“فتح” صاحبة الكلمة الفصل

مُنذ ولادة الفكرة لدى القادة المؤسسين لهذه الحركة العملاقة كان خيارهم وهدفهم الوحيد هو طرد المُحتل وتحرير الأرض الفلسطينية ، حيث انطلقت فتح بطلقة موجهة الى العُمق الصهيوني مُبددة حلم هذا الكيان بتحويل المياه الى صحراء النقب عبر هذا النفق الذي بنوه لذلك الغرض فُجر النفق وانفجر معه الفعل الفدائي نحو العودة الى فلسطين وسقط ما تبقى من أرضنا الفلسطينية ولم تسقط عزيمة حركة فتح بل وأعاد مُقاتلي هذه الحركة الكرامة الى شعبنا الفلسطيني والى أمتنا العربية بعد هزيمة حزيران في معركة الكرامة هذه المعركة التي وصل صداها الى كل بقاع العالم لافتة لنظرهم “ان شعبنا الفلسطيني ورغم الجراح .. رغم القهر ورغم هزيمة العرب مُتمسكاً بحقوقه ومُلتفاً حول حركة فتح التي حولت القضية الفلسطينية من قضية لجوء وإغاثة الى قضية شعب وهوية شعب مُتعطش للحرية يرفض الاحتلال، مقاتلٌ شرسٌ رغم ضعف الامكانات مقارنة مع ما يملكه الاحتلال من أسلحه فتاكة، إلا أن العقيدة الفتحاوية الراسخة في أذهان وقلوب مقاتليها الذين عقدوا العزم على القتال حتى آخر رمق من أجل استعادة الحقوق المشروعة لشعبنا.
مُنذ انطلاقتها قادت حركة فتح كل المعارك والمواجهات مع الاحتلال من معركـة الكرامة مُروراً ببيروت حتى انتفاضة الحجارة الى انتفاضة الاقصى وما تخللها من عمل فدائي ومواجهات مباشرة مع المُحتل .. فكانت ضربات رجال الفتح النوعية أكثر فتكاً بالاحتلال.. ومن لا يعرف الفدائية دلال المُغربي المُقاتلة الفتحاوية التي أعلنت أول جمهورية فلسطينية على أرض فلسطين عندما نفذت ورفاق دربها أكبر عملية فدائية في قلب دولة الاحتلال عندما اختطفوا حافلة لضباط من الجيش الصهيوني في عملية الساحل.
ومن عاش الانتفاضة الأولى يعلم جيداً ما قام به مقاتلي هذه الحركة في مواجهة المحتل فكانت مجموعات الفهد الأسود والأسد المُقنع التابعة لحركة فتح قد كبدت جيش الاحتلال ومستوطنيه خسائر كبيرة ، وأيضاً في صفوف أعوان الاحتلال من العملاء، وإذا مررنا الى انتفاضة الاقصى لعرفنا أن رائد الكرمي الذي فرض حظر التجوال على المستوطنين عشرات المرات ولعشنا لحظات النصر مع الثائر ثائر حماد القناص الفلسطيني وتعرفنا على شجاعة أبناء الفتح الذين اقتحموا حاجز دير بزيع وقاموا بقتل الجنود المتمترسين خلف سواتر ويملكون الأسلحة الثقيلة.
نعم حركة فتح هي من تملك مفاتيح الحل والمواجهة مع الاحتلال رغم ما تعرضت له هذه الحركة من محاولات الإحتواء والتصفية من قبل الاحتلال وأعوانه ومن بعض الأنظمة المُتواطئة مع الاحتلال ورغم ما دفعت من ثمن نتيجة خوضها المعركة السياسية التي أعادت القوات الفلسطينية الى أراضي الدولة الفلسطينية المُنتظرة والقادمة باذن الله وفعل حركتنا وقيادتنا الحكيمة.
ان استمرار قيادة الحركة في خوض المعركة على جبهتين متوازيتين – المعركة السياسية والتي لها رجالها – والمواجهة العسكرية والتي أيضا لها رجالها – يؤكد تماماً أن حركة فتح هي صاحبة القول الفصل والفعل الناجز على الأرض وصوتها لن يخفت رغم كل محاولات الضجيج التي تصدر هنا او هناك وما عشناه خلال هذه الايام يُثبت أن رُماة “الفتح” مازالوا على الجبل ينتظرون هزيمة المُحتل دون النظر الى غنائم هنا او هناك هؤلاء الرُماة الذين أقسموا أن لا ينزلوا حتى تحقيق النصر او الشهادة، فعندما يرعد صوت الفتح يكون الرد حازماً ويملأ الأرض ضياء وتكون فتح هي صاحبة الريادة في كل المعارك.

كتب: ربحي دولة – كاتب وسـياسـي

المادة السابقة
المقالة القادمة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version