الرئيسيةمختاراتمقالاتاغضب يا نتنياهو.. فاعترافك ورضاك لايعنينا

اغضب يا نتنياهو.. فاعترافك ورضاك لايعنينا

بقلم: موفق مطر

لايعنينا إن اعترفت حكومة نتنياهو باتفاق القاهرة 2011، أو بتابعه في الـ2017 أو لم تعترف، فالاتفاق شأن داخلي فلسطيني، سيثير حفيظة دولة الاحتلال حتما ، بما أن أهدافنا تأسيس لمرحلة ممييزة من الوحدة الوطنية، أما الغمز واللمز والحديث لكنة محلية في العالم الافتراضي (الفيسبوك) عن صمت اسرائيلي بوزن موافقة، فانه تعبيرعن قصر نظر ، ان لم يكن بخار لماء صفراء تغلي بالكراهية لكل فعل او عمل قد يصب في صالح الوطنية الفلسطينية، وقد يحق لنا القول، انه موقف عدائي من نجاح السياسة الداخلية للرئيس ابو مازن الموازي لنجاحات سياسته الخارجية، والانجازات في ميدان القانون الدولي، والانتصارات في جولات مصيرية كان لها الفضل في تثبيت الوضع القانوني لفلسطين، وتغيير قواعد الصراع على الأرض، ماسهل عملية استدراج حماس للولوج الى البيت الفلسطيني، والاعداد لمرحلة جديدة عنوانها نظام سياسي واحد، وسلطة وطنية فلسطينية بقانون اساسي واحد، وسلاح شرعي ونظامي واحد، وأرض دولة فلسطينية بوحدة واحدة وموحدة في الضفة الفلسطينية بمافيها القدس العاصمة الأبدية، وقطاع غزة.

يعيش نتنياهو حالة تناقض، فهو قد اعلن عدم اعترافه باتفاق الموقع في القاهرة قبل ايام، واستعداده بنفس الوقت للنظر بايجابياته اذا استعادت السلطة الفلسطينية وحكومتها السيطرة كاملة على قطاع غزة، رغم ان القيادة الفلسطينية لم تطرحه كمقترح مشروع على طاولة العلاقة مع دولة الاحتلال اسرائيل او مع اي دولة في العالم، رغم حاجتنا الماسة الى تفهم وتأييد ودعم الأصدقاء والاشقاء لتثبيت حالة فلسطينية متماسكة، وتعزيزها، ودعم مسالة التمثيل الشرعي لمنظمة التحرير بقوى جديدة تنضم اليها، تمنح الشعب الفلسطيني قوة دفع اضافية، وتوسيع مظلة الشرعية ، بما يكفي لمنع أية اختراقات، او اتخاذ ذرائع لوسم النضال والكفاح الفلسطيني المشروع بدمغة الارهاب، فالاتفاق اتى وفق رؤية للوحدة الوطنية كعقيدة سياسية، ومنهج عملي جسدته حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منذ اطلاق شرارة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

لن نر الاتفاق الا بمنظور الوحدة الوطنية الفلسطينية كحقيقة تاريخية ، حتى وان شاب بعض مواضعها ترهل بسبب اختراق فيروسات غريبة، وعملت على تفكيك خلايا محددة في الجسد الفلسطيني ، أما اذا اعتقد نتنياهو أننا سنضع مصيرنا الوطني تحت مجهر الاحتلال، الاستيطاني الاستعماري الذي نناضل للتحرر منه، فهذا حلم أسبه بحلم ابليس في الجنة ، وليس امامه الا التعامل مع الوقائع الفلسطينية المستجدة، التي ستجبره على تغيير سياسته، إن استطعنا كبح جماح المتكسبين الانقلاب وتداعياته وآثاره، والانقسام الذي عملت دولة الاحتلال على امداده باسباب الديمومة ، باعتباره الأوضع المثل الذي يعفيها من الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، حيث تذرعت على الدوام بوجود سلطتين وحكومتين ونظامين سياسيين في الضفة وغزة.

نتنياهو أو من سيأتي بعده يحتاج الى وضع امني في غزة غير مستقر، والى مفرخة ذرائع لابقاء رحى الحرب والعدوان على شعبنا في غزة والضفة والقدس دائرة، ذلك ان عقلية الحرب الوقائية ، والتدميرالمرعب، والقتل بدافع الارهاب مازالت مستحكمة وتسير منهج وعقيدة قادة دولة الاحتلال (اسرائيل) السياسيين والعسكريين، لكنه – نتنياهو- سيضطر للتعامل مع وضع جديد في قطاع غزة، حيث تقتضي المصلحة الوطنية العليا لشعبنا، غلق ابواب مفرخة الذرائع ونوافذها، وتضييق الخناق عليها بما لايسمح لتكرار التجارب السابقة، خاصة وان الاتفاق الأخير قد نص على أن قرار الحرب والسلم حق خالص للكل الوطني.

لايهمنا ان اعترف نتنياهو او لم يعترف، أو اعلن عن رضاه، فالأهم عندنا أن يرضى شعبنا على قيادته، وهو يراه تدفع نتنياهو وغيره من قادة الاحتلال المتطرفين للتشظي غضبا ، من قفزنا على كل توقعاته ، ومؤامرات مخابراته، وهو يشهد على قدرتنا في ايقاف نزيف جراح قضيتنا، واخلاصنا كوطنيين في عملنا على التئامها، للمضي قدما نحو هدف الحرية والاستقلال.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا