الرئيسيةمختاراتمقالاتحديث القدس: غربال الإغلاقات الإسرائيلية لن يحجب شمس الحقائق

حديث القدس: غربال الإغلاقات الإسرائيلية لن يحجب شمس الحقائق

داهمت قوات الاحتلال فجر امس عددا من المقار الاعلامية في مختلف مدن الضفة واغلقت ثمانية منها لمدة ستة اشهر، وصادرت معدات واجهزة واعتقلت عددا من الصحفيين ليرتفع عدد المعتقلين الى ٢٤، وكانت حجتها او ذريعتها في ذلك ان هذه المقار تقوم بالتحريض والعداء.
وقد لقيت هذه الممارسات إدانات فلسطينية ودولية واسعة لأن هذه المقار وهؤلاء الاعلاميين لا يحملون سلاحاً وانما اقلاماً وكومبيوترات، ولا يقدمون سوى المعلومات والشهادات الميدانية عما يجري، وابسط ما يمكن لسلطات الاحتلال فعله في هذا المجال هو تقديم الردود والايضاحات على ما يدعون انه تحريض، ولكن اللجوء الى الإغلاق والاعتقالات ومصادرة الأجهزة لا يدل إلا على شكل جديد من ممارسات الاحتلال التي لا تتوقف، والعجز عن تفنيد او تكذيب ما يتم نشره.
بالإضافة الى ما يقوم به الاحتلال من استيطان وتهويد ومصادرة للارض وتهجير للمواطنين، ورفض كل مقترحات السلام والمبادرات السياسية العربية والدولية، فان كثيرين من كبار الحاخامات والمسؤولين يمارسون تحريضا مكشوفا وواضحاً ضد شعبنا، وكما هو معروف، فان عددا من اليهود حرقوا عائلة دوابشة كاملة والفتى محمد ابو خضير، وهم يقطعون الاشجار ويهدمون المنازل والمدارس … ويصفون الفلسطينيين والعرب عموما بأبشع الأوصاف وأحقرها، ثم يقولون ان بعض المقار الإعلامية تمارس التحريض.
لا بد من القول ان هذا الإجراء اللا قانوني واللا أخلاقي بحق الإعلام والرأي العام، لن يحجب الحقائق ابداً، بل ان هذه الخطوة تحديدا زادت في فضح الممارسات الاسرائيلية، ولن تمنع ايصال اية رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثيرة والواسعة الانتشار الى كل انحاء العالم.
ان اقتحام المقار في وسط المدن الفلسطينية يدل على الغطرسة وجنون القوة وعدم مراعاة اية حقوق او قوانين او حدود للتصرف، بل العكس تماما فهم يعتقدون انهم يستطيعون فعل ما يريدون في اي مكان وفي اية وسيلة ثم يطلبون من المجتمع الدولي ان يحترم ممارساتهم ومواقفهم المفضوحة والمرفوضة. وهم بالتأكيد مخطئون لان العالم باكمله خاصة على المستويات الشعبية يدرك تماما ما يجري وحقيقة ما يقوم به الاحتلال ويدفع شعبنا وارضنا ثمنه … وغربال الاغلاقات السخيف الذي قاموا به لا يحجب شمس الحقائق التي بات العالم يعرفها جيداً.
في كل الأحوال تبقى هذه الخطوة الإسرائيلية جريمة بحق الإعلام والإعلاميين وجريمة ضد الرأي العام الدولي وحقه بالمعرفة والاطلاع على تفاصيل ما يجري، وهو تصرف يجب ان تدينه المؤسسات الإعلامية الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان وحق الوصول الى المعرفة في كل انحاء العالم حتى تنفضح المواقف الإسرائيلية اكثر من حيث أرادوا تقليصها.
ستبقى قضيتنا عالية وسيبقى اعلامنا شامخا ومميزا وسيدرك العالم بشكل اعمق حقائق ممارسات الاحتلال بمثل هذه الخطوات.

 

 

 

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا