كاتب فرنسي: الصين انتهزت الفرصة التي أتيحت لها فسجّلت اختراقا دبلوماسيا “جميلا” في الشرق الأوسط

تحت عنوان: “الرياض- طهران.. الاختراق الدبلوماسي الصيني ”، قال الكاتب في صحيفة “لوفيغارو” الجيوسياسي رينو جيرار، إن الصين فاجأت العالم يوم الجمعة الماضي من خلال اختراق دبلوماسي “جميل” تمثل في إصلاح العلاقة بين السعودية وإيران، وتوقيع اتفاقية أمنية في بكين بين الطرفين.

سيسمح ذلك الاتفاق لأكبر قوتين في الخليج العربي -وهما أيضا أكبر موردي الهيدروكربونات للصين- باستئناف علاقاتهما الدبلوماسية، التي توقفت منذ أكثر من سبع سنوات.

واعتبر الكاتب أن هذه الوساطة تمثل اختراقا دبلوماسيا صينيا في الشرق الأوسط، المنطقة التي كانت حتى ذلك الحين حكراً على الدبلوماسية الأمريكية. بفضل المعلومات الاستخباراتية، تمكن الصينيون من الاستفادة من العلاقات السيئة بين جو بايدن ومحمد بن سلمان، الذي قام بإبرام صفقة نفط مع بوتين بعد بدء غزو أوكرانيا. كما رفض الأمير السعودي زيادة إنتاج بلاده من النفط، رغم زيارة بايدن إلى مدنية جدة في يوليو 2022.

وتابع رينو جيرار القول إن ولي العهد السعودي ليس معاديا للولايات المتحدة الأمريكية بطبيعته، حيث إن لديه علاقات ممتازة مع رئيسها السابق دونالد ترامب، وقد استثمر مليار دولار في الصندوق الذي أنشأه جاريد كوشنر. يود الأمريكيون أن تنضم السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، التي أدت إلى قيام الإمارات والبحرين والمغرب، بفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

لكن بن سلمان ليس مستعدا لمنح جو بايدن هدية، كما يقول الكاتب، إذ تبنى نهجا صارما للمعاملات، طالبا من واشنطن ضمانات واضحة للأمن، وتسليحا متطورا لا يبدو أن البيت الأبيض، ولا الكونغرس مستعدان لمنحه في الوقت الحالي.

إيران من جانبها، لها مصلحة في المصالحة مع جيرانها في الخليج، لأنها ليست في موقع قوة، إذ أضعفتها العقوبات الأمريكية اقتصاديا وسياسيا. كما أن الإيرانيين سئموا، على نطاق واسع، من الإنفاق المدمر في الخارج، بهدف إنشاء المحور الشيعي طهران- بغداد- دمشق- بيروت- صنعاء، كما يقول رينو جيرار.

وعليه، انتهزت الدبلوماسية الصينية الفرصة التي أتيحت لها، والتي تعزز الصورة التي يريد رئيس الوزراء الجديد لي تشيانغ أن يعطيها لبلاده: الصين التي تفضل التجارة على الحرب كأداة للعلاقات الدولية، والتي تنتقد أمريكا لتصرفها كقوة إمبريالية داعية للحرب. وهذا السياق لا يبدو مهمّا بالنسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيزور بكين في بداية شهر أبريل المقبل، وفق الكاتب.

“القدس العربي”

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version