الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتوأنت تسير في القدس.. لا تضع يدك في جيبك !

وأنت تسير في القدس.. لا تضع يدك في جيبك !

القدس المحتلة – كثيرة هي أسباب الموت، لكنها، وفي بلادنا خاصة، باتت أكثر، لا سيما في ظل احتلال اسرائيلي بات يفتقر الى أدنى سلوك انساني، وصار يبطش على مدار الساعة، ولا يدخر وسيلة موت الا ويمارسها بحق ابناء شعبنا. والتهمة جاهزة؛ طعن. أو محاولة ذلك.

عيون تتأبط شراً

في القدس المحتلة، أخذ الاحتلال ينشئ نقاط تفتيش في شرق المدينة وغربها، ونقاط مراقبة وحواجز على يمينها وشمالها، خوفا من هواجس موت تشتعل في رأسه. ليس غريبا، فقد تربوا هؤلاء الجنود الذي ملأوا المدينة المقدسة موتا وعنصرية، على القتل. القتل فقط!
على مشارف المسجد المبارك، وعند “باب العامود” تحديدا، اقام الاحتلال الاسرائيلي مؤخرا، نقطة مراقبة، ووضع عليها جنودا لا يعرفون من الألوان سوى لون الدم، ولا يميّزون من الروائح سوى رائحة البارود، ولا يتقنون الحديث الا بنبرة الصراخ والعنصرية، تجاه من يسير في المنطقة من شيوخ ونساء طاعنين في السن، أو أطفال صغار، ممن سمح لهم بدخول المدينة المقدسة لأداء صلاة “الجمعة اليتيمة” من رمضان.

الموت ” ع المزاج“

عند هذه النقطة تحديدا، قد تكون أنت أو غيرك هدفا متحركا لجنود الاحتلال، وقد يطلقون عليك الرصاص هكذا، دون أي سابق انذار، ودون أي ذنب، سوى أنك واضع يدك في جيب بنطالك، وهذا ما حصل مع الصحفي المقدسي مراسل تلفزيون فلسطين في القدس المحتلة محمد عبد ربه، الذي اوقفه جنود الاحتلال شاهرين السلاح في وجهه، فقط لأنه قام بحركة لا ارادية، هي وضع اليدين في جيب البنطال.
وحول ذلك، قال عبد ربه في حديث لـ “صدى الاعلام”، إنه واثناء توجهه لاداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك، فوجئ بجندي اسرائيلي يقف أمامه مشهرا سلاحه في وجهه، طالبا منه ان يخرج يديه من جيبه.
ويتابع عبد ربه: بادئ الأمر استغربت من طلب الجندي، بل صدمت منه، بخاصة وأنني لم ابدِ اي تصرف يثير الشكوك خلال سيري، سوى حركة بسيطة اعتاد معظم البشر على فعلها، وهي وضع اليدين في جيوب بنطالي. مشيرا الى أن جنود الاحتلال باتوا في الآونة الاخيرة يشكون من اي شيء يجري حولهم، حتى لو كانت ابسط الاشياء، وهذا الأمر أدى الى خلق حالة من الرعب في احياء وشوارع وأزقة المدينة المقدسة، بحيث صار الموت يتهدد اي فلسطيني حيثما تواجد داخل المدينة المحتلة.
ما اقدم عليه الاحتلال من اجراءات تعسفية تعرقل حياة المواطنين، جاء في اعقاب العمليتين التين نفذهما ثلاثة شبان من قرية دير ابو مشعل غرب رام الله، في منطقة باب العامود يوم الجمعة الماضي، وقتل فيها مجندة اسرائيلية واصيبت اخرى.
ويستطرد: هذه الاجراءات الاحتلالية اعتدنا عليها، لكن وتيرتها زادت خلال الايام القليلة الماضية، لا سيما بعد استشهاد ثلاثة شبان، بعد تنفيذهم عمليتين في باب العامود.

من “السلطان سليمان” الى “البطلات“

خلف نقطة المراقبة تلك، وضع الاحتلال يافطة كتب عليها “شارع البطلات” في اشارة الى المجندة الاسرائيلية التي قتلت في العملية التي نفذها شبان من قرية دير ابو مشعل برام الله يوم الجمعة الماضي.
خلال ايام قليلة، اعقبت العملية، اتخذ الاحتلال قرارا بتغيير اسم شارع السلطان سليمان، الذي عرفه ابناء شعبنا وكل من زار المدينة بهذا الاسم. غيّره الى “شارع البطلات” ليمجّد القاتل، ويواصل اضطهاد الضحية، وليكن هذا التصرف حلقة جديدة في سلسلة انتهاكات وأكاذيب طويلة يلفها الاحتلال حول عنق التاريخ، ليقتل المدينة ويهوّدها أكثر فأكثر.

عقاب جماعي

وكان ثلاثة شبان، وهم: براء ابراهيم صالح ( 18 عاماً)، عادل حسن عنكوش (18 عاما)، واسامة عطا (18 عاما) وكلهم من قرية دير ابو مشعل غرب رام الله، استشهدوا يوم الجمعة الماضي، وقتلت مجندة اسرائيلية، في عمليتي طعن وإطلاق نار بمنطقة باب العامود في القدس المحتلة.
واقدم جيش الاحتلال عقب العمليتين، على اغلاق القرية التي خرج منها الشهداء، وصوروا منازلهم تمهيدا لهدمها، كما فرضوا حصارا مشددا على القرية وفتشوا منازلها وحققوا مع اهلها بالاضافة الى اعتقال عدد من اقارب الشهداء.
واصدرت سلطات الاحتلال قرارا بوقف كافة تصاريح الدخول لاراضي 48 والقدس، الصادرة لشهر رمضان وعيد الفطر.
يذكر أن جثامين الشهداء الثلاثة، لا زالت محتجزة في ثلاجات الاحتلال حتى اعداد هذا التقرير، ولا اخبار تذكر عن موعد تسليمهم لذويهم ليتسنى دفنهم، لكن وزارة الشؤون المدنية أكدت في تصريح لها اليوم الجمعة، أنها تبذل مساع حثيثة للافراج عن جثامين هؤلاء الشهداء.

وكالة وطن 24 الاخبارية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا