مدرسة “التحدي 5” أثر بعد عين

راح طلبة مدرسة التحدي “5” الأساسية المختلطة في منطقة “جب الذيب” في بيت تعمر، شرق بيت لحم، يبحثون عن كتبهم ودفاترهم وأقلامهم بين أنقاض مدرستهم التي دمرتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم.

لم يكتف الاحتلال بهدم مدرسة “جب الذيب” للمرة الثانية، وتشريد طلبتها من جديد، بل استولى على جميع محتوياتها البسيطة.

تضم المدرسة التي تقع في منطقة جبلية، 60 طالباً من الصف الأول حتى الصف الرابع، وجميعهم من عشيرة الزواهرة التي تسكن المنطقة الشرقية من بيت لحم.

المدرسة تعرضت للهدم المرة الأولى عام 2017، وأعيد بناؤها في العام ذاته، وأكدت وزارة التربية والتعليم أنها لن ترضخ هذه المرة أيضاً، وستنصب خياماً، وستوفر كل الإمكانيات للطلبة.

بدت مديرة المدرسة شيرين أبو طه واثقة بأن سير العملية التعليمية سيستمر رغم هدمها، وقالت: “المحتل واهم إذا كان يظن أنه بهدمه للمدرسة يستطيع هدم الشعب الفلسطيني، لن نترك هذا المكان، بل سيبقى منارة للعلم، وسنبقى صامدين وثابتين، لو كلفنا الأمر أن نواصل العملية التعليمية في خيام”.

فوق أنقاض المدرسة، جلست الطالبة ريما محمد من الصف الرابع تحمل كراسها المدرسي، وتقول “ما ذنبنا أن نُحرم من مدرسة كانت تمثل لنا حلما ومستقبلا؟ “ليش الاحتلال بحرمنا من حقوقنا … احنا أطفال فلسطين محرومين من حقوقنا.. احنا مش زي أطفال العالم بلعبوا وبنبسطوا وبدرسوا”.

أما هدى زواهرة في الصف الثاني، فقد قالت: “كنت أحب مدرستي كثيرا، حضرت اليوم ولم أجدها، هدمها الاحتلال لكن شو أعمل الآن؟ أصبحت دون مدرسة”.

ووفق مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، فإن محكمة الاحتلال المركزية أصدرت قرارا بهدم المدرسة في شهر آذار/ مارس الماضي، بعد أن رفضت التماسا قدمته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومؤسسة “سانت إيف” الحقوقية، لوقف هدمها.

وأضاف أن المدرسة تقع على مساحة 8 دونمات تبرع بها أفراد عشيرة الزواهرة، بأوراق ثبوتية مسجلة في “الطابو”، وبنيت من الطوب والصفيح، وتخدم طلبة من مناطق جيب الذيب، والزواهرة، والوحش، وأبو محيميد.

وبهدم هذه المدرسة، يرتفع عدد المدارس التي هدمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى 11 مدرسة، منذ عام 2016، أي منذ هدم مدرسة بيرين الأساسية المختلطة شمال محافظة الخليل.

وحسب رئيس وحدة المتابعة الميدانية في وزارة التربية والتعليم أحمد ناصر، فقد هدم الاحتلال عام 2018 أربع مدارس بدعوى البناء دون ترخيص، وهي: مدرسة أبو نوارة الأساسية المختلطة في ضواحي القدس، وزنوتة الأساسية المختلطة في جنوب الخليل، والسيميا الأساسية المختلطة في جنوب الخليل، وابزيق الأساسية المختلطة في طوباس.

وتابع: “كما هدم الاحتلال في عام 2021 مدرسة قيد الإنشاء في بلدة بيت حنينا بمحافظة القدس، ومدرسة المالح الأساسية المختلطة في محافظة طوباس، وفي العام الماضي، هدم الاحتلال مدرستي أم قصة وإصفي في مسافر يطا بمحافظة الخليل”.

وأشار ناصر إلى أن جميع مدارس التحدي البالغ عددها 32 مهددة بالهدم، إضافة إلى أن عدد المدارس الكلي المهدد بالهدم يبلغ 58 مدرسة، وجميعها تقع في مناطق “ج”.

وسميت “مدارس التحدي” بهذا الاسم، لتأكيد استمرار تقديم التعليم للأطفال في المناطق المهمشة والمصنفة “ج”، والتي لا تسمح فيها سلطات الاحتلال، ببناء المدارس.

وتمنع سلطات الاحتلال إجراء أي تغيير أو بناء في المنطقة (ج) التي تشمل 61% من مساحة الضفة الغربية دون تصريح، ويكاد يكون الحصول عليه أمرا مستحيلا.

الاحتلال يهدف من هدم مدارس “التحدي” إلى محاربة التعليم، وعرقلة وصول الأطفال والتلاميذ إلى مدارسهم، وحرمانهم من تلقي تعليمهم في بيئة تعليمية آمنة ومستقرة، خاصة في التجمعات التي يحتاج فيها الطلبة إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى مدرستهم.

الاتحاد الأوروبي، قال إنه يجب على إسرائيل وقف جميع عمليات الهدم والإخلاء، التي لن تؤدي إلا إلى زيادة معاناة الفلسطينيين وتصعيد بيئة متوترة أصلا.

واعرب الاتحاد الأوروبي في عن صدمته إزاء قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم مدرسة “جب الذيب” الممولة من الاتحاد الأوروبي، وأكد أن عمليات الهدم غير قانونية بموجب القانون الدولي، وانه يجب احترام حق الأطفال في التعليم.

وفا- عنان شحادة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version