الرئيسيةمتفرقاتالموقفرفضا للوعد المشؤوم

رفضا للوعد المشؤوم

أجل, لن نستطيع أن نصمت على ما تقوم به حكومة المحافظين في المملكة المتحدة, فالإعلان من طرفها عن النية بإحياء وعد بلفور, يمثل عدوانا على شعبنا, وتنكرا لحقوقه المشروعة التي أقرتها عديد القرارات الدولية. كما يمثل اعتداءا على حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية, وفي مقدمتها حق تقرير المصير, وهو الحق الأساس لكل شعب من شعوب العالم التي لم يبقى منها من يعاني القهر والظلم ونير الاحتلال غير شعبنا.

لقد تسبب وعد بلفور, وزير خارجية بريطانيا في الثاني من تشرين أول عام 1917 قبل مئة عام, بمأساة مازال شعبنا يعاني من تداعياتها الخطيرة, فقدنا وطننا والجزء الأكبر منه 72% من مساحته, على يد العصابات الصهيونية المدعومة والمدربة على أيدي قوات الانتداب البريطاني, وتشرد أهلنا في المنافي ومخيمات اللجوء التي تفتقر لأدنى مقومات العيش, ويعاني سكانها من الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية في بعض الدول التي يعيشون فيها, بانتظار العودة.

قتل عشرات الآلاف بدم بارد في القرى والمدن الفلسطينية على أيدي العصابات التي ارتكبت المجازر بحقهم عام 1948 وقتل ألاف في مخيمات اللجوء في صبرا وشاتيلا وأطلقت النار في كل الظروف والمراحل على أبناء شعبنا, من قبل قوات الاحتلال داخل الضفة وقطاع غزة, وجرح مئات الآلاف في الاعتداءات المتكررة على شعبنا. واعتقل ما يزيد عن مليون مناضل ومطالب بالحرية والانعتاق من القيود.

صودرت الأراضي وأقيمت المستعمرات ليحل القادمون من كل بلاد العالم مكاننا, كل ذلك وأكثر منه بفعل وعد بلفور ونتيجة له, رغبة من الحكومة البريطانية في حينه من خلق جسم غريب في المنطقة, يمكنها من السيطرة عليها وإشعال صراع فيها يسهل أمامها التدخل والسيطرة وإحكام النفوذ.

اصدر آرثر بلفور وعده بإعطاء اليهود وطن قومي في بلادنا قبل أن تقوم بلاده ببسط انتدابها على فلسطين, ولم يكن من اليهود في البلاد سوى ما يقارب 5% من تعداد السكان, لم يضطهدهم أحد, ولم يتعرضوا لاعتداء من أحد.

حكومة لويد جورج التي نظرت بعين العطف لليهود كما ادعى الوعد في صياغته, لم تكن محبة ولا داعمة لليهود في بداية الأمر, لكن مصلحتها الاستعمارية اقتضت ذلك, إضافة إلى التأثير القوي الذي تركه مخترقوا الكنيسة البروتستية من الصهاينة في عقل رئيس الحكومة لويد جورج, الذي أقدم وزير خارجيته على إصدار وعد ساندته حكومته, والحكومات البريطانية اللاحقة حتى اليوم, الذي تريد فيه الحكومة البريطانية الحالية, على غير عادة سابقاتها أن تحي هذه الذكرى الأليمة باحتفال بهيج على حساب حقوق شعبنا, وعلى حساب آلامه وقهره ومأساته ومعاناته.

صغنا عريضة يجري توقيعها في المملكة المتحدة من مناصري حقوق شعبنا, لمنع الحكومة الحالية من تنفيذ احتفالها, ولمطالبتها بالاعتذار عن الوعد المشئوم, ومطالبتها كذلك بالتكفير عن الجريمة, بالاعتراف بدولة فلسطين وبإعادة ما لديها من أموال فلسطينية تتمثل في كمية من الذهب تزيد عن 300 طنا فقد كان لدى البنك المركزي في فلسطين 5 ملايين ليرة ذهب و8 ملايين ليرة احتياطي استولت عليها حكومة الانتداب البريطاني مقابل إصدار عملية نقدية فلسطينية, إضافة لتحف وآثار, بما يرفع قيمة حقوقنا المالية لدى بريطانيا 30مليار دولار.

العريضة بحاجة إلى مئة ألف توقيع كي يتمكن البرلمان من مناقشته لأمر وإلزام الحكومة بالتراجع عن موقفها وتقديم الاعتذار, ونحن لدينا ملايين المناصرين من البريطانيين الأصليين الذين يقفون مع قيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان, منهم مليون فقط في اتحاد نقابات العمال, وأيضا ممن يحملون الجنسية البريطانية ممن انحدروا من أصول عربية وإسلامية وجنسيات أخرى.

شعبنا سيحيي هذه الذكرى المشئومة بفعاليات ووقفات احتجاج أمام السفارات البريطانية والبعثات الدبلوماسية في كل مكان وستعقد المؤتمرات الصحفية هنا وهناك.

وثـورة حتـى النصـر

مفوضيـة التعبئـة والتنظيـم

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا