وصف خبير علم النفس، الدكتور علي عبد العاطي، الرئيس محمود عباس، بالسياسي المُحنّك، الذي عاصر الثورة الفلسطينية، والاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، والذي يقول الكلمة المناسبة في المكان المناسب.
وأضاف عبد العاطي: الرئيس أبو مازن سياسي قديم، وشخص مفوه، وجيد في استخدام لغة الجسد، ويجيد كذلك مخاطبة الشعب الفلسطيني، ومخاطبة الأمم المتحدة بطريقة مختلفة، وعباراته تختلف حسب إيقاع ومسار كلمته، مشيرًا إلى أن خطابه أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان موفقًا لأبعد الحدود.
وأوضح أن غالبية الخطاب تميز باتصال بصري، مع الجمهور الذي استمع له، وهذا ظهر من خلال نبرة صوت الرئيس، وكأنه يقول لنا أخاطب الجميع، الذي يدعمنا والذي لا يدعمنا، فحتى الشخص الذي لا يجيد اللغة العربية، يمكن أن يفهم الخطاب من لغة جسد الرئيس، وتفسيره من خلال عاطفة الغضب ولغة الشجب والاستنكار، وايماءات الجسم.
وذكر عبد العاطي، أن نبرة صوت الرئيس في الخطاب كانت متوسطة، فلا هي مرتفعة ولا منخفضة، فالنبرة المرتفعة تدل على ضعف، فيما استعمل العديد من الوقفات بين الجمل وهو هكذا يؤكد على أنه يريد إيصال معلوماته بشكل بسيط ويشدد عليها.
ولفت إلى أنه ظهر ذكاؤه في أكثر من موضع وبمواضيع معينة، وظهر وكأنه يخاطب أصدقاءه بدون أية حواجز، ومثال على ذلك قوله: “إسرائيل لم تعترف بدولتنا على حدود 67″، أظهر غضبه، ومعالم وجهه أوضحت هذا الغضب، فالعيون كانت متسعة، في بعض الأحيان، وحركات يديه مختلفة، ويمسك الخطاب بيده اليمنى، ليستحضر أفكاره.
وأشار إلى استخدامه لأسلوب التعجب، ولعلامات الاستفهام وطرح الأسئلة، تُظهر أنه يضع العالم أمام مسؤولية، فلا يوجد أي حل لإنهاء الصراع، وعندما قال هذه أرضنا أشار إلى قلبه، دليل على صلة الأرض به، مبينًا أن الرئيس تلاعب بالألفاظ والكلمات، ليعطيها قوة أكبر كما كان يرفع رأسه عندما قال: “القدس محتلة”.
وعندما تحدث عن حركة حماس، قال الدكتور عبد العاطي رفع يده اليسرى، وعندما تحدث عن حكومة الوفاق رفع يده اليمنى، وكأنه يقول: إن حماس على خطأ، والحكومة على صواب، وعندما قبض يده في أكثر من مرة، أوصل رسالة للعالم: أنا زعيم دولة فلسطين، وأمثل كل الشعب، وأتحدث من مكان قوة، وليس من موقع ضعف.
وختم الدكتور عبد العاطي حديثه قائلاً: أبو مازن كان موفقًا في خطابه، وقوي في طرحه، وبدا لنا أننا أمام خطاب تاريخي، وليس مجرد خطاب رئيس دولة، وظهر وكأنه يتحدث باسم كل الشعب.
المصدر: خاص دنيا الوطن – صلاح سكيك
