المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

يوميات معرض فلسطين للكتاب (3)

اليوم الثالث/ الجمعة 16/9/2022
الكاتب والباحث/ ناهض زقوت

صباح الخير يا هدى
تيمة يومياً نرددها حينما نقابل هدى حجو التي تستيقظ قبل الجميع لتمارس عملها، بل أول واحدة في الفندق. وقد عدلت لي معلومة كنت ذكرتها في اليوم الثاني، فهي لا تعود إلى بيتها، بل هناك غرفة مخصصة لها في الفندق طوال فترة وجود الوفود المستضافة من وزارة الثقافة، تقيم إلى جوارهم، ويبقى أولادها في البيت دون والدتهم طوال فترة المعرض. قمة الاخلاص والتفاني في عملها، فتستحق منا كل الاحترام والتقدير على جهودها.
صباح الخير رام الله
اليوم صباحاً لن يأتي الباص، فاليوم الجمعة راحة وصلاة، ولكن المعرض مفتوح.
كان لدى الزملاء النية للصلاة في المسجد الأقصى، ولكن خوفهم من سلطات الاحتلال أن تمنعهم لأن تصاريحهم فقط للضفة الغربية، جعلتهم يتراجعون عن فكرة زيارة القدس، واكتفى بعضهم بصلاة الجمعة في المسجد القريب من الفندق، وبعضهم ذهب إلى ميدان المنارة للصلاة في مسجدها، ومن ثم التجول في شوارع رام الله وميدان المنارة.
بعد الصلاة، حضر العديد من الضيوف لزيارة وفد غزة من كتاب وأدباء سواء من المقيمين في الفندق أو من خارجه، فقد استقبلنا الكاتبة حنان عواد، والكاتب حسام أبو النصر، والكاتب مهند الأخرس، وفي مساء الخميس استقبلنا الشاعر يوسف عبد العزيز، والاعلامي أحمد زكارنة، والشاعر مروان علي من سوريا، والروائي أحمد أبو سليم، وعدد آخر نسيت أسماءهم، لأنني أكتب من الذاكرة وليس من مسودات، بل اعتمد على الصورة التذكارية.
عند الساعة الثانية بعد الظهر تجمع الزملاء على طاولة الغداء في مطعم الفندق. ثم صعدوا إلى غرفهم للراحة بعد أن أخبرتهم هدى أن عليهم التجمع عند الرابعة والنصف لكي ينقلهم الباص إلى المعرض.
الكاتب الروائي مهند الأخرس صديق أعتز بصداقته، فهو موسوعة ثقافية، ومن النشطاء الفلسطينيين على المستوى الوطني والاجتماعي، يكتب الرواية والمقالات الأدبية والثقافية، يقيم في الأردن. كان تعارفنا على الفيس بوك، ولقاءنا الأول في فندق الميلينيوم، وقد أهداني روايته الأخيرة “سافوي”، التي بدأت في قراءتها قبل أن أحصل على النسخة الورقة، وذلك من خلال النسخة الالكترونية التي أرسلها لي.
وصل الباص في موعده إلى الفندق، واستقله وفد كتاب غزة إلى المعرض، في كل مرة يخوض سائق الباص من طرق وشوارع مختلفة تفادياً لزحمة الطريق، مما يضيف لنا معالم جديدة من رام الله، حيث شاهدنا عدداً من البيوت القديمة غير المسكونة، وحين سؤالنا عن الأمر عرفنا أن أصحابها مهاجرون خارج رام الله إلى أمريكا الجنوبية والشمالية، وبقيت بيوتهم مهجورة لا يمسها أحد. بالإضافة إلى المباني والعمارات العالية المقامة على حواف الجبال، فطبيعة الأرض جبلية صخرية، والحفر فيها يحتاج إلى مجهود كبير ومعدات ضخمة، لذلك تلاحظ نفسك أحياناً على طريق مرتفعة وأسفل الجبل عمارات ومباني، وبعد عدة شوارع التفافية يخوضها الباص تجد نفسك في أسفل الجبل، والعمارات والمباني على سفوح وقمة الجبل، تلك هي رام الله التي شاهدتها على جبلين منفصلين بينهم طريق ملتوية تؤدي إلى مدينة الريحان وجامعة بير زيت.
يصل الباص إلى المعرض المقام في قرية سردا، والمقامة نفسها على جبل مرتفع، ترى المنحدر بشكل مرعب، وأمامك من بعيد عمارات رام الله.
فور وصولنا تقابلنا مع الشاعر مراد السوداني الأمين العام لاتحاد الكتاب، والشاعر خالد جمعه وزوجته نجاح عوض الله، والناشر فتحي البس صاحب دار الشروق، والشاعرين محمد دلة وجمعة الرفاعي، والسفير محمود خليفة، والكاتب القاص زياد خداش ومعه الصحفية عميرة هس المناصرة للحقوق الفلسطينية، والكاتبة نيفين شبانة التي حضرت خصيصاً من القدس لمقابلتي بعد صداقة الفيس بوك، والكاتب الروائي الدكتور صافي صافي، والشاعر مهيب البرغوثي، والباحث حسن عبادي، والكاتب الروائي اياد شماسنة، والكاتبة نسب حسين، ود. عبد الرحمن بسيسو.
وكان أجمل لقاء مع أهلنا في ال48 نادي حيفا الثقافي، وهو من أنشط النوادي الثقافية في الوسط العربي، فهو ملتقى الأدباء والكتاب من كل فلسطين، التقينا مع المشرف على النادي فؤاد نقارة، ومن الكتاب المشاركين في النادي الدكتور جوني منصور الباحث والخبير في التاريخ الفلسطيني، والكاتبة الروائية دعاء الزعبي، واسعد الشوا، وعدد آخر من الكتاب والكاتبات من أهلنا في ال48. وقد نظم النادي فعالية في صالون غسان كنفاني وبثها عبر صفحته على الفيس بوك مع كتاب وأدباء وكان من بينهم الكاتبة والشاعرة يسرا الخطيب زميلتنا في وفد غزة.
وعند الساعة الخامسة بدأت فعاليات صالون غسان كنفاني في خيمة المعرض، حيث حضرنا حفل توقيع كتاب “استلهام الينبوع: المأثورات الشعبية وأثرها في البناء الفني للرواية الفلسطينية” في ثلاثة مجلدات للكاتب الدكتور عبد الرحمن بسيسو. وندوة “فلسطين في عيون التونسيين، وتونس في عيون الفلسطينيين” تحدث فيها محمد النجار (تونس)، ومهدي غلاب (تونس)، وغسان نمر، وأدار اللقاء وشارك فيه محمد الأحمد. وندوة “تداخل الأجناس الأدبية في الرواية العربية بين النقد والتجربة” تحث فيها هزاع البراري (الأردن)، ولينا حشمة، وعبد الرحمن بسيسو، وصافي صافي، كما شارك من وفد غزة عبد الله تايه، وأدار اللقاء مهند الأخرس.
يوماً رائعاً وجميلاً قضيناه في معرض الكتاب بلقاء الكتاب والأدباء والتقاط الصور التذكارية معهم، وتأكيد التعارف مع بعضهم بعد أن كانت صداقة فيس بوك، وقد أثبتت التكنولوجيا دورها في تقريب المسافات والتعارف بين الكتاب، لكن اللقاء وجها لوجه كان الأجمل والأروع، وساهم الفيس بوك في نصف التعارف، وحين اللقاء كان النصف الآخر حاضراً، فكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات.
يتبع،،،
غزة: 24/9/2022

للاطلاع على يوميات معرض فلسطين للكتاب (2) اضغط هنا

Exit mobile version