الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحديث القدس: بيانات الشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعا

حديث القدس: بيانات الشجب والاستنكار لم تعد تجدي نفعا

ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من ممارسات وانتهاكات داخل المسجد الأقصى المبارك من اقتحام لدوائر الأوقاف ودور العلم ومصادرة محتوياتها واستمرار إغلاقه أمام المسلمين ومنع الصلاة بداخله وإغلاق أبوابه ومنع رفع الأذان من على مآذنه، وكذلك الأمر بالنسبة للمدينة المقدسة واستفزازاتها للمواطنين وإغلاق بعض أبواب المدينة وحرمان المواطنين من التحرك وفرض القيود المشددة عليهم، جميع هذه الانتهاكات هي مبيتة والهدف منها مواصلة تهويد المدينة والعمل على تقسيم الحرم الشريف مكانيا بعد ان قسمته زمانيا من خلال السماح للمستوطنين والمتطرفين اليهود وأعضاء الكنيست من اليمين المتطرف والعنصري باقتحامه تحت حراسة أفراد الشرطة الاسرائيلية.
واستغلال سلطات الاحتلال للعملية التي جرت يوم الجمعة سياسيا ودينيا وأمنيا، هو ما يؤكد بصورة لا تدع مجالاً للشك بأن ما تقوم به حاليا من انتهاكات هو أمر مبيت، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة لكي تقوم بما تقوم به حاليا أمام مرأى ومسمع العالم بأجمعه، وهو ما يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية التي تحرم إغلاق دور العبادة ومنع إقامة الشعائر الدينية بداخلها. هذا التحريم جاء بشكل عام، أما ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك الذي يعد أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، فان التحريم يصبح مضاعفا، وان أي انتهاك بشأنه سيؤدي ولو بعد حين الى تحويل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي الى صراع ديني لا تحمد عقباه.
ودولة الاحتلال لا تتعظ من كون معظم الحروب التي خاضتها البشرية كانت وراءها أسباب دينية، الأمر الذي ينذر بأسوأ العواقب في حال مواصلة سلطات الاحتلال الاسرائيلي العبث بالمسجد الأقصى وبالمدينة المقدسة.
صحيح ان العالم العربي وكذلك الإسلامي مشغول حاليا في الحروب الداخلية، إلا ان هذا لا يعني ان أمد هذه الأوضاع سيطول الى أبد الآبدين، بل إن مواصلة سلطات الاحتلال لانتهاكاتها وعبثها بالمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى سيؤدي الى صحوة دينية وضميرية، خاصة وان المسجد الأقصى لا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل هو يخص كل المسلمين في العالم، فهو مكان مقدس بالنسبة لهم والمس به يعني المس بعقيدتهم ودينهم ليصبح الدفاع عنه فرض عين على كل مسلم.
وصحيح أيضا ان ردود الفعل العربية والإسلامية على الانتهاكات الاسرائيلية بحق الأقصى والمدينة المقدسة لم يرتق الى المستوى المطلوب، إلا أن ذلك لا يعني مواصلة سلطات الاحتلال سياسة التهويد ومحاولات هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، رغم ان جميع الحفريات لم تثبت أن هيكلهم المزعوم كان مكان الأقصى كما يدعون بهدف هدم الحرم الشريف وتزوير الحقائق والتاريخ.
إن الأمة العربية والإسلامية مطالبة باتخاذ إجراءات عملية لردع سلطات الاحتلال عن مواصلة عبثها بالحرم الشريف وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار التي باتت لا تجدي نفعا ولا تسمن ولا تغني من جوع، فاليمين اليهودي المتطرف والعنصري وكذلك حكومة الاحتلال الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ حكومات الاحتلال باتت لا تخشى هذه البيانات ولا تعيرها اي اهتمام، الأمر الذي يقتضي بل ويتوجب على الأمة الدفاع عن أولى القبلتين ومسرى الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وإرغام الاحتلال على وقف هذه الانتهاكات المحرمة دوليا وصولاً إلى إنهاء الاحتلال ورحيله عن الأرض الفلسطينية وفي مقدمتها المدينة المقدسة والحرم الشريف وكنيسة القيامة، فهل من مجيب؟!

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا