الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةفي ذكراه الواحد والعشرين “ابو الوطنية"

في ذكراه الواحد والعشرين “ابو الوطنية”

بقلم: الدكتور يوسف عراقي

رجل من ذلك الزمان

الاستاذ فتحي البلعاوي ابو غسان ” ابو الوطنية” ملئ الدنيا منذ شبابه المبكر حمل فلسطين في قلبه وعقله ، شارك في المظاهرات وكان له دورا بارز في قيادة المظاهرات الشعبية ضد التوطين وكان اول نقيب للمعلمين الفلسطينيين . صعد المنابر متحدثاً عن فلسطين وباسمها، لوحق واعتقل في سبيلها وما بدّل تبديلا ….من مؤسسي حركة فتح ورعيلها الاول .وهو الذي كتب الى ياسر عرفات رفيق مسيرته : (كثر مستشارون وقل ناصحوك)
ابعد عن مصر خلال دراسته في خمسينات القرن الماضي بسب نشاطه السياسي ضمن اتحاد طلبة فلسطين وحركة الاخوان المسلمين كان من إعلام الفكر التربوي ومربي كبير، ألّف أربعين كتابا في علوم اللغة العربية وآدابها خلال عمله على مدى ما يقارب الثلاثين عاما في دولة قطر بالإضافة الى عمله في الاعلام ،مرةً اخرى يتعرض للأبعاد الى تونس بسبب حرب الخليج ، وبعدها الى ارض الوطن مع عودة السلطة الوطنية متابعاً طريقه في المجال التربوي ولكن القدر والمرض لم يمهله حتى يرى فلسطين المحررة كما ارادها دائماً ولبى نداء ربه في ٢٣ حزيران عام ١٩٩٦
أينما حلّ كان شعلة من النشاط يفيض حيوية وانشراحاً ويأسر من حوله فارساً من فرسان فلسطين ،تمسك بتراث شعبه وحفظ تاريخه عن ظاهر قلب مدافع صلب عن حقوق شعبه.
قابلته في الدوحة عام١٩٧٧ اول مرة خلال مشاركتي في مؤتمرااقليمياً لمنظمة الصحة العالمية .عندما علم بوجودي جاءني الفندق وعندما التقينا عانقني بقوة وحرارة وعيناه تدمعان وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد ، وحدثني عن معاناته وكم كان يتألم وهو يتابع حصار مخيم تل الزعتر وطلب مني ان احدّثه عن معركة تل الزعتر والحصار الجائر كان يتابع حديثي كان شديد التأثر وعلى وجهه ملامح الانفعال الممزوجة بالحزن . في اليوم التالي أقام مأدبة غداء دّعي اليها أفراد الجاليه الفلسطينية . كنت اتسائل لماذا يطلقون عليه ” ابو الوطنية” ، وعرفت ذلك من خلال لقاءنا حيث كانت العبارة الشهيرة التي يستعملها كثيراً مع محدثيه: “خلّي عندك شوية وطنية “. تواصلنا بعدها بالهاتف اكثر من مرة خلال وجوده في قطر ، وكانت المرة الاخيرة عام ١٩٨٧ عندما كنا جالسين مع الأخ القائد ابوعمار في ابو ظبي خلال زيارة قصيرة له في طريقه الى الهند ، ويومها جاء من يقول ان “ابو غسان ” يرقد في العناية الفائقة في احد المستشفيات نتيجة نوبة قلبية وفجاة تغيرت ملامح ابوعمار وارتسمت على وجهه مسحة من الحزن وطلب فوراً ان يجري الاتصال به والاطمئنان عن صحته وتحدث ابوغسان بصوته الجهوري مطمئناً ابو عمار على صحته، وتحدثت معه بعدها وتلك كانت المرة الاخيرة ، بعدها هاجرت الى النرويج ولم نتواصل .
رحم الله “ابو غسان “رائداً كبيراً من رواد الحركة الوطنية الفلسطينية على مدى اكثر من أربعين عاماً ومربيا وعلماً من إعلام اللغة العربية، كان يقدس فكرة الجهاد والشهادة في سبيل الوطن. كم نفتقدك يا “ابا الوطنية” في هذه الأيام المظلمة وما أشد حاجتنا اليه فارساً ومشعلاً من مشاعل النضال يضئ الطريق نحو الوطن. ويحضرني في هذا المقام بيت شعر:

ما أشرقت في الكون ايًّ حضارةٍ إلا وكانت من ضياء معلم

لأسرة عاشق الوطن “ابو غسان”، لأولاده وأحفاده ومحبيه وتلامذته ولجميع ابناء شعبنا اقول علينا جميعا ان نفخر بأننا عشنا في زمن
“ابو الوطنية” وان أمثاله لا يموتون فان ذكراهم خالدة في الذاكرة الجماعية لشعبنا.

طوبى لتراب بلعا التي احتضنت ابنها البار حيث كان له ماراد

د يوسف عراقي – النرويج

صفحات من مجلة نداء فلسطين

وثيقة قديمة لمجلة ” لمجلة نداء فلسطين ” والتي كان الاستاذ فتحي البلعاوي مسؤول تحريرها

صورة مع الاخ القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية أبو عمار لدى زيارته دولة قطر في نهاية الستينات

صورة قديمة من احدى صحف ماليزيا تتحدث عن زيارة لوفد من حركة فتح عام 1968 ، لماليزيا وعدد من الدول الاسيوية ، والذي تراسه الاخ فتحي البلعاوي لشرح عدالة القضية الفلسطينية لشعوب وقيادات هذه البلدان .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا