الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمغزة بين دحلان وحماس ضرب المشروع الوطني الفلسطيني كما يكتب وليد ظاهر

غزة بين دحلان وحماس ضرب المشروع الوطني الفلسطيني كما يكتب وليد ظاهر

في الفترة الاخيرة تتردد بعض المصطلحات بكثرة، خاصة على لسان قيادة حماس والناطقين باسمها، او انصار الهارب دحلان والمطرود من حركة “فتح”، تلك المصطلحات هي (تركيع غزة) و (الشهداء) و (الاسرى).
بداية وبهدوء لتنشيط الذاكرة، ان القيادة الفلسطينية وحركة “فتح”، عضت على جراحها، فيما نال ابنائها من قتل وتنكيل وقذف من اسطح البنايات، على يد العصابات الاجرامية الحمساوية، وصبرت عشر سنوات على حماس، لعلها تعود الى رشدها وتراجع نفسها، وتفك ارتباطها باجندة الاخوان المسلمين، وتتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والاسلامية، وتعلن اعتذارها لشعبنا الفلسطيني عن انقلابها الدموي، وتعود الى الحضن الفلسطيني، بانضمامها الى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على مبدء الشراكة والديمقراطية، عشر سنين قضتها القيادة الفلسطينية ويدها ممدودة لحماس، عشر سنين والقيادة الفلسطينية تغطي تكاليف قطاع غزة من مصاريف، بما فيها دفع معاشات اعضاء حماس في التشريعي والوزراء السابقين، وكذلك الشهداء والاسرى في قطاع غزة دو التمييز بينهم، عشر سنين وما فقدت القيادة املها في الوحدة، كل ذلك في سبيل تغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني.
اما اليوم وفي محاولة مكشوفة من قبل حماس وانصار المفصول من الحركة، بعد ان بدءت القيادة الفلسطينية في اخذ خطوات متدرجة من اجل ان تعود حماس الى فلسطينيتها وتلغي اللجنة الادارية التي شكلتها لادارة غزة، وتسلم القطاع الى حكومة الوفاق الوطني، والتي تمت بموافقة الجميع بما فيها حماس.
يحاولون تصوير الموضوع بالفاظ بعيدة عن الحقيقة (تركيع غزة)، ويروجون ويضخمون عن حصول تفاهمات بين حماس ودحلان برعاية مصرية، وهو الذي ادى الى فتح معبر رفح وادخال الوقود للتخفيف من وطأة ازمة الكهرباء، بينما الحقيقة عكس ذلك فلا شيئ يتم دون الموافقة الاسرائيلية عليه، فلا دحلان انتصر ولا حماس انتصرت.
بالنسبة لدحلان يريد العودة الى المشهد الفلسطيني حتى لو كان ذلك عن طريق البوابة الحمساوية وعلى حسابات عذابات شعبنا في غزة، لعلمه انه بعد عقد المؤتمر السابع لحركة “فتح” على ارض الوطن، وقبلها فشل الرباعية باعادته الى المشهد، انه لم يعد له اي دور في الشأن الفلسطيني.
بالنسبة لحماس تريد الخروج من ازمتها، فبعد ان ثبتت انقلابها على الشرعية وحكمها في غزة، اليوم تسعى الى فصل القطاع واقامة الامارة الحمساوية، والاعتراف بهم اقليميا ودوليا، لذلك جاء الاعلان عن الوثيقة السياسية الجديدة، ولنراجع تاريخ الاخوان المسلمين، الذين تربوا على السمع والطاعة لمرشدهم وان الحاكمية لله، ولا شراكة مع الاخرين فهم يضعون انفسهم في موضع النزاهة والقداسة.
اما بالنسبة لمصر فاننا نعلم الارق الامني الذي تسببه سيناء لها والاخوان المسلمون، ولا تريد ان تنفجر غزة بوجهها، وتحميلها قضية غزة وتبرءة الاحتلال.
وبالنسبة للاحتلال الاسرائيلي، لا يرغب في التصعيد العسكري مع حماس، بل يريد ادامة الانقسام، وتقليم اضافر حماس، وليس القضاء على حكمها، كما يحلو للبعض تصويره، وهنا نستشهد بما كتبة المفكر والباحث الفلسطيني الدكتور علاء أبو عامر في مقالة بعنوان (أبو مازن وحماس وبينهما دحلان: غزة على طريق السلام الإقليمي) يقول: إذن “فقط بعد تدخل اسرائيل السري، من خلف الكواليس، تم إنهاء مشكلة الكهرباء بغزة، بشكل مؤقت، العملية التي تمت بها حل الأزمة، تعكس حالة تحالفات وتعاون بين الأطراف المعادية لبعضها، مصر وحماس، وذلك من خلال تدخل وتنسيق إسرائيلي، وذلك على الرغم من عدم اعتراف اسرائيل بذلك، وبتدخلها سيتم إدخال مليون لتر سولار لتشغيل محطة توليد الكهرباء بغزة.” (الحديث هنا مازال لملمان).
لماذا تفعل إسرائيل ذلك؟
يجيب ملمان: “لعدم تدهور الأوضاع من جهة، ولعدم المساس بمكانة أبو مازن من جهة أخرى.”
غريبة هذه المعادلة كيف سيكون إضعاف إجراءات أبو مازن ضد حكم حماس فيه عدم مساس بهيبته؟ يشرح ملمان ذلك بقوله “إن اسرائيل تعيش الآن معضلة ليست بسيطة، ورغم أنها استجابت لمطالب السلطة، وقلصت الكهرباء لغزة، وحافظت على مكانة أبو مازن، إلا أنها عملت من خلف الكواليس، من أجل الإسهام في ادخال الوقود المصري لقطاع غزة، وذلك لمنع الانفجار، أو التصعيد العسكري”. إذن هذه حجة إسرائيل بحسب الكاتب: “منع التدهور العسكري مع حماس”. ولكن وحتى لا يكون اعتمادنا على رأي صحفي إسرائيلي ربما كان ما يقوله هو تصورات خاصة به فإننا بحاجة لمصدر إسرائيلي رسمي. تصريح وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان أكد على ما قاله ملمان وهو إن “الرئيس محمود عباس يمارس الضغوطات على حركة حماس في غزة بغية جرها لحرب مع إسرائيل”.
ان المرحلة صعبة، الهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، لذا المطلوب توخي الحذر ثم الحذر من وسائل الاعلام الصفراء والاقلام المأجورة، فالشهداء هم الاكرم منا جميعا، والجرحى يحملون على اجسادهم اوسمة البطولة والعزة، والاسرى منارة لنا على درب الحرية، ذلك ما تعلمناه وتربينا عليه في حركة “فتح”، وكان لنا في قيادتنا وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (ابو مازن) القدوة الحسنة في ذلك.

بقلم: وليد ظاهر
رئيس تحرير المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا