عرس في المدينة

زهران معالي

بين أزقة حارات البلدة القديمة في نابلس، تعالت الأهازيج الشعبية الفلسطينية والأغاني الوطنية، وضربت أكف عشرات المواطنين المرتدين الزي الشعبي مشكلين لوحة فنية أعادت للمدينة ظاهرة فلكلورية لم تشهدها منذ زمن.

لم يكن ذلك إلا محاكاة تفصيلية لعرس فلسطيني تقليدي، تزين فيه العريس بالعباءة والكوفية وتحلق المئات حوله كبارا وصغارا شبانا وفتيات حضروا من عدة مناطق فلسطينية، وانطلقوا على أنغام الأهازيج والدحية من ميدان الشهداء وسط المدينة، مرورا بأزقة البلدة القديمة، وصولا لحمام الشفاء أحد حمامات نابلس التقليدية التاريخية، وسط تعالي زغاريد النسوة اللواتي ارتدين ثياب الفرح التقليدية المطرزة.

وواصل موكب زفة العريس المسير بين الأزقة وصولا لخان الوكالة بالمدينة.

وشهدت مدينة نابلس وغيرها من مدن الضفة الغربية وبعض المدن العربية الاحتفال بيوم الزي الفلسطيني تحت عنوان “الزي الفلسطيني.. تراث وهوية”، فيما كانت “صمدة العروس” على منصة الحفل.

على خشبة المسرح في الخان، توالت الفرق الفنية بتقديم عروض الدبكة والرقص الشعبي الفلسطيني، وصفق الجمهور وتعالت الأصوات فرحا.

لانا حجازي منسقة مبادرة يوم الزي الفلسطيني، تحدثت لـ”وفا”، أن فعالية يوم الزي الفلسطيني انطلقت بمبادرة من مجموعة من الشباب لحفظ التراث وحمايته من السرقة والتزوير؛ خاصة بعد قيام مجموعة من عارضات الأزياء الإسرائيلية بارتداء الزي الفلسطيني وتداوله أنه لبس خاص بالاحتلال.

ومنذ العام 2015 تواصل المجموعة احياء يوم الزي الفلسطيني في 25 تموز كل عام والذي يتوافق مع يوم الثقافة العربي في كل محافظات الوطن وعدد من عواصم العالم، إلا أن الاحتفال هذا العام انطلق في منتصف آب من جنين، إثر الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، وفق ما توضح حجازي.

وتشير حجازي إلى أن الفعالية جاءت بدعم من بلدية نابلس والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ووزارة الثقافة، وفرق مركز واصل وحنظلة وكنعان، مؤكدة على السعي لاعتماد 25 تموز يوما وطنيا للزي الفلسطيني.

وتؤكد أن المجموعة تسعى من خلال فعاليات يوم الزي الفلسطيني التي اختتمت الليلة الماضية في نابلس، بعد حفلين أقيما بجنين ورام الله، تسعى لأن يكون الزي أسلوب حياة للكبار والصغار، وارتدائه بكل وقت وعدم اقتصاره على يوم واحد.

وتخلل الحفل، عرض للزي الشعبي ارتدت خلاله فتيات الزي التقليدي لكل مدن فلسطين التاريخية على أنغام زجلية لكل منطقة قدمته الفنانة الفلسطينية عايدة أبو فرحة.

ومعروفا أن القمباز هو زي الرجل الفلسطيني فيما تلبس المرأة الفلسطينية الثوب المطر حسب المنطقة.

وقال محافظ نابلس اللواء أكرم رجوب :”يوم الزي يوم فرح لنابلس المدينة ومخيماتها وقراها”، مؤكدا على أهمية إحياء التراث الفلسطيني وإبراز دور الزي الفلسطيني الذي بدأ الاحتلال بسرقته وتقديمه للاحتلال على أنه زيه.

ودعا الشعب الفلسطيني إلى ضرورة التمسك بالتراث والزي الفلسطيني، والتقاط لحظات الفرح وتكريسها في سلوك الحياة اليومية.

وقالت ممثلة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وهيبة صالح، “تراثنا هويتنا، ونؤكد تمسكنا بالأرض، من نابلس القديمة التي دمرها الاحتلال عدة مرات”.

ودعت صالح وزارة الثقافة إلى اعتماد يوم الزي الفلسطيني، يوما وطنيا وتراثيا يتم الاحتفال به سنويا.

من جهته، قال رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش “إن إقامة الحفل في خان الوكالة الذي أراد الاحتلال أن يطمس هويته الفلسطينية، لكن بجهود المخلصين أعيد بنائه، رسالة تفيد بأن تراثنا هويتنا”.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا