الرئيسيةأخبارأسرى'الحركة العالمية': ثقافة الحصانة لدى قوات الاحتلال تزيد من قتل الأطفال الفلسطينيين

‘الحركة العالمية’: ثقافة الحصانة لدى قوات الاحتلال تزيد من قتل الأطفال الفلسطينيين

قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال– فلسطين، إن تفاصيل استشهاد 11 طفلا بالرصاص الحي في الضفة الغربية من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي، تشير إلى وجود نمط باستخدام القوة المفرطة للقتل، وعدم وجود رادع لهذه الظاهرة، بسبب انتشار ثقافة الإفلات من العقاب في أوساط جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المحامي في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال براد باركر، إنه ‘تبعا للمبادئ التوجيهية في الجيش الإسرائيلي، فإن استخدام الذخيرة الحية كان غير مبرر استنادا للظروف التي تم فيها قتل الأطفال الأحد عشر، وباستثناء حالة قتل الطفل نديم نوارة، لم يتم مساءلة أي جندي’، مضيفا أن ‘لا أحد يتحمل مسؤولية مخالفة النظام، ولا تتم مساءلة أحد عن القتل’.

وحسب إحصائيات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فقد وصل عدد الأطفال الشهداء منذ عام 2000 إلى 1890، بسبب تواجد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في المناطق الفلسطينية، من بينهم 471 طفلا وثقتهم الحركة حتى الآن قتلوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخيرة على غزة الصيف الماضي، مشيرة إلى أن هذا العدد مرشح للارتفاع، حيث إن هناك حالات في غزة لم يتم الانتهاء من توثيقها بعد.

وأضافت الحركة أنه لم تتم ملاحقة أو معاقبة أي جندي إسرائيلي مسؤول عن أية حالة قتل أطفال وثقتها الحركة في الضفة الغربية، إلا في حالة الطفل نديم نوارة الذي استشهد خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب سجن ‘عوفر’ العسكري غرب رام الله، في الخامس عشر من أيار الماضي، حيث تم توجيه تهمة القتل غير العمد لأحد أفراد ‘حرس الحدود’ بسبب قتله الطفل نوارة.

وفي المقابل، أشارت الحركة إلى أنه تمت تبرئة الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا الطفل يوسف شوامرة في التاسع عشر من آذار الماضي بمحافظة الخليل، حيث تمثل هذه الحالة نموذجا لعمليات التحقيق التي تُفتح وتنتهي بتبرئة المتهم.

وتابعت ‘أن الإفلات من العقوبة يضمن للجنود الإسرائيليين أنهم لن يعاقبوا حتى على القتل’، مضيفة أن ‘ارتفاع عدد الأطفال الشهداء يدل على عدم اكتراث الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار بسبب عدم وجود مساءلة لهم على هذه التصرفات’.

ورأت الحركة أن اللافت للنظر في حالات القتل هذه هو أنه في معظم الأحيان يطلق جنود الاحتلال الرصاص على الأطفال من مكان غير مرئي بالنسبة للأطفال، وبذلك يكون الأطفال في موقع لا يشكل خطرا على الجنود.

وبينت أن حالة الطفل يوسف شوامرة تشكل مثالا على ذلك، فقد صرح أصدقاؤه في إفاداتهم للحركة أن يوسف كان يقطف الأعشاب البرية بالقرب من السياج (الجدار) الذي لا يبعد كثيرا عن قريته دير العسل بالخليل، وبعد سماع ثلاث طلقات نارية، اختبأ الأصدقاء في مجرى ماء جاف قرب الجدار، حيث حاول يوسف الهرب باتجاه قريته، إلا أن الجنود أطلقوا عليه رصاصتين ليسقط أرضا بجانب الجدار.

وأضافوا أن صديقهم منتصر حاول الاقتراب من يوسف، لكن أحد الجنود صرخ عليه قائلا ‘اتركه أو أطلق النار عليك’، ويضيف منتصر ‘نظرت حولي ورأيت ستة جنود بين أشجار الزيتون، يبعدون عنا حوالي 70 مترا إلى الغرب’.

وقال: ‘أحدهم ضربني على ظهري ببندقيته وركلني وأمرني بالاستلقاء على الأرض بجوار يوسف’، ومن ثم اقتادوه إلى التحقيق لمدة 3 ساعات ولم يكن يعرف أن صديقه استشهد نتيجة إصابته بطلق ناري أسفل عموده الفقري وآخر في الجانب الأيسر من بطنه.

