المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مخيم المعارك

تصوير جعفر اشتية - فرانس برس

مشهد انتشار عدد من الشهداء والإصابات في أزقة مخيم جنين، إثر اقتحامه من قبل قوات الاحتلال صباح اليوم الخميس، وصعوبة الوصول للشهداء والجرحى ومنع مركبات الإسعاف من الدخول، أعاد للأذهان معركة نيسان 2002، والتي استشهد خلالها نحو 52 شهيدا حسب تقارير الأمم المتحدة.

صور الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في مخيم جنين، من تجريف واستهداف بالقنابل للمنازل، واستهداف مركبات المواطنين وقلبها رأسا على عقب، كأنه نيسان الأسود.

قوات كبيرة من جيش الاحتلال كانت اقتحمت مخيم جنين، عقب اقتحام قوات خاصة منطقة جورة الذهب وسط المخيم، عبر شاحنة لتوزيع الألبان، وسط إطلاق كثيف للرصاص واستخدام الجرافات في هدم أجزاء النادي الرياضي ومنزل عائلة الصباغ.

عقب انسحاب قوات الاحتلال، بدت مشاهد الدمار واكتشاف جثث للشهداء، وسط ارتفاع للحصيلة التي وصلت لتسعة شهداء بينهم سيدة مسنة، وعشرات الاصابات برصاص الاحتلال، بينها أربع في حالة خطرة، واستهداف مستشفى جنين الحكومي بقنابل الغاز المسيل للدموع، حسب ما أعلنته وزارة الصحة.

شاهد عيان قال لمراسل “وفا”، إن الصورة تعيد ذاتها عندما كنت طفلا في سن 13 عاما، وعندما خرجنا بعد سبعة أيام من منزلنا لنجد أننا فقدنا جيرانا وأعزاء علينا، وحاراتٍ وبيوتا دمرت بأكملها.

ويقول “إن المنزل الذي تم استهدافه اليوم يعود لعائلة الشهيد علاء الصباغ، جرى تدميره للمرة الثانية، ولا يبعد سوى أمتار عن منزلي”.

واستشهد علاء الصباغ 26/11/2002، عقب استهداف منزل كان يتحصن به بالقنابل بواسطة طائرة مروحية.

ويضيف “ما حدث أن قوة اسرائيلية خاصة اقتحمت منطقة جورة الذهب وحاصرتها ومنعت السكان من الخروج منها، وسط إطلاق كثيف للرصاص والقنابل، وتجريف لأسوار النادي”.

“لقد عشنا هذه اللحظات قبل نحو عشرين عاما، وما زالت المشاهد تطاردنا حتى اللحظة”، يتابع شاهد العيان.

ويؤكد أن آثار الدمار الذي خلفه الاحتلال عندما جرى استهداف منزل قبل 20 عاما، ما زالت شاهدة على عنجهية وحقد الاحتلال، عندما سقطت “طوبة” فوق أحد الأسلاك الشائكة التي تفصل المنزلين عن بعضهما، حيث اتفق الجميع على إبقائها مكانها كي تكون شاهدا وتذكرهم بتلك اللحظات.

ويتابع “الوجع الذي نعيشه هو ذاته منذ عشرات السنوات؛ لكن حدته تزيد مع كل مرة، عندما تكتشف أن أخ أو أحد الجيران قد استشهد”.

وكان شاعر فلسطين محمود درويش، وصف مخيم جنين بإحدى قصائده قائلا: “والطريق إلى فلسطين لا يمر إلا من فلسطين، كل شيء تغير وأرواح صبرا وشاتيلا شاركت أبطال مخيم جنين مطاردة القتلة، مخيم جنين الذي لقن الأسطورة درس التواضع…”.

ويعتبر مخيم جنين، واحدا من 19 مخيما للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي أنشئ عام 1953، وينحدر أغلب سكانه من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل، والتي هجر سكانها في عام 1948.

تصوير”فرانس برس”

Exit mobile version