مزارعو قلقيلية في مواجهة المناطق الصناعية الاستيطانية

منذ عشر سنوات، بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بترحيل مصانعها من داخل أراضي عام الـ48 إلى مناطق الضفة الغربية، حيث تعد المناطق الصناعية الاستيطانية، إحدى وسائل نهب الأراض الفلسطينية.

وفي قلقيلية، أقام الاحتلال أربع مناطق صناعية هي: المنطقة الصناعية التابعة لمستوطنة “ألفي منشه” والجاثمة على أراضي قرى: حبلة، ووادي الرشا، وراس عطية، والضبعة، وراس طيرة ومساحتها 300 دونم، والمنطقة الصناعية التابعة لـ”قرني شمرون” المحيطة بشارع قلقيلية-نابلس والجاثمة على أراضي بلدات عزون، وكفر لاقف، وحجة، ومساحتها 500 دونم تقريبا، والمنطقة الصناعية “قدوميم” وتبلغ مساحتها نحو 500 دونم، وتقع على أراضي كفر قدوم، وجيت، وقوصين، بالإضافة إلى مستوطنة “عمونئيل”، التي تقع على أراضي بلدات جينصافوط، واماتين، ودير استيا، ومساحتها ما بين 800-1000 دونم، بحسب مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ.

ويقول أبو الشيخ إن المناطق الصناعية استولت على آلاف الدونمات الزراعية، وتهدد حاليا المئات منها بالزوال بفعل مخلفاتها المسربة إلى أراضي المواطنين، أو بفعل قرارات الاحتلال للاستيلاء على أراض قريبة من المصانع.

وتعمل هذه المصانع بمجالات منها صناعة المخللات ومواد التنظيف، والألمنيوم، والحديد، والخزانات، ، وصناعة أنابيب “فيبر جلاس”، ومحلات قطع السيارات وورشات الميكانيك، ومغاسل للملابس، وغيرها.

وتعتبر قرية جينصافوط واحدة من أكثر القرى تضررا بمحافظة قلقيلية، لقربها من أكبر المناطق الصناعية المحيطة بالمحافظة (عمنوئيل)، حيث تتدفق المخلفات الصناعية صوب أراضي المواطنين في المنطقة الشرقية من القرية.

وقال المزارع الأربعيني ثابت ثابت من جينصافوط ويملك دونمين مزروعة بفاكهة الجوافة، إن الاحتلال يتعمد سكب النفايات السائلة والمياه العادمة في أراضي المواطنين، وهذا الأمر الذي تسبب بضعف الإنتاج الزراعي.

وأوضح أنه كان ينتج قبل خمسة أعوام ما بين 6-8 أطنان من ثمار الجوافة، لكن إنتاجه انخفض ليصل إلى 4 أطنان سنويا، بالرغم من عنايته الدائمة بالأشجار من خلال الري والتسميد والتقليم، لكن الأشجار ضعفت بفعل المخلفات الصناعية.

المعاناة نفسها يتحدث عنها المزارع محمد مروان، من قرية كفر لاقف، الذي تفقد أرضه البالغة مساحتها ـخمسة دونمات مزروعة بأشجار الزيتون، إذ زادت المخلفات الصناعية لمصنع “قرني شمرون” من ملوحة أرضه وأغلقت مساماتها فأحرقت ما يقارب 150 شجرة زيتون، وتسببت باصفرار المتبقي منها.

وقال مروان: خلال الموسم الماسي لقطف الزيتون، كان الدونم الواحد ينتج من 300-350 كيلو من الثمار، والآن يصل الإنتاج إلى 50 كيلو فقط، وهذا حال باقي المزارعين.

أما المواطنة آمنة مراعبة من قرية وادي الرشا المحاطة بالمنطقة الصناعية الاستيطانية “الفي منشه” جنوب قلقيلية، فتقول إن الروائح الكريهة والحشرات تنتشر بشكل كبير في منطقة سكناها، وتضيف: هذا الأمر تسبب بمكرهة صحية وبيئية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، فيوميا نستخدم طارد الحشرات لمنع لدغات ولسعات البعوض.

وبحسب المجلس القروي في وادي الرشا، فإن الاحتلال يتعمد ترك المياه العادمة تتدفق عبر الأودية صوب أراضي المواطنين.

بدوره، أوضح رئيس قسم الإعلام في مديرية زراعة قلقيلية أسامة أبو حمدة أن الاحتلال يحاول الاستيلاء على الأراضي الزراعية لصالح توسعة مشاريعه الاستيطانية وخاصة عبر المناطق الصناعية، مشيرا إلى أن ما يجري حاليا هو ضمن الرؤية البيئية الإسرائيلية في السيطرة على الأرض.

وقال: “بالإضافة إلى المخلفات الصناعية، تم حرق وتجريف نحو 100 شجرة زيتون منذ بداية العام، كما تم تسجيل نحو 50 إخطارا بالاستيلاء على أراضي المواطنين، قريبة من المناطق الصناعية الاستيطانية”.

ورغم ذلك يواصل المواطنون زراعة اراضيهم والاهتمام بها، اذ يتزايد اهتمام المواطنين بالزراعة عاما بعد عام. وحسب أبو حمدة فقد بلغت المساحة المزروعة بالمحافظة 66,000 دونم عام 2017، أما اليوم فتصل مساحة الاراضي المزروعة الى 75.000 ألف دونم تقريبا، علما أن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في المحافظة 125,000 دونم.

وبحسب المادتين (35) و(55) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف الأربعة للعام 1977، يمنع الاحتلال من استغلال موارد الدولة المُحتَلة لسد احتياجاته، وهو ملزم بالحفاظ على سلامة المنطقة ومواطنيها.

وفا- ميساء عمر

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version