وأوضحت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن حالة الطفل شوامرة تنفي حجة أن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون للقتل أثناء مشاركتهم في أعمال ‘العنف’ ضد الجيش الإسرائيلي كما يدعي الأخير، مشيرة، كذلك، إلى حالة الطفل خليل محمد عناتي (10 أعوام) من مخيم الفوار بالخليل، الذي استشهد وهو خارج للعب على بعد أمتار قليلة من منزله، برصاص جنود الاحتلال الذين كانوا يحرسون مركبة تابعة لشركة المياه الإسرائيلية جاءت لتفقد محطة مياه بالقرب من مستوطنة إسرائيلية غير قانونية هناك.

وكان قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية تمير يداي، قال في اجتماع له مع مستوطنين في مستوطنة ‘حلميش’ في التاسع من شهر كانون الأول 2014، إن الجيش الإسرائيلي تبنى سياسة حديثة فيما يتعلق باستخدام الذخيرة الحية في مواجهة ملقي الحجارة.

ونشر موقع إسرائيلي تسجيلا لهذه المقابلة، وفيها يسمع يداي وهو يقول بالعبرية: ‘أنا لا أقول إننا غيرنا قوانين فتح النار، لكنني أقول إننا أخذنا منحى أقسى في التعاطي مع هؤلاء الأشخاص’، مضيفا: ‘في الحالات التي اعتدنا أن نستخدم فيها قنابل الغاز والرصاص المطاطي، نحن الآن نطلق الرصاص من بندقية روجر وأحيانا أخرى الرصاص الحي’.

وأشارت الحركة إلى حالة استشهاد الطفل عروة عبد الوهاب خالق (14 عاما) من بلدة سلواد بمحافظة رام الله، الذي قتل برصاص جنود الاحتلال بالقرب من برج عسكري إسرائيلي على مدخل القرية الغربي، خلال مواجهات متكررة الحدوث بعد صلاة الجمعة هناك.

وحسب تحقيقات الحركة، فإن الطفل عروة كان مع عدد من أقرانه على بعد 20 مترا تقريبا من طريق التفافي يسلكه مستوطنون، حيث أطلق الجنود النار عليه عند اقترابه من الشارع.

وقالت الحركة: ‘الاحتلال العسكري الإسرائيلي يهدد بشكل مباشر حياة الأطفال الفلسطينيين، وإذا لم تتم معاقبتهم (الجنود) فسوف يقتلون المزيد من الأطفال’.

وفيما يلي أسماء الأطفال الأحد عشر الذين استشهدوا بالرصاص الحي في الضفة الغربية خلال عام 2014:

1-  يوسف سامي يوسف شوامرة (14 عاما) من قرية دير العسل بمحافظة الخليل، استشهد في التاسع عشر من آذار 2014.

2-  نديم صيام أحمد نوارة (17 عاما) من المزرعة القبلية بمحافظة رام الله، استشهد في الخامس عشر من شهر أيار 2014.

3- محمد محمود عودة سلامة ‘أبو ظاهر’ (15 عاما)، من قرية أبو شخيدم بمحافظة رام الله، استشهد في الخامس عشر من شهر أيار 2014.

4- محمد جهاد محمد دودين (15 عاما) من بلدة دورا بمحافظة الخليل، استشهد في العشرين من شهر حزيران 2014.

5- محمد زياد عبد الفتاح أعرج (17 عاما) من مخيم قلنديا شمال القدس، استشهد في الرابع والعشرين من شهر تموز 2014.

6- نصري محمود نصري طقاطقة (15 عاما) من بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم، استشهد في الخامس والعشرين من شهر تموز 2014.

7- خليل محمد أحمد العناتي (11 عاما) من مخيم الفوار بمحافظة الخليل، استشهد في العاشر من شهر آب 2014.

8- حسان حازم عبد الحميد عاشور (16 عاما) من مدينة نابلس، استشهد في الثاني والعشرين من شهر آب 2014.

9- بهاء الدين سمير موسى بدر (12 عاما) من قرية بيت لقيا بمحافظة رام الله، استشهد في السادس عشر من شهر تشرين الأول 2014.

10-عروة عبد الوهاب عبد الغني خالق (15 عاما) من بلدة سلواد بمحافظة رام الله، استشهد في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول 2014.

11-إمام جميل أحمد دويكات (16 عاما) من بلدة بيتا بمحافظة نابلس، استشهد في التاسع والعشرين من شهر كانون الأول 2014.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا