجة تمكن أبناء القيادات والمسؤولين الذين يستولون على تلك الضرائب من العيش برغد ويتمتعون بشراء الدجاج والحمام واللحم الضان، فيما يتضور الشعب جوعا وعطشا”.

القيادي الفلسطيني محمود الزق كتب عبر صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي غاضبا من ارتفاع الأسعار متهما الجهات الحاكمة في قطاع غزة بالمسؤولية عن هذا الارتفاع، قائلا: “الحاكم هو التاجر، والمشروع عبارة عن منحة، والأرض الذي بني عليها المشروع هي أرض حكومية، والعمال هم سجناء جنائيون لدى حماس، أما الأعلاف والصيصان فهي مقاصة ضريبية من تجار الأعلاف”.

واتهم الزق حركة حماس بأنها من يتحكم في الأسعار لأنها من دمر كل المزارع الفردية للمزارعين البسطاء، وأبقت على مزارع المحتكرين المتوحشين، مطالبا بالمقاطعة لتلك المنتجات وخاصة الدجاج.

وجاءت اتهامات الزق في نفس سياق التصريح الذي أعلن رئيس نقابة مربي الدواجن في غزة مروان الحلو، والذي أشار فيه لمسؤولية تجار الأعلاف وبعض أصحاب الفقاسات وكبار موزعي الدواجن في هذا الارتفاع الكبير في الأسعار بقطاع غزة.

وقال الحلو إن احتكار انتاج الصوص اللاحم الذي تم انتاجه لتغطية حاجة الأسواق من سلعة الدواجن في شهر رمضان، تم الاستيلاء عليه ووضعه في مزارع خاصة وتم حرمان المزارعين الصغار والمتوسطين من عملية انتاج الدواجن”.

الحياة الجديدة

Exit mobile version