الرئيسيةمختاراتاخترنا لكموثيقة فلسطينية جديدة تطرح في الامم المتحدة

وثيقة فلسطينية جديدة تطرح في الامم المتحدة

بقلم: سمير عباهرة

لن تموت القضية الفلسطينية رغم تجاهل الرئيس الامريكي دونالد ترامب في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة لكثير من الازمات والمشاكل الدولية وفي مقدمتها تلك الاكثر تعقيدا التي واجهت السياسة الدولية على مر العصور ألا وهو الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والذي كان ترامب قد قطع على نفسه عهودا ووعودا بالعمل على انهاءه وتحقيق تسوية عادلة بما سماها “صفقة القرن”، لكنه تجاهل لب الصراع الدولي والمشكلة التي ابقت العالم في حالة صراعات ونزاعات دائمة وفي حالة من عدم الاستقرار. وكان الاجدر بالرئيس الامريكي ان يحدد رؤيته للحل النهائي للقضية الفلسطينية وأن يكون منبر الامم المتحدة المكان المناسب الذي تنطلق منه دعوته لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي المحتلة وتحقيق تسوية شاملة تنتهي بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لكنه استثنى ازمة الشرق الاوسط بصفتها تشكل لب الصراع الدولي وبدلا من ذلك راح يتحدث عن الازمات الدولية الاخرى ويلمح الى ان كوريا الشمالية تهدد الامن والسلم الدوليين وراح يعمل على استبدال الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واعتبار ايران تشكل التهديد الاقليمي لدول المنطقة وتناسى ان اسباب الازمات الدولية هو الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وهكذا بقيت المواقف الامريكية على حالها في انحيازها لإسرائيل لضمان امنها وتوفقها وأصبح يمثل الاولوية في السياسة الخارجية الامريكية في المنطقة على حساب الاستقرار وإنهاء ملفات الصراع الشائكة في الوقت الذي يعترف فيه المجتمع الدولي بأن معالجة قضية فلسطين مقدمة لاستئصال الازمات الدولية الاخرى.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي خطابه الذي القاه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وضع المجتمع الدولي امام مسئولياته وذكر المجتمعين بأن اسرائيل انشأت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى الامم المتحدة على اختلاف مؤسساتها العمل على اعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني وإزالة الظلم الذي وقع عليه والاعتراف بحقوقه السياسية وفي حقه بإقامة دولته المستقلة وفي عضوية كاملة للدولة الفلسطينية في الامم المتحدة وعلى قدم المساواة مع باقي الدول الاخرى. ولاول مرة يبعث الفلسطينييون تحذيرا للمجتمع الدولي وتحديدا لإسرائيل من على منبر الجمعية العامة بأنه اذا مات خيار حل الدولتين فلن يكون امام العالم خيارات اخرى سوى حل الدولة الواحدة والمطالبة بالحقوق السياسية الكاملة للفلسطينيين في فلسطين التاريخية. وفي اشارة اخرى بان سكوت المجتمع الدولي على جرائم اسرائيل يعتبر تشجيعا لها ويعطيها مساحة كبيرة للاستمرار في خرق وحرق الشرعية الدولية والقانون الدولي.
خطاب الرئيس الفلسطيني اربك حسابات كثيرة من خلال العودة لمفهوم فلسطين التاريخية حتى تعالت اصوات كثيرة من على منبر الجمعية تنادي بالعودة الى خيار حل الدولتين وإزالة الغموض الذي يعترض طريق تنفيذها. كما ان الخطاب جاء على شكل تحذير مبطن لإسرائيل بتحمل مسئولياتها المباشرة المترتبة على استمرارها في تقويض مبدأ حل الدولتين.
من المفترض ان تقوم كل من اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الراعي الرسمي لعملية السلام بمراجعة السياسة العامة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني اذ انه تبين من خلال خطاب الرئيس الفلسطيني انه لا عودة الى الوراء وان الاسباب التي وقفت عائقا امام تحقيق تسوية تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية يجب ان تنتهي وتتوقف تماما وفي مقدمتها الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية الاخرى بحق مدينة القدس والمقدسات الاسلامية.
التركيز على موضوع الارهاب دون ايجاد حلول للازمات والصراعات الدولية الاخرى لن يخدم السياسة الدولية ولكنه ربما يخدم مصالح مؤقتة لدول اخرى وربما تتضرر مصالح اخرى لدول اخرى بحكم ان المستفيد من الحرب على الارهاب هي تلك الدول التي تحتمي وراء هذه الشعارات. وربما يبقى مفهوم الحرب على ارهاب مطروحا مدى الحياة بما بخدم السياسات العامة لتلك الدول، لكن الشعب الفلسطيني لن يبقى ينتظر الوصول الى حقوقه مدى الحياة ولن تبقى المفاوضات مطروحة ايضا طوال سنوات قادمة بل يجب ان يتوصل المجتمع الدولي بما فيهم حلفاء اسرائيل بان التحولات والتغيرات الجارية في العالم اصبح من الصعب السيطرة عليها باعتراف الكثير من الدول الكبرى والتي تترك تداعياتها على السياسة الدولية. وإذا كان موضوع الارهاب هو الذي يشغل الرأي العام الدولي وكبار المفكرين السياسيين فانه يجب عدم اغفال الاسباب الكامنة وراءه وفي مقدمتها الظلم والقهر الذي تعاني منه الشعوب وعدم حصول الفلسطينيين على حقوقهم. وعلى اسرائيل ان تدرك حقيقة واقعية بان امنها لن يتحقق الا بالتبادلية التامة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا