الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتتباين واضح بالمواقف في "إسرائيل" حول "البوابات الالكترونية" وتداعياتها

تباين واضح بالمواقف في “إسرائيل” حول “البوابات الالكترونية” وتداعياتها

(راسم عبد الواحد)

تسود حالة من التخبط والتباين الواضح في المواقف بين مختلف المستويات الحزبية والأمنية والسياسية الإسرائيلية، بخصوص ما بات يعرف بـ”قضية البوابات الالكترونية” التي ثبّتها الاحتلال على مداخل وأبواب المسجد الأقصى.

في انشغل الإعلام في الحديث عن سيناريوهات المستقبل، فهل تحمل الساعات المقبلة حلولا تنتهي بإزالة البوابات؟ أم أن الأبواب ستكون مُشرّعة لمزيد من الاحتقان والغليان والغضب الفلسطيني الذي سينفجر كالبركان دون معرفة أين ستصل تداعياته؟!.

جهاز أمن الاحتلال العام “الشاباك” أوصى بإزالة البوابات، بينما تتمسك قيادة الشرطة في الحفاظ عليها في مكان تثبيتها، بينما أفصحت مصادر عبرية عن اتصالات ومفاوضات تجري في أكثر من مكان، خاصة مع الجانب الأردني حول الموضوع.

هذا الارتباك والتباين الإسرائيلي زادت درجة وضوحه خلال الساعات القليلة الماضية وعلى بعد أقل من 24 ساعة تفصلنا عن موعد صلاة الجمعة، وسط أجواء الدعوات التي أطلقتها المرجعيات والقوى الدينية والوطنية في القدس وخارجها ‘النفير للأقصى’، وإمكانية وقوع مواجهات تخرج عن سيطرة الاحتلال، في حال أصرّ الفلسطينيون في القدس وباقي الأراضي المحتلة وفي الداخل على أداء الصلاة عند وقرب بوابات المسجد الأقصى وفي الشوارع الأقرب اليه.

وبتزامن مع ما يجري في إسرائيل، فقد استطاع فلسطينيو القدس، وبوحدة صفّهم الديني والوطني، أن يوصلوا احتجاجاتهم لكل العالم، وأن يستجلبوا تعاطفا غير مسبوق معهم ومع مسجدهم أحرج “إسرائيل” والمتعاطفين معها والمؤيدين لسياساتها، وتبرع كثيرون بإبداء النصيحة بإزالة البوابات خشية من البركان القادم.

وكشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، عن تقارير تؤكد أن حكومة نتنياهو وأجهزة الاحتلال الأمنية، ‘على دراية بأن الوقت ينضب’، وأنه ‘يجب التوصل إلى تسوية’.

مدير عام الأوقاف الاسلامية والمسجد الاقصى في القدس “تابعة للحكومة الأردنية” الشيخ عزام الخطيب التميمي أكد، في أكثر من تصريح، أن الأوقاف الاسلامية ملتزمة بقرار المرجعيات الدينية في المدينة بعدم الدخول الى الأقصى عبر البوابات الالكترونية، في حين اتسعت دائرة الاحتجاجات على استهداف الأقصى، خاصة السماح باقتحامات المستوطنين للمسجد وهو خال من المسؤولين والمُصلين؛ ومحاولاتهم المتكررة لأداء صلوات تلمودية فيه، الأمر الذي زاد من حدّة الغضب والاحتقان الفلسطيني بمدينة القدس بشكل خاص.

ومن بين التقارير التي تدرسها أجهزة أمن الاحتلال، منع سكان الداخل الفلسطيني من الوصول إلى القدس، وأخرى تتحدث عن تولّي جهات دولية بمفردها أو بالمشاركة مع الاحتلال الفحص على البوابات الالكترونية.

القناة التلفزيونية العبرية الثانية، لفتت على صفحتها الإلكترونية إلى ما أوردته صحيفة ‘الشرق الأوسط’، صباح اليوم الخميس، من أن ‘صفقة تتبلور لإزالة البوابات الإلكترونية من على أبواب المسجد الأقصى’، وأن ‘اتصالات مكثفة جرت في الـ24 ساعة الأخيرة، طالبت “إسرائيل” بإنهاء الأزمة قبل يوم الجمعة’.

وأشارت تقارير عبرية أخرى، اليوم، في سياق تغطيتها الإعلامية، إلى أن ‘الطرف “الإسرائيلي” بانتظار ‘الرد’ على مقترح يقضي بإزالة البوابات الإلكترونية، مقابل الموافقة على مقترح ‘الفحص الانتقائي’، وهو أحد الخيارات التي تُدرس بهدف إيجاد مخرج، بحيث تتم إجراءات الفحص عبر البوابات الإلكترونية التي نصبت على مداخل الأقصى ‘بشكل لا يشمل الجميع وينحصر بـجيل محدد، بينما يعبر الآخرون بصورة اعتيادية’.

يُشار إلى أن صحيفة ‘يديعوت أحرنوت’ العبرية تحدثت في تقرير لها، أمس الأربعاء، عن أن ‘جلسات تقييم الوضع’ تنظر كذلك في خيارات من ضمنها أن تتولى عمليات الفحص على البوابات الالكترونية، ‘جهات دولية بمفردها أو بالمشاركة مع الجانب “الإسرائيلي”، وأيضا، تتم دراسة اقتراح بإزالة البوابات الالكترونية ‘مقابل الموافقة على نصب كاميرات مراقبة في باحات المسجد الأقصى’.

لكن، ومع تصاعد حدّة الغضب الفلسطيني في القدس، والإجماع الديني والوطني على موقف واحد يتلخص بـ”إزالة البوابات” الالكترونية تبقى خيارات “إسرائيل”، وأجهزتها الأمنية محدودة، وفي حال جنح نتنياهو إلى توصيات اليمينيين وأصرّ على بقاء البوابات فإن غضبا فلسطينيا سيتفجر لا محالة، ولن تقف شظاياه في القدس، وستصل إلى جميع ربوع الوطن الفلسطيني لما يمثله الأقصى من مكانة وقيمة عقائدية لدى كافة المسلمين، وفي طليعتهم أبناء الشعب الفلسطيني.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا