التناقض يعيش في دواخلنا

كتب: د. عبدالرحيم جاموس

رسالة الى صديقي العزيز
آخر مايُفكرُ فيه لدينا نحن العرب الوعي بثقافة القانون ، والعمل على تحقيق سيادة القانون فالكل يجتهد في التحايل على القوانين والأنظمة المنظمة لشؤون الحياة …
للأسف اخر مايُفكر فيه على المستوى الرسمي وقبل كل ذلك ايضا على المستوى الشعبي هو فرض سيادة القانون على الجميع افرادا ومؤسسات ، لغياب اوضعف مفهوم الوطن والمواطنه في وعينا وثقافتنا . وما يترتب على هذا المفهوم من حقوق وواحبات للفرد والمجتمع والدولة ومؤسساتها ..
يبدو في تكويننا المجتمعي الثقافي والفلسفي العربي ، أننا ننحو نحو حالة السيبة والفوضى ونشتاق اليهما والى اللا حكم الرشيد ، قال الشاعر (لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم .. ولا سراة لهم ان جهالهم سادوا ) .. نسعي الى اللا قانون ، كأنها سمات للكل للفرد العربي وللعقل العربي ..
لذا انتجنا مجتمعات عربية غير ناجحة بل فاشلة ودول عربية غير ناجحة بل قد تصل الى درجة الفشل على مدى قرن من الزمن الذي اتيح فيه للعرب بناء مجتمعاتهم ودولهم العتيدة …
يا صديقي العزيز ..
المشكلة فعلا إذا فينا ، تبدأ منذ الولادة والنشأة والتربية والتعليم ، حيث فيهن توضع اساسات الوعي والثقافة و عندها يتم غرس التناقضات في وعينا التي ستحكم الفرد منا والمجتمع بكامله مستقبلا ..
لذلك نستهون ونستسهل أكل حقوق الولايا (النساء) رغم التحريم القطعي فيها ولها قانونا ودينا ..كما نستسهل أكل حقوق البسطاء والضعفاء بيننا ونعتبرها فن وشطارة …
إننا نعيش حالة من الإنفصام بين تعاليم الدين والتدين .. وبين احترام القانون وعدم الإلتزام به ، والسعي الى اللا قانون لحل كثير من القضايا والإشكالات التي تواجهنا ، ونعاني من حالة الإنفصام بين السلوك السيء وسلوك الاخلاق والإلتزام بها…
التناقض اذا يعيش في دواخلنا ..
لأننا نملك وعيا نظريا يناقض ما هو في دواخلنا وبين ممارساتنا الفعلية و العملية ..
عبثا أن نتغنى بالقانون وسيادته والتحلي بالأخلاق الحميدة و التمسك بعا و بالدين وفي دواخلنا ما يناقض كل ذلك …
نرفض الإلتزام باحكام الدين و مقتضيات القانون ونتجاوز عما لا يجوز التجاوز عنه ونتشدد في الصغائر ونتهاون في الكبائر.. !
هل يمكن ان يصلح الفرد ومن بعده المجتمع ونحن على هذة الحالة وهذة الصفات والتناقضات .
اجمل تحياتي لكم ايها الصديق الرائع والغيور على وعي شعبه وامته ودولته .
دمت صديقي بخير شامخا بعز الفكرة وشموخها ..

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version