كلمة الحياة الجديدة: فذلكة المأزوم ..!!

أخيرا اتضح أن “طوفان الأقصى” هو طوفان ضد البيت الفلسطيني، وليس لتحرير الأقصى (…!!) طوفان لإعادة ترتيب هذا البيت، كما تريد الجماعة الإخونجية، وهذا ما كشف عنه رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في الخارج، خالد مشعل، في ندوة عبر الزووم، نظمها مركز الزيتونة الإخواني، الأربعاء الماضي، وفي هذه الندوة لم يدعُ مشعل لوقف الحرب، بل إلى “اقتحام” البيت الفلسطيني، حسب تعبيره، لإعادة ترتيبه، لأن للطوفان تأثيرات في هذا الإطار لا يمكن تجاوزها ..!!!

وبفذلكة المأزوم يتشبث مشعل بشعبويات الخطاب الحمساوي، وهو يدعو إلى اعتماد ما يسميه “استراتيجية المقاومة” ويدعو “جميع الفصائل والكيانات والجغرافيا” لاعتماد هذه الاستراتيجية، الكفيلة بتحقيق الإنجازات (…!!) .. دون أن يرى ما الذي حققته هذه “الاستراتيجية” بقطاع غزة، بعد أن تذرع الاحتلال الإسرائيلي بما فعلته هذه الاستراتيجية، في السابع من أكتوبر، ليحيل القطاع إلى خراب مهول، وبأكثر من 37 ألف شهيدة، وشهيد، وأكثر من 80 ألف جريح، وبنازحين يتضورون جوعا وعطشا وأمانا حتى الآن …!!

والواقع أن “استراتيجية المقاومة” التي يدعو مشعل لاعتمادها، ليست غير استراتيجية “حماس” الإقليمية، التي لم تستشر أحدا من “الفصائل والكيانات والجغرافيا” بقرار الطوفان الذي لم يكن قرارا وطنيا، ولا بحسابات وطنية، وإنما بحسابات إيرانية، وقد كشف ذلك بلا لبس الزعيم الإيراني على خامنئي …!!

يتماهى مشعل في حديثه عن ترتيب البيت الفلسطيني وفق تأثيرات “طوفان الأقصى” مع تلك الدعوات المشبوهة الرامية لضرب منظمة التحرير الفلسطينية، وإيجاد البديل عنها بذريعة الإصلاح والتجديد …!!

وفي هذا السياق يدعو مشعل الجغرافيا، وهو يقصد هنا الضفة الفلسطينية المحتلة، لاعتماد استراتيجية “حماس” الإقليمية، مدركا دون شك أن إسرائيل الصهيونية الدينية، ستتكفل إذا ما تم اعتماد هذه “الاستراتيجية” هنا في الضفة، بالإجهاز على البيت الفلسطيني، وإسرائيل لا تريد غير ذلك في الواقع، وإجراءاتها التعسفية ضد السلطة الوطنية التي جاء بها “سموتريتش” و”نتنياهو” لا تصب إلا في طاحونة هذا الهدف…!!

كأن “حماس” في دعوة مشعل للضفة أن تعتمد استرتيجية مقاومته (..!!) تطلق صيحة “مدام دي بومبادور” الفرنسية، التي قالتها لملك فرنسا لويس الخامس عشر ” نحن ومن بعدنا الطوفان” خاصة ومشعل يحذر في أكثر من فقرة في حديثه الزوومي، وإن كان بمراوغة لغوية، من عبث محاولة تجاوز حركة “حماس” موهما أنها باتت أقوى بعد الطوفان(…!!) لأن النظرة إليها تغيرت بسببه، وكما يقول بالحرف” بعد أن كانوا يبحثون ما بعد “حماس” أصبحوا يتفاوضون معها، وينتظرون ردها على المبادرات”..!! دون أن يدرك، أو أنه لا يرد ان يدرك أن إسرائيل اخذت المفاوضات الى باحة المناورات الإعلامية، لإطالة أمد الحرب ليس إلا …!!

وباختصار، مشعل شأنه شأن قادة “حماس” والناطقين باسمها جميعهم، الذين ما زالوا يرددون في مجمل تصريحاتهم جملة واحدة مختصرة تماما، وتلك هي أن المقاومة بخير فتعالوا إليها (…!!) حتى وركام القطاع بات أكبر وأوضح وأصدق من كل جملة، وكل خطاب، والمكلومون في القطاع الجرحى والجوعى والعطاشى، يصرخون متى إذا سنكون نحن بخير …؟؟؟

رئيس تحرير (الحياة الجديدة)

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version