حاخامات يطالبون علناً بقطع تمويل المتطرفين الإسرائيليين

كشفت صحيفة “جيويش تلغرافك إيجنسي- JTA” الخميس أنه في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة العام الماضي، توصلت مجموعة من الحاخامات البارزين في نيويورك إلى القناعة بأن مؤسسة خيرية يهودية أميركية كبيرة قد غذت العنف (الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين) بشكل غير مباشر.

كما كشفت الوكالة الإخبارية اليهودية الأميركية الأعرق أنه في رسالة إلى الجمعية الخيرية أشار الحاخامات التسعة عشر “بمن فيهم الحاخامات ذائعة الصيت مثل أنجيلا بوشدال، وشارون كلاينباوم، وأميشاي لاو لافي، إلى أنها تسمح بتدفق الأموال المعفاة من الضرائب إلى المتطرفين اليمينيين الإسرائيليين”.

ويعد “الصندوق المجتمعي اليهودي” الذي ترسل إليه التبرعات المعفاة من الضرائب، والبالغة 2.4 مليار دولار، صندوقا خيريا تصله التبرعات من عشرات الآلاف من الأفراد اليهود وتوزع منه الأموال وفقًا لتوصيات المتبرعين.

وأشار الحاخامات في رسالتهم إن بعض الأموال ستذهب إلى منظمة “ليهافا” وهي مجموعة معروفة بمسيراتها العدوانية “الحارقة في أحياء القدس الفلسطينية” التي شارك فيها المشاركون وهم يهتفون “الموت للعرب”، وقامت ليهافا بمسيرة كهذه قبل اندلاع القتال بين إسرائيل وحماس العام الماضي.

وكتب الحاخامات في رسالتهم “نحن نقدر النقاش القوي داخل المجتمع اليهودي ونقدر التزام جي.سي.في- JCF بتمويل المجموعات التي تمثل نطاقًا واسعًا من المواقف السياسية”، وأعقبوا ذلك بطلب لعقد اجتماع، مشيرين إلى أن “التحريض والعنف ليسا مواقف سياسية مشروعة”.

ورفضت الجمعية الخيرية (جي.سي.في- JCF ) موقف الحاخامات كما رفضت طلب الاجتماع وتجاهلت دعوتهم لتعديل ممارسات التمويل ووقف المدفوعات “للمنظمات التي تدعم العنف”.

وقال تقرير الجريدة اليهودية الأكثر قراءة في الولايات المتحدة، “الآن، في الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن وفيات جديدة وتحركات الجماعات اليمينية المتطرفة مرة أخرى- حيث صعد النائب إيتامار بن غفير المنتمي إلى ليهافا الحرم القدسي الأسبوع الماضي قبل شهر رمضان مباشرة- أعلن الحاخامات عن مناشدتهم مجددا”.

وقد تم تنظيم الرسالة من قبل مجموعة حقوق الإنسان اليهودية الأميركية “توراه” التي قال رئيسها التنفيذي، الحاخام جيل جاكوبس، إن الأحداث الأخيرة دفعت جميع الموقعين التسعة عشر باستثناء واحد إلى التقدم للتعبير عن احتجاجاتهم على تمويل المنظمات المتطرفة الإسرائيلية.

وقالت جاكوبس لوكالة التلغراف اليهودي (JTA ): “لقد صعد إيتامار بن غفير من استفزازاته، ونحن قلقون من أن الأموال التي تذهب إلى ليهافا [وغيرها] ستساعد على التحريض على أعمال عنف كبيرة، كما نعتقد أن المانحين الذين يعهدون بتبرعاتهم الخيرية إلى صندوق الطائفة اليهودية يجب أن يعلموا أنهم يساعدون في دعم المتطرفين العنيفين”.

وبحسب التقرير يُعرف العديد من الموقعين بنشاطهم حول العدالة الاجتماعية، وتميل المجموعة بشكل كبير إلى الفكر التقدمي من حيث المذهب. وحاخام واحد فقط قام بالتوقيع، وهو أبراهام برونشتاين من كنيس هامبتون في لونغ آيلاند، يقود المصلين الأرثوذكس الأكثر محافظة.

