منذ عشر سنوات وحركة حماس تحكم وتتحكم بقطاع غزة . قامت بانقلابها الدموي الذي ارتكبت فيه ابشع الجرائم بحق الانسانية ، وبحق قيم شعبها وأبنائه ، دون ان يرف لها جفن . كانت غايتها الوصول الى السلطة كما هي غاية الاخوان المسلمين في اي مكان . وكان هدفها سحب البساط من تحت اقدام منظمة التحرير ، التي وقفت عدوا لها منذ تأسيسها عام 1965 ، لم تكن قادرة على التشكيك ، لكنها لجأت الى القول ان منظمة التحرير تعمل لغير الله ، لياسر عرفات وماركس وجورج حبش ولينين .
حماس تحكمت بعد إنقلابها الدموي بكل تفاصيل حياة الناس في غزة الى اقصى الحدود . هددت من تريد واعتقلت من تريد وصادرت ارض واملاك من تريد ، وفرضت الضرائب كما تريد . صادرت المساعدات الدوائية والغذائية كما تريد ، وقمعت احتجاجات الناس وكممت الافواه كما تريد الى اخر الممارسات الفاشية متعددة التفاصيل .
واليوم اذ تعلن عن تشكيل لجنة لادارة غزة ، فان الامر لا يضيف للواقع جديدا ولم يأتي بأي جديد ، فقد حكمت وتحكمت وادارت خلال سنوات انقلابها ، بقيادتها مجتمعة وعبر مليشياتها ومن خلال مؤسسات تنظيمها الذي جرت تنشأته على عداء الاخر ، وتصور انه الافضل وانه الاقرب من الله والى الدين .
واليوم حين تلجأ للمساومة على حل اللجنة الادارية المسماة ، فإن الامر ينقلب الى مهزلة مريرة فمن قال ان المشكلة في التسميات وليست في الممارسة ، وفي الفعل الذي تختطف به حماس غزة وتقهر اهلنا فيها ، وتجعلهم عرضة للموت وللجوع واستفحال المرض الذي ليس له دواء .
الحل لمشكلة الوطن ومشكلة القطاع ، في تراجع هؤلاء القتلة الانتهازيون المنافقون عن انقلابهم وفي اعتذارهم عما اقترفوه من جرائم بحق الشعب والوطن وبالتنحي جانبا ، وحل ميليشياتهم الفئوية ، وافساح كل المجال لحكومة الوفاق التي قبلت بها حماس لتبسط سلطتها على غزة واشرافها على شؤون الحياة هناك ، ومنحها الفرصة لتعد خلال ستة اشهر لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية . وسوى ذلك لن يكون للحديث حول ما سمي انهاء الانقسام اي معنى ابدا.
فما طالب به هنية الذي ردد الادعاءات والكذب ، من تشكيل حكومة جديدة ، ليس سوى محاولة لكسب الوقت وتضليل البعض ممن لم يكتشفوا الحقائق الى الان ، وللظهور امام الشقيقة مصر بأنه يريد ان يمضي في طريق المصالحة . لقد كانت لدينا حكومة برئاسة هنية وهي من قامت بالانقلاب على السلطة الوطنية ، وشكلنا حكومة وفاق بعد ذلك ، ثم شكلنا الحكومة الحالية ، ولكن ذلك لم يجدي نفعا مع الباحثين دوما عن الذرائع ، والرافضين من حيث المبدأ لفكرة الوطن والوطنية ، التي شوهتها كتابات حسن البنا وسيد قطب ومفكري الاخوان حتى الان .
ردد اقوال وشعارات كاذبة ، وحاول عبرها ان يقلل من بشاعة صورة حزبه ، لكنه سرعان ما وقع في حفرة شر توجهاته التي فضحت نواياه لعامة الناس والبسطاء منهم ، حين وجه الاتهامات للسلطة وقال ان عيون حركته على الضفة .
مازال النفس الانقلابي يحكم هؤلاء ، وما زال عداءهم لمنظمة التحرير بكل فصائل عملها الوطني مستحكما في نفوسهم الحاقدة ، وان ادعى ان علاقته ببعض الفصائل ، كالجبهة الشعبية كما يقول واضاف الديمقراطية كذلك ، انها علاقة جيدة وتحسنت . هو لا يستطيع ان يستعدي الكل مرة واحدة ، ولا ان يهاجم الكل مرة واحدة ، وليس من الغريب ان يدعي ان هناك ما يجمعه بطرف او اخر ، اندفاعا منه نحو تحقيق هدفه بشق صفنا الوطني ، وخلخلة وحدته ، ليتمكن من تمرير مؤامرة حركته التي لن يكتب لها النجاح مهما كانت الجهة التي ستستعين بها .
رسالة حركية صادرة عن مفوضية التعبئة و التنظيم حركة “فتح” – الاقاليم الشمالية