حرب الدعاية بين الأطراف الدولية حول ما أصاب كلاً من تركيا وسوريا

كتب: عمران الخطيب

الزلزال المدمر والذي أدى إلى كارثة تدميرية في سوريا وتركيا، ولحق أضرار إنسانية توفق الخيال ربما يكون الحجم التدميري في تركيا أكبر، من حيث التدمير والخسائر البشرية أكبر مما أصاب الجانب السوري ولكن الفرق بين الجانبين بأن سوريا تتعرض إلى عدوان متعدد الجوانب والاتجاهات منذ 12 عاماً وسوريا وحدها تواجه الإرهاب المنظم من كل مكان للعديد من الأسباب، ولكن أهم وابرز تلك الأهداف الخبيثة بأن سوريا لم تكن تخضع لنفوذ البنك الدولي ولم تكن هناك مديونية تعاني منها سوريا، وهي الدولة العربية المرشحة للاستهداف بعد إحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول التحالف الغربي الذي شن الحرب المدمرة على العراق بدون قرار من مجلس الأمن الدولي، ورغم أن العراق لم يكون يمتلك السلاح النووي وتخلا عن السلاح الكيماوي وتجاوب مع لجان التفتيش التي قامت بمئات الجولات داخل العراق وقامت للجنان التفتيش بدخول مختلف الأماكن بما في ذلك القصور الرئاسية دون إيجاد السلاح النووي، وكأن الهدف من ذلك ليس معاقبة العراق على دخول الكويت والتي كانت مجرد العدوان على العراق وتفكيك العراق وتقسيمه بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية، واعتبار بأن العراق خرج منتصر ويملك القوى العسكرية ويمتلك السلاح من مختلف دول العالم، فقد أصبح هذا السلاح يشكل خطر على الكيان الصهيوني وتهديد الرئيس العراقي بحرق نصف “إسرائيل” في حال قامت في الاعتداءات على أي من الدول العربية.

لكل تلك الأسباب أصبح ضرورة التخلص من العراق ودول عربية تلو الأخرى، وكانت الخلافات بين العراق والكويت مجرد سبب ولكن الأساس هو تدمير وتفكيك مقومات وقدرت العراق، وكان من المفترض بدل من نشوب الحرب بين الجانبين الجاريين كان من المفترض حل القضايا الخلافية عبر الحوار وعبر جامعة الدول العربية، في نهاية الأمر كانت الخسارة للجانبين بشكل مباشر العراق والكويت والدول العربية التي كانت تجد في العراق أحد المكونت للأمن القومي العربي بما يمتلك من مصادر شمولية بحماية العرب، ولكن العرب شاركوا في تدمير وتفكيك العراق وكانت نتائج ذلك تفكيك واستهداف الدول العربية بشكل عام وما حدث في مختلف الدول العربية لم يكن منفصل عما حدث في العراق وما حدث في ليبيا وتونس واليمن ومصر ولبنان وسوريا جزء أساسي من المخطط الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني ودول حلف الناتو، وبغض النظر عن موقف البعض من النظام السوري فكانت سوريا الدولة العربية المرشحة للاحتلال والتقسيم والوصول إلى هذه النتائج، لذلك فإن حجم الأضرار في سوريا أكبر بكثير من حيث المضمون في هذه الكارثة الإنسانية التي تشهدها سوريا بكل
مكوناتها، حيث مضى ما يقرب من 12 عاماًً على الحرب التدمرية في سوريا وفي نهاية الأمر تسيطر العصابات الإرهابية على الشمال السوري وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتواجد آلاف من القوات المسلحة الأمريكية والمليشيات الاكردية والعصابات الإرهابية إلى جانب الجيش التركي
وتسيطر العصابات الإرهابية على نفط الشمال السوري بغطاء ودعم أمريكي وصمت دولي، وفي إطار المحاولات المشبوهة التي يتم نشرها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد انطلقت الفبركة الإعلامية المنظمة تتحدث حول أسباب متعددة حول وقوع الزلازل المدمر في تركيا وسوريا في إطار منظومة الحرب النفسية لنفس الأسباب التي أطلقها الإعلام خلال انتشار وباء كورونا.

واليوم تنطلق وسائل الإعلام بما يتعلق بالزلزال المدمر، حيث ما تزال فرق الإنقاذ تبحث عن المفقودين وتزيل مخالفات الزلازل المدمر، واليوم المطلوب فك الحصار والعقوبات وانقذوا سوريا وشعبها الشقيق في الوقوف إلى جانب سوريا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version