ولعل أبرز الموقعين هي الحاخام بوشدال، الحاخام الأكبر للمعبد اليهودي المركزي في نيويورك، الذي يعتبر من بين أكبر التجمعات اليهودية في البلاد. وقد تصدرت عناوين الصحف في بداية حياتها المهنية عندما أصبحت أول أميركية آسيوية تصبح حاخامًا في 2001. وكان اسمها هذا العام في الأخبار لأنها تحدثت عبر الهاتف مع المسلح الذي احتجز اليهود رهائن في كنيسهم في ولاية تكساس. لقد طلب التحدث معها لأنه كان لديه انطباع بأن بوشدال هي “الحاخام اليهودي الرئيس في الولايات المتحدة” وهو منصب ولقب غير موجود.

يذكر في رسالتهم في حزيران 2021، ركز الحاخامات على التبرعات الخيرية من “صندوق الطائفة (الجالية) اليهودية جي.سي.إف- JCF” إلى مؤسسة أميركية أخرى غير ربحية هي “الصندوق المركزي لإسرائيل” بسبب تعرض جي.سي.إف- JCF للانتقاد منذ أكثر من عقد لأنها تستخدم كقناة مالية من قبل الجماعات المتطرفة في إسرائيل عندما تطلب التبرعات في الولايات المتحدة.

إلى جانب ليهاف- Lehava، تم ربط الصندوق المركزي بمجموعات مثل هوىنينو Honenu، التي تقدم أموالًا لليهود الإسرائيليين المدانين بأعمال عنف ضد الفلسطينيين، وإم يترتزو Im Tirtzu، التي أصدرت ذات مرة مقطع فيديو واسع الانتشار وصفت فيه قادة أربعة منظمات حقوق إنسان إسرائيلية رئيسية بـ”العملاء الأجانب” وقامت بإشعال موجة من التهديدات ضدهم بما في ذلك التهديد بالقتل بحسب التقرير. كما يقوم الصندوق المركزي بتحويل التبرعات إلى مدرسة دينية بالضفة الغربية المحتلة تسمى “أود يوسف تشاي”، والتي أدين حاخامها العام الماضي في محكمة إسرائيلية بالتحريض على العنف ضد الفلسطينيين.

وقالت الحاخام جيل جاكوبس، منذ فترة طويلة يسيء الصندوق المركزي استغلال وضعه كمنظمة غير ربحية، وفي عام 2015 قدمت جاكوبس شكوى نيابة عن مجموعتها لدى مصلحة الضرائب الأمريكية، والتي يبدو أنها أطلقت تحقيقًا من قبل مسؤولي إنفاذ القانون، وعلمت جاكوبس أن الشكوى قد تم التقاطها عندما تلقت بريدًا إلكترونيًا من دان ماكويليامز، وكيل التحقيق الخاص بمصلحة الضرائب.

وكتب ماكويليامز في رسالة البريد الإلكتروني التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا: “أعمل عن كثب مع موظفي مصلحة الضرائب الأمريكية الذين يعملون في تحقيقات خيرية بدوام كامل”. “أود أن أتحدث إليكم عن هذه المنظمات” كما كتب أنه سيتواصل مع وحدة الإنتربول في شرطة إسرائيل ووحدة مكافحة المخدرات وغسيل الأموال التابعة لسلطة الضرائب الإسرائيلية.

وتشير رسالة ماكويليامز McWilliams الإلكترونية إلى أن مصلحة الضرائب فتحت تحقيقًا في الصندوق المركزي لإسرائيل، وفقًا لماركوس أوينز، المدير السابق لقسم المنظمات المعفاة في مصلحة الضرائب.

ويشير التقرير إلى أنه من أصل 520 مليون دولار تم توزيعها على 10،325 مستفيدين في العام (المالي) المنتهي في حزيران 2021، ذهبت الغالبية العظمى إلى كيانات لا يمكن الاعتراض عليها مثل المدارس والمكتبات والمراكز الصحية. لكن بحسب رسالة الحاخامات يجب على “صندوق المجتمع (الجالية) اليهودي” أن يرسم خطاً ضد فئة معينة من التبرعات، رافضاً طلبات المانحين بتمرير أموال إلى الصندوق المركزي لإسرائيل.

تطلب الرسالة من JCF نشر إرشادات التمويل “لضمان عدم وصول التمويل إلى المنظمات الأخرى التي تدعم العنف في إسرائيل، في الولايات المتحدة، أو في أي مكان آخر”.

“القدس” دوت كوم- سعيد عريقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version